استمع إلى الملخص
- الطائرات الروسية كثفت غاراتها التدريبية فوق منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع.
- التوتر بين روسيا وأمريكا في سوريا مرتبط بتدهور العلاقات منذ الحرب في أوكرانيا، مع وجود قواعد عسكرية للطرفين في مناطق متقاربة، مما يزيد فرص الاحتكاك.
نقلت وكالة تاس للأنباء، اليوم الجمعة، عن الجيش الروسي، أن طائرة حربية من طراز تايفون تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية اقتربت بشكل خطير من طائرة عسكرية روسية من طراز إن-30 فوق محافظة حمص. ونقلت "تاس" عن الجيش قوله إن الطيار الروسي تمكن من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب وقوع اصطدام. والواقعة المذكورة حدثت يوم الأربعاء. من جهة أخرى، كثفت الطائرات الحربية الروسية التي أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في منطقة جبلة بريف اللاذقية على الساحل السوري غاراتها "التدريبية" فوق منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غرب سورية، بالتزامن مع تحليق عدة طائرات استطلاع روسية في أجواء المنطقة.
وعلى مدى السنوات الماضية، حافظت روسيا والولايات المتحدة الأميركية على بروتوكولات خاصة بعدم الاشتباك داخل الأراضي السورية لتجنّب صدام مباشر، يمكن أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة على كل احتمال، خصوصاً أن لدى الجانبين قوات على الأرض في مناطق متقاربة ومتداخلة داخل محافظات الرقة ودير الزور والحسكة في شرق وشمال سورية.
ولا يمكن عزل حوادث الاحتكاك في سورية بين روسيا وأميركا عن توتر العلاقات بين موسكو والغرب منذ فبراير/شباط 2022، حين بدأت الحرب الروسية ضد أوكرانيا. وتدعم روسيا النظام السوري، في حين تؤكد الولايات المتحدة أن وجودها في سورية ينحصر في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وخطره على المنطقة. ويمتلك الروس حضوراً عسكرياً واسعاً في سورية منذ العام 2015 حين تدخلوا لصالح النظام السوري، الذي يعتمد عليهم وعلى الإيرانيين في بقائه في السلطة حتى اللحظة. وللروس قاعدتان مهمتان في سورية في غرب البلاد وشرقها، وهما حميميم على الساحل السوري، وفيها قيادة القوات الروسية في سورية، وفي شمال شرق البلاد داخل مطار القامشلي القريب من منطقة رميلان النفطية التي تضم وجوداً أميركياً مهماً.
وللتحالف الدولي أكثر من قاعدة كبرى في سورية، في مقدمتها قاعدة في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، وأخرى في منطقة التنف في المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني. وتجوب طائرات الروس والأميركيين السماء السورية، وهو ما يعزز فرص الاحتكاك على ضوء التوتر الذي يضرب علاقات البلدين على المستويات كافة، وبالأخص منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد كرس سطوة بلاده في سورية في أواخر العام 2017، حين زار قاعدة حميميم، في رسالة واضحة مفادها أنه بات المتحكم بالبلد. وإثر تلك الزيارة، سرّب الروس مقطع فيديو يظهر ضابطاً روسياً يمنع رئيس النظام السوري بشار الأسد من اللحاق ببوتين، في مشهد بدا أنّ الهدف منه إذلال رئيس النظام وإظهاره بمظهر التابع. وتضم القاعدة مقر قيادة القوات الروسية في سورية، ويوجد فيها ما يسمّى بـ"مركز المصالحة الروسي"، وغرفة العمليات الرئيسية التي تُدار منها الأعمال القتالية في سورية.
(العربي الجديد، رويترز)