استمع إلى الملخص
- المحكمة العليا الإسرائيلية تأمر بتوضيح آلية نقل المرضى من غزة، وتحدد جلسة لمناقشة القضية.
- 25 ألف تحويلة طبية مطلوبة، و10 آلاف مريض بحاجة لعلاج عاجل، مع وفاة 500 شخص بسبب نقص العلاج.
أوعز رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإرجاء مغادرة عدد من أطفال غزة المرضى والجرحى، للعلاج في دولة الإمارات، في رحلة كانت مقررة اليوم، إلى أجل غير مسمى، بذريعة أحداث مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، التي أسفرت عن مقتل 12، فيما انتقدت جمعية أطباء لحقوق الإنسان قرار نتنياهو واعتبرته "لعبة وحشية من قبل حكومة إسرائيل بحياة أطفال".
وتحت الضغط الدولي والتماسات تقدّمت بها جهات حقوقية إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، أوعز نتنياهو للوزارات ذات الصلة، والأجهزة الأمنية، بتنفيذ مخطط لنقل مرضى بحالة معقّدة من قطاع غزة عبر مطار رامون في إيلات، لتلقي العلاج في دولة ثالثة. وتقدّمت منظمات حقوق إنسان بالتماس إلى المحكمة العليا تطالب فيه بالسماح للمرضى والجرحى غير الضالعين في القتال بمغادرة القطاع لتلقي العلاج الطبي.
وفي جلسة المحكمة العليا، التي عُقدت أمس الأحد، أوضح ممثلو المنظمات الملتمسة ضرورة تفعيل آلية تسمح بإخلاء المرضى والجرحى لتلقي العلاج الطبي خارج القطاع. وفي الجزء السري من الجلسة، عُرض على القُضاة إجراءات وزارة الأمن لتنفيذ الخطة. وأمرت المحكمة العليا الحكومة بشرح كيفية عمل آلية نقل المرضى وكيف تتقدم عملية إنشاء الآلية، وحددت موعداً لمناقشة هذه القضية يوم الأحد المقبل.
ويوم الأربعاء الماضي 24 يوليو/ تموز، ذكرت مصادر في جمعية أطباء لحقوق الإنسان لـ"العربي الجديد"، أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي أبدت نية للسماح لجرحى ومرضى من قطاع غزة بمغادرة القطاع وصولاً إلى مطار رامون في إيلات، ومن هناك التوجه إلى الإمارات، من أجل الحصول على العلاج، وذلك بعد مرور تسعة أشهر على الحرب وحرمانهم حقهم بالعلاج، الأمر الذي تسبب بوفاة أو مفاقمة وضع آلاف الغزيين، المحتاجين لعلاج عاجل.
وفي حين تحدّثت المصادر حينها عن احتمال إقلاع طائرة تحمل 250 مريضاً وجريحاً من القطاع إلى الإمارات اليوم، تجنبت الجزم بالأمر، ذلك أن إسرائيل سبق أن أخّرت أو ألغت تنفيذ التزامات من هذا النوع في تجارب سابقة، وهو ما تكرر فعلاً، بقرار نتنياهو إلغاء رحلة اليوم. وكان الحديث مبدئياً عن دفعة أولى من 250 مريضاً وجريحاً، ثم انخفض العدد إلى نحو 150، ولكن حتى هؤلاء حرمهم نتنياهو من التوجه لتلقي العلاج. وسبق أن رفض نتنياهو "إنشاء مستشفى مؤقت في إسرائيل" لتقديم العلاج إلى عدد من أطفال غزة الذين يعانون من أمراض مزمنة أو الجرحى الذين أصيبوا خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، قبل نقلهم إلى الخارج لتلقي العلاج.
وأكد المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، منير البرش، لـ"العربي الجديد"، الأسبوع الماضي، أنّ من يحتاجون للعلاج هم 100 ضعف هذا الرقم على الأقل، مشيراً إلى وجود 25 ألف تحويلة مطلوب سفرها إلى الخارج. وقال البرش إن 10 آلاف مريض وجريح على الأقل يحتاجون إلى علاج عاجل بسبب أوضاعهم الصحية الخطيرة التي قد تهدد حياتهم، مع وجود 15 ألف غزي بحالة متوسطة. وذكر أن نحو 500 من سكان غزة قد فارقوا الحياة منذ بداية الحرب الحالية، لعدم تلقيهم العلاجات المناسبة للأمراض السرطانية التي عانوا منها.