نازحو غزة على بعد كيلومتر من الحدود... واستنفار مصري

09 ديسمبر 2023
من النزوح الفلسطيني إلى رفح، أمس (محمد سالم/رويترز)
+ الخط -

مع توسع العملية البرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، وطلب قوات الاحتلال الإسرائيلي من سكان مدينة خانيونس والنازحين فيها من سكان شمالي القطاع، التوجه إلى مدينة رفح، لم يعد هناك مكان يتسع للأعداد الكبيرة من النازحين التي تقارب مليون نازح في المدينة الحدودية مع محافظة شمال سيناء، ما دفع الآلاف منهم لنصب خيامهم في منطقة السوافي الواقعة على الحدود الفلسطينية المصرية.

نازحو غزة قرب حدود مصر

وأكدت مصادر محلية وصور حصلت عليها "العربي الجديد"، أن النازحين الفلسطينيين، أقاموا مخيماً لهم في منطقة مستشفى حمد بن خليفة بمدينة رفح، حيث يقع المستشفى في منطقة تسمى السوافي في حي تل السلطان، غربي المدينة، على مسافة أقل من كيلومتر واحد من الحدود المصرية، إذ يمكن للنازحين رؤية الحدود وانتشار الجيش المصري بشكل واضح، وكذلك فإن الجنود المصريين يمكنهم رؤية النازحين الفلسطينيين في خيامهم.

وقالت المصادر المحلية الفلسطينية ذاتها لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد أن امتلأت مراكز الإيواء والأماكن العامة، بالمواطنين القادمين من مدينة خانيونس، والنازحين منها إلى مدينة رفح، اضطر المواطنون إلى المبيت في مستشفى حمد الذي كانت قطر تعمل على إنشائه قبل بدء الحرب على قطاع غزة"، مضيفةً أن "المباني لم تتسع للنازحين مع توافد الآلاف منهم، ما دفعهم إلى نصب الخيام بالقرب من المستشفى القطري".

وأشارت المصادر إلى أنه "من المتوقع أن يتمدد مخيم النازحين خلال الأيام المقبلة، في حال استمر النزوح من مدينة خانيونس إلى رفح، أو من المناطق الشرقية لمدينة رفح نفسها، إذا ما توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي فيها خلال الأيام المقبلة".


أحمد الصوفي: مرافق ومقدرات مدينة رفح بالكاد تكفي لخدمة أهالي المدينة

وكانت مصادر قبلية قد أكدت لـ"العربي الجديد"، إقامة الجيش المصري سواتر رملية وخرسانية على حدود غزة على مدار الأسابيع الماضية، مع تعزيز القوات العسكرية فيها. وكانت آخر خطوات الجيش المصري إقامة بوابات دخول أفراد في منطقة السوافي، ما قد يشير إلى تحسب الجيش المصري لمحاولات فلسطينية لتجاوز الحدود في حال وصول جيش الاحتلال إلى رفح الفلسطينية، أو تفاقم الأزمة الإنسانية والصحية فيها.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات الجيش "عززت وجودها في المناطق الشمالية من مدينة رفح المصرية، وكذلك عملت على إنشاء مناطق مغلقة بسياج شائك في عدة مناطق رملية".

وفي تفاصيل الوضع بمدينة رفح، قال رئيس البلدية أحمد الصوفي، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد سكان مدينة رفح تضاعف مرات عدة نتيجة موجات النزوح المتتالية إلى المدينة، وكانت أولاها من مدينة غزة وشمالها إلى رفح، من ثم موجة النزوح من خانيونس والنازحين فيها إلى رفح".

وأضاف أن ذلك "خلق حالة تكدس كبيرة للنازحين في كل أماكن رفح، خصوصاً المناطق الغربية من المدينة، بما يشمل المستشفى القطري ومحيطه، مع بحث المواطنين عن أي مكان يؤوي عائلاتهم، رغم عدم توفر أدنى مقومات الحياة في غالبية المناطق التي يتوجه إليها المواطنون".

وحذر الصوفي من "كارثة إنسانية في مدينة رفح في حال لم يتم وقف عملية النزوح نحوها، أو في حال فكر الاحتلال بتوسيع عمليته البرية نحو مدينة رفح، التي باتت تؤوي كل هذا العدد الكبير من النازحين، وفي كافة مناطق رفح من الشرق إلى الغرب".

وأشار إلى أن "مرافق ومقدرات مدينة رفح بالكاد تكفي لخدمة أهالي المدينة، فكيف في ظل تضاعف الأعداد عدة مرات، باستمرار النزوح إليها، وبحاجة إلى كل مقومات الحياة من مياه وطعام وشراب وعلاج وكل شيء، خصوصاً مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ شهرين".

تزايد أعداد النازحين

وأطلقت المؤسسات الدولية نداءات عاجلة بضرورة إنقاذ الوضع الإنساني في قطاع غزة لا سيما المناطق الجنوبية فيها وسط تزايد أعداد النازحين، وعدم قدرة هذه المؤسسات على تقديم المعونة لهؤلاء النازحين، ما يتطلب تدخلاً دولياً فورياً من خلال فتح معبر رفح البري بين غزة ومصر على مدار الساعة لإدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات لتفي باحتياجات المواطنين، المقدر عددهم في مدينة رفح وحدها بمليون نسمة.



مصادر فلسطينية: من المتوقع أن يتمدد مخيم النازحين في رفح خلال الأيام المقبلة

وتعليقاً على الوضع على الحدود بين مصر وقطاع غزة، قال المساعد السابق في وزارة الخارجية المصرية، عبد الله الأشعل، لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف الأساسي للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، هو تفريغ فلسطين من أهلها، سواء بالإبادة الجماعية، أو القصف المستمر، أو غيره، لكن المقاومة ستنتصر وستحرر كل الشعوب العربية".

وأضاف الأشعل أن "التزاحم الحاصل عند معبر رفح، هدفه دفع السكان للمرور عبر البوابة إلى الجانب المصري، وأعتقد أن الحكومة المصرية لا تفعل شيئاً لتجنب حدوث ذلك، على الرغم من التصريحات الرسمية الرافضة لفكرة تهجير الفلسطينيين".

وقال إن "مصر هي التي أحيت القضية الفلسطينية سنة 1964، واعترفت في القمة العربية في القاهرة بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وفي عام 1965 أنشأت المقاومة في حركة فتح، وبدأت أولى عملياتها في فبراير/شباط من ذلك العام".