مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في مخيم شعفاط شمالي القدس.. ومستوطنون يقتحمون الأقصى

11 أكتوبر 2022
الاحتلال يستعين بعشرات العناصر من جهاز المخابرات العامة (Getty)
+ الخط -

تواصلت صباح اليوم الثلاثاء، المواجهات العنيفة في مخيم شعفاط، شماليّ القدس المحتلة، مع قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي التي كانت قد اقتحمت المخيم بعشرات الآليات العسكرية، وداهمت منزل منفذ العملية الفدائية على حاجز المخيم عدي التميمي، بعدما فجرت أبوابه الرئيسية وأخذت قياساته.

وأوقعت هذه المواجهات عشرات الإصابات بالرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة نحو منازل المواطنين، بينما تضررت مركبات ونوافذ المنازل جراء استهدافها بصورة متعمدة من قبل الجنود.

وأفادت مصادر محلية في المخيم لـ"العربي الجديد"، بأن مجموعات كبيرة من الشبان تصدت للقوات المحتلة، مطلقة المفرقعات النارية والمقذوفات الحارقة، وأغلقت الطرق بالإطارات المشتعلة وحواجز الحجارة لعرقلة تقدم قوات الاحتلال.

وفي ضاحية السلام، حيث منزل منفذ العملية، اشتدت المواجهات فجراً وأُصيب خلالها العشرات اختناقاً بالغاز، بعدما فجر الجنود أبواب المنزل الرئيسية وعاثوا تخريباً في محتوياته، وأخذوا قياسات المنزل والمنازل المجاورة ومساحاتها، توطئة لتفجيره أو إغلاقه.

وقال موقع "معاريف" صباح اليوم، إن الاحتلال يستعين بعشرات العناصر من جهاز المخابرات العامة، ووحدات خاصة للشرطة ومروحيات، بالرغم من أن تقديرات للشرطة وقوات الاحتلال تحدثت أمس عن أن منفذ العملية يختبئ داخل المخيم، وربما يكون قد وصل إلى بلدة عناتا المجاورة، في محاولة منه للوصول إلى الضفة الغربية.

وانتشر قناصة الاحتلال على أسطح المنازل هناك، واستعانت قوات الاحتلال بطائرات مسيَّرة أطلقت قنابل الغاز باتجاه الشبان، وعلى منازل المواطنين.

وبموازاة ذلك، شنّ الاحتلال سلسلة اقتحامات لتنفيذ اعتقالات لعناصر من المقاومة الفلسطينية، حيث أشارت الإذاعة الإسرائيلية، صباح اليوم، إلى أن جيش الاحتلال اعتقل 10 فلسطينيين الليلة الماضية من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية المحتلة. 

وأعلنت مجموعة عرين الأسود، في بيان لها، تبنيها عملية إطلاق نار قرب مستوطنة شافي شمرون المقامة على أراضي الفلسطينيين، قرب منطقة المسعودية شمال غربي نابلس شمالي الضفة الغربية.

وقالت "العرين": إنها بدأت سلسلة عمليات أيام الغَضب "ونفذت مجموعة من مُقاتلينا الأبطال عملية نوعية بالقرب من مُغتصبة شافي شومرون محققة إصابات أكيدة وبالغة في صُفوف العدو، وانسحب المجاهدون بسلام بفضل الله. ونقول للمستوطنين المُحاصرين لمدينة نابلس من الاتجاهات كافة سنرى اليوم مَن سيحاصر مَن".

وفي وقت لاحق، أعلنت "العرين" أنها نفذت عملية إطلاق نار ثانية في دير شرف غربي نابلس تجاه مجموعة من جنود الاحتلال.

وظهر اليوم، أعلن الاحتلال إصابة مستوطن بجروح طفيفة في يده، عقب إطلاق مقاومين النار باتجاه تجمع للمستوطنين قرب منطقة المسعودية. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن أصوات سيارات إسعاف إسرائيلية سُمعت في المكان. 

وتأتي عملية إطلاق النار قبل ساعتين من دعوات للمستوطنين لمسيرة ترفع فيها أعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

في سياق منفصل، تتواصل منذ ساعات الصباح اقتحامات المستوطنين باحات المسجد الأقصى بأعداد كبيرة بحماية قوات الاحتلال الخاصة التي كانت قد اقتحمت قبيل بدء الاقتحامات المصلى القبلي وفتشته، واقتحمت أيضاً مصلى باب الرحمة للغرض ذاته.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بأنه منذ الساعة السابعة وحتى التاسعة من صباح اليوم، اقتحم قرابة 570 مستوطناً باحات الأقصى، فيما تتواصل هذه الاقتحامات، حيث يتوقع أن ترتفع أعداد المقتحمين خلال الساعتين المقبلتين، وبعد انتهاء الجولة الثانية بعد الظهر، علماً أن جماعات الهيكل تخطط اليوم لاقتحام نحو خمسة آلاف مستوطن باحات المسجد، بينما تواصل مجموعات كبيرة منها تنظيم مسيرات استفزازية عند بواباته، وفي حارات البلدة القديمة من القدس.

وبدأت قوات الاحتلال في وقت سابق للاقتحامات بإغلاق المسجد الأقصى على المصلين، ومنع الفلسطينيين من دخول الباحات خلال ساعات الاقتحام الصباحية، لضمان عدم مواجهة المستوطنين الذين أدى بعضهم بشكل علني واستفزازي طقوساً توراتية مختلفة، وهي طقوس بدأ المستوطنون يجاهرون بها مصحوبة بصلوات توراتية منذ مطلع العام الحالي.

ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم الثلاثاء، الانتهاكات التي يقوم بها المتطرفون باقتحام المسجد الأقصى/الحرم القدسي، والسماح لهم بممارساتٍ استفزازية تنتهك حرمة الحرم الشريف والمقابر الإسلامية، بحماية من الشرطة الإسرائيلية.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، في بيان صحافي، إن الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك وتصاعد وتيرتها، وما يرافقها من قيود وممارسات استفزازية، هي خرقٌ فاضح ومرفوض للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، مؤكداً أن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات، بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تُنذر بمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهاً خطيراً يجب وقفه فوراً.

 وأضاف المجالي أنّ المسجد الأقصى/الحرم القُدسي بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه، مطالباً إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى، واحترام حرمته.

وأكد ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.