أعلن حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، اليوم الأربعاء، رسمياً عزمه على خوض السباق الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية، لينافس الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 2024.
من هو ديسانتيس؟
يبلغ ديسانتيس من العمر 44 عاماً، وهو لاعب بيسبول جامعي سابق، متزوج وأب لثلاثة أولاد. هو أميركي إيطالي الأصل، وُلد جميع أجداده في جنوب إيطاليا، وهاجروا إلى الولايات المتحدة خلال فترة الشتات الإيطالي.
تخرّج ديسانتيس مع مرتبة الشرف من جامعتي ييل، حيث درس التاريخ، وهارفرد حيث درس القانون. خلال وجوده في جامعة هارفرد، عمل ضابطاً في هيئة القضاة العامة في البحرية الأميركية. وخلال خدمته الفعلية، حاز عدة أوسمة وميداليات، ودعم العمليات في معتقل غوانتانامو سيئ السمعة، ثمّ نُقل إلى العراق، حيث عمل مستشاراً لقائد قوة "سيل"، دعماً لمهمة القوة في الفلوجة والرمادي، وباقي مناطق محافظة الأنبار.
ويُتّهم ديسانتيس بأنّه شهد تعذيب معتقلين وأشرف على إطعام بعضهم بالقوة، خلال مشاركته في قوة المهام المشتركة في غوانتانامو، إلا أنه غالباً ما تُنقَّح سجلات خدمته في البحرية الأميركية عندما يُفرَج عنها للجمهور.
بعد عودته إلى الولايات المتحدة، وبعد حوالى ثمانية أشهر، عيّنته وزارة العدل الأميركية للعمل مساعداً للمحامي العام في مكتب المدعي العام الأميركي في المنطقة الوسطى من فلوريدا، وهو المنصب الذي شغله حتى خرج من الخدمة العسكرية مع مرتبة شرف عام 2010، مع استمرار وجوده على قيود الخدمة في احتياطي البحرية الأميركية. تزوّج في ذلك العام المراسلة التلفزيونية ومذيعة الأخبار المحلية كايسي بلاك، ثمّ عمل مدعياً عاماً فيدرالياً، حيث استهدف وأدان المعتدين على الأطفال.
انتُخب ديسانتيس للمرة الأولى لعضوية الكونغرس عن الدائرة السادسة في فلوريدا في عام 2012، حيث حارب من أجل تحديد فترة الولاية، وخفض الضرائب، وكان معارضاً بارزاً لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباماً. وأعيد انتخابه لعضوية الكونغرس عامَي 2014 و2016.
حليف سابق لترامب
كان ديسانتيس خلال فترة ولايته في الكونغرس حليفاً للرئيس السابق دونالد ترامب، وكثيراً ما انتقد تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر في مزاعم الصلة بين حملة ترامب والتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. في عام 2018، فاز بترشيح الحزب الجمهوري لمنصب حاكم فلوريدا، وتفوّق على منافسه الديمقراطي أندرو غيلوم بفارق ضئيل. وخلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لمنصب الحاكم، شدد ديسانتيس على دعمه لترامب، وعندما سئل عمّا إذا كان يمكنه تحديد قضية يختلف فيها مع ترامب، نفى ديسانتيس الأمر.
خلال جائحة كورونا التي اجتاحت العالم عام 2020، رفض حاكم فلوريدا اتخاذ العديد من الإجراءات للحدّ من انتشار الفيروس، التي اتّبعتها ولايات عدة أخرى، وشهدت ولايته نمواً اقتصادياً فوق المتوسط، وأسرع نمو سكاني بين الولايات الأميركية في تلك الفترة. وفي مايو/ أيار 2021، وقّع ديسانتيس مشروع قانون يحظر على الشركات، والمدارس، والسفن، والهيئات الحكومية، المطالبة بمستندات تثبت حصول الأفراد على اللقاح المضاد لفيروس كوفيد-19.
في عام 2022، أعيد انتخاب ديسانتيس حاكماً لولاية فلوريدا، لكنّه هذه المرة تفوّق على منافسه شارلي كريست بنسبة 19.4 بالمائة، وهو هامش الربح الأكبر الذي يُسجّل في الولاية منذ 40 عاماً.
سلّط ديسانتيس الأضواء على ولايته فلوريدا، بتحويلها إلى مختبر للأفكار المحافظة، مع تسهيله الحصول على أسلحة نارية، وشنّه حرباً على كل الطروحات التقدمية، ولا شك أن تدابيره الصادمة جعلته يُعرف على نطاق واسع.
ويعوّل ديسانتيس في مواجهته مع ترامب على صندوق انتخابي قدره 110 ملايين دولار، يأمل أن يمكنه من التعويض قليلاً عن تأخره في إعلان ترشحه، من خلال شنّ حملة إعلانات على مستوى البلد. وفي إعلان بثته لجنة العمل السياسي المؤيدة له أخيراً، يمكن رؤية رجل يعلق ملصقاً عليه "ديسانتيس رئيساً" على سيارة فوق ملصق "ترامب 2016"، ما يختزل الرسالة التي يعتزم الحاكم بثها للناخبين، وهي أنه يجسد الحرس الجديد بمواجهة ترامب.
ويراهن الكثير من المحافظين على ديسانتيس في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد إعادة انتخابه الظافرة حاكماً لفلوريدا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، وهو بات يُعتبر المنافس الرئيسي لترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 2024.