أثارت موجة العنف ضد المتظاهرين السلميين في السودان، انتقادات دولية واسعة. فيما شهدت العاصمة السعودية الرياض احتضان مؤتمر دولي لأصدقاء السودان.
وقُتل 7 أشخاص، أمس الإثنين، وأصيب العشرات بالرصاص الحي، خلال مشاركتهم بوسط الخرطوم في احتجاجات تدعو إلى إسقاط الانقلاب العسكري وعودة الحكم المدني، كما تواصل السلطات الأمنية حملة اعتقالات واسعة في صفوف المدنيين.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن، جوزيب بوريل، إن "الاستخدام المشوه للقوة، والعنف ضد المدنيين، والاحتجاز المستمر للصحافيين والناشطين، تضع السودان على طريق خطير بعيدًا عن السلام والاستقرار، وعن اغتنام الفرصة للتوصل إلى حل يمكن للمشاورات بقيادة الأمم المتحدة أن تحققه".
More than 70 people have been killed in #Sudan since 25 October 2021. This disproportionate use of force and the continued detention of activists and journalists put Sudan on a dangerous path away from peace and stability. #AUEU
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) January 18, 2022
Read my statement: https://t.co/AIwVJrYeTg
ويخشى مراقبون للوضع في السودان، من أن تؤدي أعمال العنف الأخيرة إلى عرقلة جهود الأمم المتحدة لترتيب حوار بين المدنيين والعسكريين، للخروج بتوافق ينهي الأزمة المتفاقمة عقب الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 71 شخصاً وجرح العشرات.
وذكر بوريل في بيانه أن الدعوات التي أطلقها الاتحاد الأوربي والمجتمع الدولي، على مدى الأشهر الماضية، للسلطات العسكرية وحثها على الامتناع عن استهداف المتظاهرين السلميين "لم تلق آذاناً صاغية"، مشيراً إلى أن "الاستخدام المشوه للقوة والاحتجاز المستمر للمدنيين يؤكدان أن السلطات العسكرية ليست مستعدة لإيجاد حل تفاوضي وسلمي للأزمة".
في هذه الأثناء، احتضنت العاصمة السعودية الرياض، اليوم الثلاثاء، مؤتمراً لمجموعة أصدقاء السودان، والتي تضم عدداً من الدول.
انعقاد اجتماع أصدقاء السودان بالرياض لمناقشة استقرار وازدهار البلاد.https://t.co/HgFdIBLGXP#واس_عام pic.twitter.com/L3EKsBFw4N
— واس العام (@SPAregions) January 18, 2022
وذكر رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، في تغريدة له على هامش مشاركته الافتراضية في المؤتمر، أن "هناك قلقا عميقا بشأن عنف الأمس"، مشدّداً على الحاجة إلى الدعم الدولي، واستخدام وسائل التأثير المتوفرة، وعلى أن يتماشى دعم العملية مع الدعم الفعال لوقف العنف.
مجموعة "أصدقاء السودان" تجتمع الآن في الرياض. قلق عميق بشأن عنف الأمس. هناك حاجة إلى الدعم الدولي واستخدام وسائل التأثيرالمتوفرة. يجب أن يتماشى دعم العملية السياسية مع الدعم الفعال لوقف العنف. لسوء الحظ ، بسبب كوفيد ، أشارك بشكل افتراضي فقط. pic.twitter.com/hZUMNf0SDq
— Volker Perthes (@volkerperthes) January 18, 2022
يشارك في مؤتمر السعودية، كل من مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية، مولي في، والمبعوث الخاص الجديد إلى القرن الأفريقي، ديفيد ساترفيلد، والمتوقع وصولهما إلى الخرطوم خلال الساعات المقبلة، وذلك في محاولة منهما لمساعدة السودانيين على إيجاد حل للتوتر المتصاعد في البلاد.
من جهتها، قالت وزيرة شؤون أفريقيا ببريطانيا، فيكي فورد، إنها تشعر بالصدمة من تصرفات قوات الأمن السودانية بالرد مرة أخرى على الاحتجاجات السلمية بالذخيرة الحية، منوهة إلى أن "كل حالة وفاة تعتبر مأساة"، على حد تعبيرها.
وحثت الوزيرة البريطانية، السلطات السودانية، على إظهار التزام حقيقي بالمشاورات التي تديرها الأمم المتحدة، وأن توقف إراقة الدماء.
Appalled by the actions of the Sudanese security forces. Once again they have responded to peaceful protests with live fire. Each death is a tragedy.
— Vicky Ford MP (@vickyford) January 17, 2022
Urge the de facto authorities to show real commitment to UN-facilitated discussions and stop the bloodshed.
أما مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف، فقد أصدر بياناً هو الآخر، قال فيه، إن "الوضع في السودان ما زال يثير القلق الجدي مع تواصل قتل وإصابة المتظاهرين السلميين من قبل أجهزة الأمن بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى استمرار القمع ضد معارضي السلطات والصحافيين المستقلين".
وأوضح المكتب أن فرعه في السودان، لاحظ أن 25 بالمائة من المصابين تعرضوا مباشرة لعبوات الغاز المسيل للدموع بشكل أفقي بما يخالف المعايير الدولية.
وكرر البيان مطالبته للسلطات السودانية بالتوقف الفوري عن الاستخدام غير المتناسب وغير الضروري للقوة، بما في ذلك استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين، وشدد على إجراء تحقيقات شاملة وسريعة ومستقلة، مع ضمان تقديم مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان للعدالة.
وعدد مجلس حقوق الإنسان، جملة من الانتهاكات بحق المدنيين، من بينها الاعتقالات والحجز التعسفي ضد المتظاهرين والصحافيين، واقتحام منازل الناشطين والمستشفيات، ومنع المتظاهرين من الحصول على الرعاية الصحية. ونادت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، إلى حوار جاد وشامل وتشاركي لضمان العودة السريعة إلى الحكم المدني في السودان.