- الولايات المتحدة تزعم استخدام روسيا للكلوربكرين ضد العسكريين الأوكرانيين، مشيرةً إلى انتهاك معاهدة حظر السلاح الكيميائي وتفرض عقوبات على مؤسسات وشركات روسية.
- الكلوربكرين، مادة سامة استخدمت تاريخيًا في الحرب العالمية الأولى، تعتبرها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضمن المواد القتالية السامة المحظورة.
تمسّكت موسكو، يوم الخميس، برفض الاتهامات الأميركية الموجهة إليها حول استخدام السلاح الكيميائي في أوكرانيا، ووصفتها بأنها عارية من الصحة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحافي: "كالمعتاد، يتم توجيه مثل هذه الاتهامات من دون دعم بشيء. كانت روسيا وتظل منحازة لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي في المجال المذكور".
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد زعمت، أمس الأربعاء، أن روسيا استخدمت سلاحاً كيميائياً يحتوي على مادة الكلوربكرين ضد العسكريين الأوكرانيين، مشددة على أن ذلك يشكل انتهاكاً لمعاهدة حظر السلاح الكيميائي، ولكن دون الإشارة إلى حالات استخدام بعينها. وقالت، في بيان، إنّ روسيا لجأت أيضاً إلى مواد كيميائية مخصّصة أساساً لمكافحة الشغب (قنابل الغاز المسيل للدموع) واستخدمتها ضدّ القوات الأوكرانية "للحرب في أوكرانيا، وهو ما يشكّل أيضاً انتهاكاً للمعاهدة".
وأضاف البيان أنّ "استخدام هذه المواد الكيميائية ليس حادثة معزولة، وأن هذا مدفوع على الأرجح برغبة القوات الروسية في دحر القوات الأوكرانية من مواقع محصّنة وتحقيق تقدّم تكتيكي في ساحة المعركة". على أثر ذلك، فرضت واشنطن عقوبات بحق ثلاث مؤسسات حكومية روسية، قالت إنها ذات صلة بـ"البرامج الروسية للأسلحة الكيميائية والبيولوجية"، وكذلك شملت العقوبات أربع شركات روسية تعتبر الولايات المتحدة أنها قدمت عوناً لهذه المؤسسات. إلا أن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف، وصف الاتهامات حول استخدام السلاح الكيميائي في أوكرانيا بأنها "بغيضة وعارية من الصحة".
ما هو الكلوربكرين؟
وبحسب المعلومات المتوفرة عبر مصادر مفتوحة، فإن الكلوربكرين عبارة عن مادة سائلة يصيب بخارها الجلد والأغشية المخاطية، وقد يؤدي إلى الاختناق في حال ارتفاع نسبة تركيزه، وكان لألمانيا السبق في استخدامه إبان الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918).
ويتميز الكلوربكرين بكلفة إنتاج منخفضة وسهولة التخزين والاستخدام قياساً مع غاز الكلور، كما أنه يستخدم في الزراعة كعنصر بمواد التبخير. ورغم أنه لا ينتمي إلى مجموعة غازات الأعصاب الأكثر خطورة، فإن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تدرجه على قائمتها للمواد القتالية السامة المحظورة.
وسبق لموسكو وكييف أن تبادلتا مراراً الاتهامات باستخدام مواد سامة على خط التماس، إذ زعمت وزارة الدفاع الروسية في يونيو/حزيران 2013، أن عسكرييها في بلدة رابوتينو، الواقعة في مقاطعة زاباروجيا، تعرضوا لهجوم شنّته مسيّرة حملت عبوة تحتوي على خليط شمل الكلوربكرين أيضاً.