قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، إن معلومات استخباراتية جديدة قيّمها مسؤولون أميركيون تشير إلى أن مجموعة موالية لأوكرانيا كانت وراء تفجير خطوط أنابيب "نورد ستريم" التي كانت تنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا العام الماضي، مضيفة أنها خطوة نحو تحديد الجهة المسؤولة عن عمليات التخريب التي أربكت المحققين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين أكدوا أنه لا توجد أدلة على تورط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار قادته العسكريين في عملية تخريب خطوط الأنابيب التي كانت تنقل الغاز الروسي إلى غرب أوروبا وبالأخص ألمانيا، كما تحدثوا أيضاً عن كون المتورطين في التفجير لم ينفذوا عمليتهم بناء على توجيهات من مسؤولين حكوميين بأوكرانيا.
وأكدت موسكو أن الغرب كان وراء الانفجارات التي دمرت خطوط الأنابيب في سبتمبر/ أيلول الماضي، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي، فيما نفى مسؤولون غربيون تلك الاتهامات. وتظل عملية التخريب واحدة من أكثر الأمور غموضاً منذ بدء روسيا حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022.
وفي هذا الصدد، ذكرت "نيويورك تايمز" أن بعض المسؤولين لم يستبعدوا أن تكون أوكرانيا وحلفاؤها هم الذين يقفون وراء التفجير، بما أن لديهم الحافز المنطقي لمهاجمة خطوط الأنابيب، وأضافت أن كييف وحلفاءها عارضوا مشروع خطوط أنابيب "نورد ستريم" سنوات عديدة، واعتبروا أنه يشكل تهديداً للأمن القومي بما أنه سيسمح لروسيا ببيع الغاز بسهولة أكبر لأوروبا.
Breaking News: A pro-Ukrainian group may have carried out the attack on the Nord Stream pipelines last year, intelligence reviewed by U.S. officials suggested. https://t.co/KFoOp9RyZk
— The New York Times (@nytimes) March 7, 2023
وبخصوص المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي بنت عليها الصحيفة تقريرها، قالت "نيويورك تايمز" إن المسؤولين الأميركيين أكدوا أنه ما زال هناك الكثير لمعرفته حول منفذي عمليات التخريب وارتباطاتهم، وأضافت أن تلك المعلومات تشير إلى أنهم معارضون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون أن تحدد أفراد تلك المجموعة، أو من أمر بتنفيذ عملية التخريب ومن دفع تكاليف ذلك.
كما أشارت إلى أن المسؤولين الذين قيموا المعلومات الاستخباراتية قالوا إنهم يعتقدون أن المخربين هم على الأرجح أوكرانيون أو روس، أو مجموعة مختلطة تجمع بينهما، فيما قال مسؤولون أميركيون إن عملية التخريب لم يشارك فيها أي مواطن أميركي أو بريطاني.
وتعليقا على ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، قال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك إن كييف "غير متورطة مطلقا" في هجمات العام الماضي على "نورد ستريم" ولا معلومات لديها عما حدث.
وأضاف بودولياك في تصريح لوكالة "رويترز": "أوكرانيا، بلا شك، غير متورطة مطلقا في الاعتداء على خطوط الأنابيب... لا معنى بالمرة لهذا".
وأكد ألا معلومات لدى أوكرانيا عن المتورطين بالضبط، لكنه يرى أن ما وصفه بالجهود الروسية لزعزعة استقرار المنطقة قد تكون المسؤولة عن الهجوم.
وقال بودولياك "من اليوم الأول لبناء خطوط الأنابيب في قاع بحر البلطيق دأبت أوكرانيا على تنبيه شركائها الغربيين إلى التفاقم الشديد للمخاطر الاستراتيجية على أمن أوروبا التي يحملها تحقيق هذا المشروع".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أدلى بتصريح مثير للجدل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في مطلع فبراير/ شباط 2022، تعهّد فيه بتعطيل خطّ "نورد ستريم" إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وكان الصحافي الاستقصائي الأميركي سيمور هيرش قد كشف في تقرير له، الشهر الماضي، أن البحرية الأميركية، بالتعاون مع نظيرتها النرويجية، كانت وراء تفجير خطوط أنابيب "نورد ستريم"، وقال إن غوّاصين تابعين للبحرية الأميركية نفذوا العملية خلال مناورات لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، من خلال زرع متفجّرات على خطوط الأنابيب في عمق مياه البلطيق، بينما تولّت وحداتٌ نرويجيةٌ خاصة تفجيرها في 26 سبتمبر/ أيلول 2022، بعد نحو ثلاثة أشهر على وضعها.
وبهذا الخصوص، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن المسؤولين الأميركيين يؤكدون أن بايدن وكبار مساعديه لم يأمروا بتنفيذ أي عملية لتخريب خطوط أنابيب "نورد ستريم"، مشددين على غياب أي دور أميركي في ذلك.