قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يتطلع للوصول إلى "توافق واسع" بشأن التعديلات القضائية، مشيرًا إلى أن تعديل "حجة المعقولية يعزز الديمقراطية، وأن عدم الامتثال للخدمة العسكرية هو ما يهددها".
وادعى نتنياهو في خطاب ألقاه هذه الليلة، من مكتبه في القدس المحتلة، أن "إسرائيل ستبقى ديمقراطية وليبرالية"، كما زعم أن هناك "من يسعى لإسقاط الحكومة، بغض النظر عن التعديلات".
وبشأن إعلان المئات من جنود الاحتياط عدم الامتثال للخدمة العسكرية، أكد نتنياهو، أن "الجيش هو من يخضع للدولة وليست الدولة من تخضع للجيش"، وأن "اليد التي تقرر ليست تلك التي تحمل السلاح وإنما التي تُدخل البطاقة إلى صندوق الاقتراع".
ويأتي خطاب نتنياهو في ضوء نية ائتلافه الحكومي تمرير قانون إلغاء "حجة المعقولية"، وطرحه للتصويت عليه في الكنيست الإسرائيلي بالقراءتين الثانية والثالثة (النهائية) يوم الاثنين المقبل.
ويحد القانون صلاحية المحكمة العليا، ويحرمها من إمكانية شطب قرارات الحكومة ومنتخبي الجمهور حتى لو كانت غير منطقية.
وقال نتنياهو إنه "حتى الآونة الأخيرة كان ثمة توافق واسع في الحلبة السياسية بشأن الحاجة لتقليص حجة المعقولية"، لافتاً إلى أن رئيس المعارضة يئير لبيد ووزير القضاء السابق جدعون ساعر، أبديا في السابق مواقف تؤيد إجراء تعديلات في الجهاز القضائي.
وأضاف نتنياهو أن "الحديث عن تدمير الديمقراطية هو مجرد كلام سخيف ومحاولة للترهيب إزاء شيء لا أساس له في الواقع.. تعديل (حجة المعقولية) سيعزز الديمقراطية وبالتأكيد لن يهددها. الأمر الذي يهدد الديمقراطية فعلاً هو عدم الامتثال للخدمة العسكرية. عندما تحاول جهات في الجيش إملاء سياسة الحكومة بواسطة التهديدات، فهذا أمر مرفوض في أي ديمقراطية، وإذا نجحوا في تهديداتهم، فهذه نهاية الديمقراطية".
وحمّل نتنياهو مسؤولية فشل المفاوضات في بيت الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للمعارضة، قائلاً إن الائتلاف الحكومي قدم مجموعة من المقترحات للمعارضة المتتالية لمدة ثلاثة أشهر، و"لكن للأسف اليد التي مددناها للمعارضة بقيت في الهواء".
وأردف: "ربما حدث ذلك بسبب خوفهم (أي ممثلي المعارضة) من الجهات المتطرفة في قيادة الاحتجاجات (ضد التعديلات القضائية)، فهم يقولون علناً إنهم لا يريدون حلاً وسطاً، ولكن هناك من يريد زرع الفوضى من أجل إسقاط الحكومة، بغض النظر عن الإصلاحات".
وادّعى نتنياهو أنه "حتى في ظل غياب شريك، أبدى الائتلاف مسؤولية، وقام بتخفيف خطة الإصلاحات وحذفت منها فقرة التغلّب الجارفة". وتعهد بأن "تبقى إسرائيل ديمقراطية وليبرالية، وأنها لن تتحوّل إلى دولة شريعة، وستحافظ على الحقوق الفردية للجميع".
يذكر أن الاحتجاجات التي بدأت صباحاً في عدة مناطق، استمرت أيضاً في المساء واكتسبت زخماً أكبر بعد خطاب نتنياهو.