ميركل تعتزم التواصل مع بوتين بشأن اختطاف طائرة بروتاسيفيتش... وأحزاب تدعو لمعاقبة لوكاشينكو
ما زالت واقعة اعتقال الصحافي الناشط البيلاروسي المعارض رومان بروتاسيفيتش، بعد إرغام الطائرة التي كان يستقلها على الهبوط في مينسك، يوم الأحد الماضي، ترخي بظلالها على الساحتين الأوروبية والألمانية.
إذ تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الشكوك حول تورط موسكو في القضية، وفق ما أوردته أخيراً شبكة "أي آر دي" الإخبارية.
وفيما تواجه بيلاروسيا ضغوطاً غربية متزايدة تمثلت في وقف عدد من شركات الطيران الأوروبية حركة الطيران عبر الأجواء البيلاروسية، ومنع رحلات شركة "بيلافيا" البيلاروسية، وتبادل طرد الدبلوماسيين بين بيلاروسيا ولاتفيا، لم تتوان الأحزاب الألمانية عن التأكيد على ضرورة دفع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لأثمان باهظة على فعلته.
ودعا عضو "الحزب الاجتماعي المسيحي"، المشارك في الائتلاف الحاكم بألمانيا، مانفريد ويبر، في مقابلة مع قناة "إن تي في" الإخبارية أخيراً للاهتمام بدور بوتين، الذي اعتبره حامي النظام في بيلاروسيا المجاورة لبلاده.
وأضاف: "علينا أن ندرك أنّ نظام لوكاشينكو لا يمكن أن يستمر إلا لأنه يتم تمويله ودعمه من بوتين، والأخير استخدم كل قوة ممكنة لمهاجمة الغرب الحر، سواء كان ذلك من خلال المعلومات المضللة أو قتل أفراد في برلين أو الحرب في سورية"، داعياً أوروبا إلى أن "تظهر وحدتها بوجه بوتين وإبلاغه بأننا لا نقبل بمثل هذا المسار". وتابع قائلاً بشأن اختطاف الطائرة "من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان لوكاشينكو قد حصل على موافقة زعيم الكرملين، ولذلك يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، اجتماعاً طارئاً، بناء على طلب من فرنسا وإستونيا وأيرلندا لمناقشة تحويل مسار الطائرة التي كانت متجهة من اليونان إلى ليتوانيا وهبوطها الاضطراري في مينسك والقبض على بروتاسيفيتش وصديقته صوفيا سابيغا، التي تحمل الجنسية الروسية.
واعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في تصريح له، أنّ ما حصل "تدخل خطير في حركة الطيران المدني، وستكون للأمر عواقب وخيمة على حكام بيلاروسيا"، مشدداً على أنه "من الصعب التغلب على ما فعله لوكاشينكو من حيث الدناءة".
وتابع قائلاً إنّ "كل ديكتاتور يساوره مثل هذا النوع من الأفكار يجب أن يتم تدفيعه أثمانا مريرة مقابلها"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
بدورها، لم تتردد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين في التنديد بما جرى، وكتبت في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر"، أمس الثلاثاء: "اختطاف طائرة ريان إير من قبل النظام البيلاروسي هي هجوم على الديمقراطية، وهجوم على حرية التعبير، وهجوم على السيادة الأوروبية".
The hijacking of the Ryanair plane by the Belarus regime is an attack on democracy.
— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) May 25, 2021
An attack on freedom of expression.
An attack on European sovereignty.
Roman Pratasevich & Sofia Sapega must be released immediately. pic.twitter.com/r2rxBSnzer
كذلك، اعتبر المنسق الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريح له، أنّ عملية الاختطاف "محاولة سافرة" من قبل النظام في بيلاروسيا لإسكات جميع الأصوات المعارضة.
في غضون ذلك، طالب المتحدث باسم السياسة الخارجية للحزب "المسيحي الديمقراطي" في البرلمان الألماني يورغن هاردت بفرض المزيد من العقوبات الصارمة على النظام البيلاروسي، داعياً إلى "استهداف الحاكم لوكاشينكو وكل أجهزة الأمن والاستخبارات في البلاد".
كما دعت زعيمة حزب "الخضر" في البرلمان الألماني كاترين غوريتغ إيكارت لوضع الشركات البيلاروسية على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي، وطالبت الحكومة الألمانية بأن تنشئ على الفور برنامج مساعدة طارئة للصحافيين المهددين في بيلاروسيا.
وبداخل حزب "البديل" اليميني الشعبوي المتطرف ظهر انقسام بين قيادته حول فرض العقوبات على بيلاروسيا، ففي حين أشاد زعيم كتلة الحزب في البرلمان ألكسندر غاولاند بالإجراءات الأوروبية التي تم فرضها الإثنين ضد نظام لوكاشينكو، انتقدت المرشحة الرئيسية عن الحزب للانتخابات المقبلة أليس فايدل العقوبات، معتبرة أن "التهديد بفرض عقوبات نهج خاطئ تماماً".
وبخصوص العقوبات الأوروبية بحق بيلاروسيا، التي كان أبرزها حظر استخدام المجال الجوي للكتلة المكونة من 27 دولة ومطاراتها، بيّنت صحيفة "دي فيلت" أنً القرار كان مناسباً، وذلك رغم بروز انتقادات للإجراء بما أنه يحرم المواطنين البيلاروس من واحدة من آخر الفرص لمغادرة بلادهم إلى الغرب، بحكم أن الحدود البرية مغلقة منذ أشهر، وتظل مفتوحة فقط مع روسيا.