أعلن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مقابلة مطولة مع صحيفة يسرائيل هيوم، اليوم الجمعة، أنه يطور عدة خيارات لمنع إيران من حيازة سلاح نووي.
وقال نتنياهو إن السؤال الرئيسي في الانتخابات الحالية هو من سيكون رئيس الحكومة، "أنا أم يئير لبيد؟ السؤال الآخر هو من سيقف في مواجهة إيران، أنا أم لبيد؟ أنا كمن يقود المعارضة العالمية لتسلح إيران نووياً أم لبيد الذي أيد الاتفاق النووي مع إيران؟".
وأضاف نتنياهو: "لقد أثبتّ أنني قادر على المحافظة على المصالح الحيوية لإسرائيل في مواجهة الضغوط التي لم يصمد في وجهها أي رئيس حكومة آخر". زاعما أن "المعارضة التي قدتها في خطابي أمام الكونغرس الأميركي أدت إلى استمرار اعتبار الرأي العام الأميركي إيران طرفاً معادياً، وهو ما يحدث اليوم، ولذلك عندما تغيرت الإدارة الأميركية (بصعود دونالد ترامب) خرج الأميركيون من الاتفاق".
وجدد نتنياهو هجومه على إيران قائلا: "لا أقول إن الصراع ضد تسلح إيران بالنووي انتهى، على العكس من ذلك فهو متواصل. وجود قنابل نووية بحوزة إيران هو خطر وجودي على إسرائيل. الصراع لمنع تحقّق ذلك هو الهدف الأول لرئيس الحكومة القادم، من سيقوم بذلك؟ لبيد مع شريكيه غدعون ساعر ونفتالي بينيت، أم أنا الذي قدت النضال العالمي وأواصل قيادته؟ فطالما أني رئيس للحكومة لن تحصل إيران على سلاح نووي، سأفعل كل ما يلزم لمنع حدوث ذلك، وقد قلت ذلك أيضاً للرئيس بايدن، مع اتفاق وبدون اتفاق".
ورداً على سؤال بشأن الخيار العسكري لمواجهة إيران كحل أخير، قال نتنياهو: "لماذا؟ لقد قمنا بأمور كثيرة، لن أدلي بتفاصيل كل ما نفذناه، من ضغوط سياسية، وضغوط اقتصادية وغيرها ضد إيران بما في ذلك في عهد أوباما، وعبر عمليات استخباراتية، واستيلاء على أرشيف إيران النووي، وتعميم هذه المعلومات التي فضحت نشاط إيران وخرقها للالتزامات في سعيها للحصول على سلاح نووي، ووسائل أخرى اعتمدناها، لن أسهب في الحديث عنها هنا".
وكشف نتنياهو أنه على أثر الاتصال الهاتفي بينه وبين الرئيس بايدن، تحصّل الملف الإيراني على أولوية أكبر، زاعما: "لولا النشاطات التي قمنا بها في العقد الأخير لكانت إيران تملك ترسانة نووية تهدد وجودنا. وقد كانوا بحسب خططهم على وشك حيازة قنبلة نووية، لم يحققوا ذلك بسبب المعارضة التي نقودها".
وأضاف نتنياهو أنه مسرور لأن بايدن يعرف عن معارضته لحيازة إيران أسلحة نووية، قائلا: "لكنني لا أترك مصير دولة اليهود بأيدي الآخرين، وأنا أحتفظ بمختلف الخيارات وأطورها لمنع حصول إيران على سلاح نووي بكل ثمن".
وكرر نتنياهو القول إن العودة للاتفاق النووي السابق هي خطأ فادح، معللا ذلك بعدة أسباب: "أولاً لأننا لم نعد في العام 2015، وثانياً لأن إيران تقدمت كثيراً، عبر الاتفاق الذي منحها مهلة زمنية بشكل فضائحي لتطوير أجهزة الطرد المركزي، بسرعة أكبر كما أنها خرقت الاتفاق".
ونفى نتنياهو أن تهدد هذه الضغوط اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والمغرب، قائلاً: "على العكس من ذلك، هي تعزز هذه الاتفاقيات، لأن كل الدول التي تخشى سقوط أنظمتها من خلال عمليات إيران التخريبية وعدائيتها؛ ترى فينا مدماكاً أساسياً في الدفاع عنها، بسبب تصميمي على قيادة المعارضة ضد إيران، فإدراك هذه الدول أن إسرائيل هي حليف ضروري لها أمر أساسي، إلى جانب قدراتنا التكنولوجية والاقتصادية التي تثير دهشتهم. أستطيع القول إن مفهوم السلام بيننا وبين العالم العربي تغير كلياً، لقد أسقطتُ الفيتو الفلسطيني الذي كان قائماً، وحال دون تحقيقنا اختراقاً للمنطقة وتحقيق مصالحنا مع الدول العربية، بما فيها الاقتصادية والأمنية، وهو أمر لا يمكن إعادته إلى الوراء".
وحدد نتنياهو سياسته تجاه إيران قائلا: "سياستي هي منع إيران بكل الطرق، العلنية أو السرية، الدبلوماسية أو غير الدبلوماسية، الاقتصادية أو العسكرية، من حيازة سلاح نووي".