نفى نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، الثلاثاء، صحة تقارير إعلامية عزت أحد أسباب زيارته لسلطنة عمان، أمس الإثنين، إلى اللقاء مع مندوب للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.
وقال عراقجي تعليقاً على هذه التقارير لمواقع إيرانية، وفق ما أوردته قناته على منصة "التليغرام" إن "مختلقي القصص التي تتحدث عن لقاءات خيالية ليس لديهم فهم صحيح للظروف الراهنة"، مؤكداً أن زيارته لعمان استغرقت "أربع ساعات".
وقال إنه بعد وصوله إلى مسقط، أجرى مباحثات مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، وبعد ذلك شارك في اجتماع اللجنة المشتركة للاستشارات الاستراتيجية، والتوقيع على مذكرة تفاهم، قبل أن يغادر العاصمة العمانية متوجهاً إلى الأراضي الإيرانية.
ووصف زيارته لمسقط بأنها "مكثفة ومفيدة للغاية"، مشدداً على أن علاقات بلاده مع سلطنة عمان "تحظى بأهمية خاصة بين الدول الخليجية".
وكان بيان للسفارة الإيرانية في مسقط، الإثنين، اطلع عليه "العربي الجديد"، قد أشار إلى أن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، أكد خلال اللقاء مع عراقجي على أن "الحوار حول القضايا الإقليمية له أهمية قصوى"، معرباً عن أمله في "توفر أرضيات أكثر للتفاهم بين دول المنطقة، على ضوء الظروف الدولية الجديدة"، في إشارة غير مباشرة على ما يبدو إلى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الأميركية الأخيرة.
وتربط طهران بمسقط علاقات "وطيدة" لا يشوبها توتر، على عكس علاقات إيران مع معظم جيرانها، وتلعب سلطنة عمان منذ 40 عاماً دور الوساطة بين طهران وواشنطن، بالإضافة إلى سويسرا، راعية المصالح الأميركية في إيران.
وتزايد الدور العماني خلال عام 2019، حيث قام وزير الخارجية العماني السابق يوسف بن علوي بأربع زيارات إلى طهران لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكن جهوده لم تفلح في ذلك. وفي السياق، جاءت زيارة عراقجي إلى عمان على وقع توقعات مراقبين، حول احتمال استئناف إيران والولايات المتحدة المفاوضات، وعودة الأخيرة إلى الاتفاق النووي.
تزايد الدور العماني خلال عام 2019، حيث قام وزير الخارجية العماني السابق بأربع زيارات إلى طهران لتقريب وجهات النظر بين الطرفين
من جهته، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الثلاثاء، في كلمة خلال جلسة اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، إن "الشعب الإيراني بمقاومته وصموده في مواجهة العقوبات والحرب الاقتصادية الشاملة لترامب ضد إيران؛ أظهر حقائق كبيرة للعالم والمتآمرين"، معتبراً أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "كان يجهل تماماً قدرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وطاقاتها، وكان يعمل وفق أوهامه"، حسب تعبيره.
وفي السياق، اعتبر روحاني أن "فشل البيت الأبيض في مواجهة إيران بعد عامين ونصف العام من الحرب الاقتصادية الشاملة، إلى جانب إخفاقات ترامب في السياسات الدولية، كان من أسباب هزيمته في الانتخابات الأخيرة"، بحسب قوله.
غير أن الرئيس الإيراني قد أقر بتأثيرات العقوبات الأميركية، حيث قال إنها "ألحقت أضراراً كبيرة بمعيشة الإيرانيين"، لكنه أكد في الوقت ذاته أن "أولئك الذين فرضوا العقوبات ودعاة الحرب كانوا يتوقعون انهيار الاقتصاد الإيراني خلال فترة قصيرة، لكنهم يغادرون اليوم البيت الأبيض والشعب الإيراني خرج منتصراً في الحرب الاقتصادية".