مناورات "الرعد الغامض" في المغرب: تقوية التحالف العسكري مع واشنطن

05 اغسطس 2024
جندي مغربي في مناورات الأسد الأفريقي، المغرب 30 يونيو 2022 (فاضل سنا/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت مناورات "الرعد الغامض 24" في المغرب بمشاركة 300 جندي من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، ألمانيا، والمغرب، بالإضافة إلى مراقبين من إيطاليا وجمهورية التشيك.
- تهدف المناورات، التي تستمر حتى 16 أغسطس، إلى تحسين القدرات العسكرية وتعزيز التعاون والتفاهم بين الجيوش المشاركة، مع التركيز على حرية العمل في مسرح عمليات القيادة الأوروبية الأميركية.
- استضافة المغرب لهذه المناورات تعكس أهميته العسكرية في الاستراتيجية الأميركية، خاصة في ظل التحديات الأمنية في المنطقة الأوروأفريقية.

انطلقت المناورات العسكرية "الرعد الغامض 24" (Arcane Thunder 24) التي يحتضنها المغرب بشكل مشترك مع ألمانيا، اليوم الاثنين، بمشاركة حوالي 300 جندي من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة إلى جانب ألمانيا والمغرب، بالإضافة إلى حضور مراقبين عسكريين من كل من إيطاليا وجمهورية التشيك وفق بيان صدر عن  العقيد الأميركي باتريك موفيت، قائد فرقة العمل متعدد المجالات الثانية. وسيتم تنفيذ مناورات "الرعد الغامض"، التي تستمر حتى  16 من أغسطس/آب الحالي، لأول مرة في المملكة المغربية، بعد أن احتضنت رومانيا نسخة العام الماضي من هذا التمرين بمشاركة ألمانيا وبولندا.

وستجرى المناورات التي تروم تحسين القدرات العسكرية للدول المشاركة وتعزيز التعاون والتفاهم والتنسيق في ما بين جيوشها النظامية لمواجهة التحديات المشتركة، وفق بيئة مشتركة ستركز على تمكين القوات المشتركة من حرية العمل في مسرح عمليات القيادة الأوروبية الأميركية، وفق بيان موفيت الذي لفت إلى أن قوات بلاده "تواصل، هذا العام، تعزيز قابلية التشغيل البيني مع قوات الحلفاء والشركاء تحت هياكل القيادة المنتشرة عبر أكثر من 3 آلاف كيلومتر من ألمانيا إلى شمال المحيط الأطلسي وإلى المغرب". ويأتي تنظيم مناورة "الرعد الغامض" بعد أسابيع قليلة من إجراء مناورات "الأسد الأفريقي"، أكبر تمرين متعدد الجنسيات في القارة الأفريقية خلال الفترة ما بين 20 و31 مايو/أيار الماضي في عدد من مناطق المملكة، بمشاركة حوالي 20 دولة بالإضافة إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو".

وكان المغرب وأميركا وقعا في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020 على خريطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري على امتداد السنوات العشر المقبلة، وتتمحور حول تأكيد الأهداف المهنية المشتركة، ولا سيما تحسين درجة الاستعداد العسكري وتعزيز الكفاءات وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات، في حين يقترح الجانب المغربي تعزيز التعاون من خلال النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع.

ويرى الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية، محمد شقير، في حديث مع "العربي الجديد" أن استضافة المغرب لمناورات "الرعد الغامض" تعكس الأهمية العسكرية التي يتمتع بها ضمن الاستراتيجية الأميركية في المنطقة الأوروأفريقية، التي تشكل لواشنطن منطقة حساسة ينبغي الحفاظ على استقرارها، خاصة في ظل تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية والتهديدات المتولدة عن عدم الاستقرار في شمال أفريقيا ودول الساحل. ولفت إلى أن إشراك المغرب في مناورات عسكرية من هذا النوع  يعكس ثقة القيادة العسكرية الأميركية في تمرين المملكة على تنظيم مناورات عسكرية تنظيماً محكماً الشيء الذي خبرته من توالي تنظيم مناورات "الأسد الأفريقي" سنوياً لأكثر من عقدين. وأوضح شقير أن الهدف من تنظيم هذه المناورات، التي تكتسي طابعاً متفرداً يقوم على تدريبات عسكرية تقتضيها الحروب التكنولوجية المستقبلية، هو تقوية التحالف العسكري للولايات المتحدة مع شركاء يعتبرون ضمن دائرة مربع الحلفاء الأكثر قرباً من الولايات المتحدة والذي يشكل المغرب واحداً منهم بامتياز.