خرج آلاف المواطنين في مدن رام الله وبيت لحم وجنين ونابلس ومخيم شعفاط في مسيرات غضب بعد إعلان الاحتلال، مساء الأربعاء، استشهاد الشاب عدي التميمي، كما اندلعت مواجهات في ساعات متأخرة من الليل في عدة مناطق وأحياء من القدس المحتلة.
واستشهد التميمي خلال تنفيذه عمليته العسكرية الثانية بغضون عشرة أيام في مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي القدس، وأسفرت عن إصابات في صفوف المستوطنين برصاص مسدسه، واستشهاده بوابل من رصاص الاحتلال.
وتوعدت كتيبة "عرين الأسود" بالثأر للتميمي، وقالت، في بيان: "نقول لك يا عدي ونعدك ونقسم لك بالله العظيم أننا سنؤدي لك التحية العسكرية في صدورهم قبل بزوغ الفجر، وهنا نستنفر إخواننا المُقاتلين وأبناء شعبنا الليلة وغداً لتكن ليلة غضب، وليكن غداً يوم غضب لأجل الله ولأجل عدي".
وأعلنت الفصائل والقوى الوطنية أن يوم غد الخميس هو يوم إضراب شامل وحداد في جميع أنحاء الضفة الغربية يشمل الجانب التجاري والمدارس، حداداً على روح الشهيد التميمي.
وخرج الآلاف في مدن الضفة الغربية ومخيماتها في مسيرات عفوية يهتفون للشهيد التميمي منفذ الهجومين الفدائيين على حاجز مخيم شعفاط العسكري قبل عشرة أيام، وعند مدخل مستوطنة معاليه ادوميم مساء الأربعاء.
ونشر الاحتلال فيديو يُظهر كيف ظل يطلق الرصاص على المستوطنين حتى أنفاسه الأخيرة، قبل أن يستشهد بعد إصابته بعشرات الرصاصات، حسب ما أظهر الفيديو.
وأكد إعلام الاحتلال فشل منظومته الأمنية في تتبع الشهيد التميمي، حيث كانت قوات الاحتلال تقتحم مخيم شعفاط بحثاً عنه، في الوقت الذي وصل فيه التميمي إلى مدخل المستوطنة مشياً على الأقدام ومعه سلاحه وقنبلة يدوية لم يتسن له استخدامها بسبب تعرضه لإطلاق النار بشدة.
وتوعدت كتيبة "عرين الأسود" بالثأر للتميمي، مضيفة في بيان: "نطلب من أهالينا في مدينة نابلس وفي كل أنحاء الضفة الغربية وفي القدس خاصة في تمام الساعة 12:30 الليلة الخروج على أسطح المنازل وفي الشوارع وفي كل مكان لنؤدي التحية لبطل فلسطين الذي ذاد عن كرامتنا وعن شرفنا وعن عزتنا".
وفتح المقاومون في "كتيبة جنين" النار على حاجز الجلمة، واستهدفوه بعشرات العبوات المتفجرة محلية الصنع، فيما رد عليهم جنود الاحتلال بوابل كثيف من الرصاص.
واندلعت مواجهات في ساعات متأخرة من الليل في عدة مناطق وأحياء في القدس المحتلة في أعقاب الإعلان عن استشهاد التميمي منفذ الهجومين الفدائيين على حاجز مخيم شعفاط العسكري وعند مدخل مستوطنة معاليه أدوميم.
وتركزت المواجهات في هذه الأثناء في بلدة العيزرية المتاخمة لمستوطنة معاليه أدوميم بين مجموعات كبيرة من الشبان وقوات الاحتلال التي أغلقت الطريق المتاخم للمستوطنة.
كما يشهد حاجز قلنديا العسكري مواجهات مع قوات الاحتلال التي أغلقت الحاجز ومنعت التنقل عليه، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة الرام، قرب القدس، والتي أقام الاحتلال على مدخلها حاجزاً عسكرياً خلال المواجهات.
في سياق متصل، خرج المئات من أهالي مخيم شعفاط في مسيرة من وسط المخيم باتجاه منزل عائلة الشهيد في ضاحية السلام، شمال شرق القدس، بينما كانت مكبرات الصوت تنعى الشهيد وتدعو لإضراب وحداد شامل في أنحاء الضفة الغربية الخميس.
#شاهد | تدفق أهالي مخيم #شعفاط إلى منزل الشهيد #عدي_التميمي، الذي قضى برصاص الاحتلال عند مستوطنة معالي أدوميم في #القدس 🇵🇸 pic.twitter.com/hhLiWVVajU
— العربي الجديد (@alaraby_ar) October 19, 2022
الرئاسة الفلسطينية: حصار نابلس إعلان حرب على شعبنا
في سياق آخر، أكدت الرئاسة الفلسطينية، مساء الأربعاء، أن الحصار الذي تتعرض له محافظة نابلس منذ تسعة أيام، واقتحام المدن والقرى والمخيمات، واستمرار اقتحامات المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي ومحاولة تغيير الوضع التاريخي فيهما، هو بمثابة إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني وقيادته.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، إن "استمرار هذه السياسة الطائشة وغير المسؤولة خلق مناخا لزيادة التوتر وانفجار الأوضاع، وهو ما حذرنا منه طويلاً".
وتابع أبو ردينة أن الرئيس محمود عباس يتابع عن كثب ما يجري من حصار لنابلس واقتحامات للمدن والقرى وقتل للأطفال، وأن الرئيس عباس يحذّر الجميع من مغبة هذه السياسة الإسرائيلية، مشدداً على أن قرارات المجلس المركزي التي بدأ بتنفيذها سوف تستمر.
وقال أبو ردينة: "إن الرئيس عباس يشيد بصمود الشعب الفلسطيني سواء أثناء حصار نابلس أو العدوان على جنين وغيرها من أرض دولة فلسطين، ويحيي أبناء الشعب الفلسطيني الصابر الصامد، وإن النصر قاب قوسين أو أدنى، وأن زوال الاحتلال أقرب مما يعتقد الكثيرون".
وتابع أبو ردينة: "جيل جديد من الشعب الفلسطيني ازداد قوة وعزيمة وإصرارا على هزيمة الاحتلال، وأن التراكم النضالي الفلسطيني عبر سنوات طويلة قادر على إفشال سياسة الاحتلال والمفاهيم الاستعمارية والصفقات المشبوهة سواء إقليميا أو دوليا".