"نداء فلسطين" يطالب عباس بعقد الإطار القيادي المؤقت لقطع الطريق على "اليوم التالي" لغزة
استمع إلى الملخص
- التحديات والإنجازات في القضية الفلسطينية: أكد ممدوح العكر على أهمية الوحدة الوطنية لمواجهة المخاطر الوجودية واستثمار التحولات الاستراتيجية لتحقيق التحرير والاستقلال، داعياً الرئيس عباس لتوضيح أسباب عدم اتخاذ خطوات نحو الوحدة.
- مخاطر فصل غزة عن الضفة الغربية: حذرت ماجدة المصري من فصل غزة عن الضفة، مؤكدة أن ذلك يخدم المشروع الصهيوني، ودعت لاجتماع الإطار القيادي الموحد لمواجهة المشاريع الإسرائيلية وعقد حوارات جادة بين القوى الوطنية.
طالب تجمع "مبادرة نداء فلسطين" الذي يضم حراكات شعبية وشخصيات سياسية وحقوقية، وعددا من الفصائل في منظمة التحرير الفلسطينية، وأعضاء في أطر المنظمة؛ اليوم الخميس، الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بالدعوة لانعقاد الإطار القيادي الموحد والمؤقت من كل القوى الفلسطينية للاجتماع بشكل فوري وتنفيذ ما ورد في إعلان بكين الصادر في يوليو/تموز الماضي، بخصوص تشكيل حكومة توافق وطني واستعادة بناء المؤسسات السياسية الفلسطينية وعلى رأسها المجلس الوطني، وكافة الهيئات المنبثقة منه بطرق ديمقراطية متوافق عليها، بمشاركة كل الفلسطينيين في الداخل والشتات.
وناشدت المبادرة، التي نظمت مؤتمراً صحافياً بمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، كل الجهات الفلسطينية المشاركة في التحضير لعقد مؤتمر شعبي فلسطيني، والعمل على إنجاحه داخل الوطن، بهدف إطلاق نداء جماعي نحو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل على إنجاز الإطار القيادي الموحد والمؤقت وفق اتفاق بكين، على أرضية استراتيجية العمل الوطني التحرري بعيداً عن محددات اتفاق أوسلو.
وأشار بيان المبادرة، الذي تلاه عضو لجنة متابعة نداء فلسطين تيسير الزبري وهو عضو في لجنة تنسيق المؤتمر الشعبي الفلسطيني 14 مليون، إلى أهمية هذا الحراك الفلسطيني لاستعادة الوحدة، كأحد أهم الشروط للمواجهة والانتصار على أعداء الشعب الفلسطيني في ظل استمرار الإبادة، وتصاعد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، ومن أجل مواجهة مؤامرة ما يسمى "اليوم التالي لغزة"، معتبراً "تقديم ما يسمى إدارة مشتركة من قوى إقليمية معادية للشعب الفلسطيني ومن شخصيات محلية لا تحظى بأي شرعية، يهدف للقضاء على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره بنفسه على أرضه الفلسطينية المحررة". وحذر من أن "ما يسمى اليوم التالي لا ينحصر على قطاع غزة فقط، بل يشمل أراضي واسعة من الضفة الغربية المحتلة".
العكر: القضية تمر بأخطر مرحلة
وأكد عضو لجنة متابعة المبادرة الحقوقي ممدوح العكر، خلال مؤتمر صحافي عقد في مدينة رام الله، أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر مرحلة بتاريخ الصراع مع المشروع الصهيوني لكنها في الوقت ذاته تعتبر أهم مرحلة حيث إن هناك تحولات وإنجازات عديدة تحقق، بجانب التحدي الوجودي الذي تفرضه حرب الإبادة الجماعية.
وشدد العكر على أن الوحدة الوطنية مطلوبة ليس فقط للتصدي للمخاطر الوجودية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بل لاستثمار تلك التحولات الاستراتيجية، مؤكداً وجود إنجازات على الأرض واضحة جداً واستراتيجية وفي العمق. وقال العكر: "لا تمكن مواجهة الخطر الوجودي واستثمار التحولات الاستراتيجية من أجل تحقيق ما نطمح له من التحرير والاستقلال وحق تقرير المصير والعودة دون الوحدة، لم تتمكن أي حركة تحرر وطني معاصر من تحقيق أهدافها دون أول شرط وهو الوحدة الوطنية، وأنا أعتبر أن هناك شرطاً آخر وهو تحديد من هو معسكر الأعداء ومن هو معسكر الأصدقاء لأن ذلك يحسم الكثير من الضبابية التي نعاني منها".
وقال العكر: "إن مسألة الوحدة الوطنية الفلسطينية باتت مرتبطة بقرار من الرئيس محمود عباس، حيث أشار إلى وجود عديد من المحاولات الحثيثة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لتحقيق الوحدة في القاهرة وموسكو، وأخيراً في بكين حيث احتوى إعلان بكين على نقاط مفصلة وقابلة للتنفيذ بدون تردد".
وخاطب العكر الرئيس عباس بالقول: "أتمنى من الرئيس مصارحتنا، ربما لديه حكمة تفوق كل القوى ومؤسسات المجتمع الفلسطيني، فليشرح لنا لماذا يحجم عن السير في خطوات الوحدة الوطنية التي تم التعبير عنها في لقاء بكين، والذي كان جوهره وأهميته أن كل القوى الفلسطينية بما فيها حركة فتح كانت ممثلة فيه، وكل المداخل التي طرحها الإعلان واضحة، بما فيها خطوات مورست سابقاً وجربت جدواها، وأولاها دعوة الإطار القيادي الموحد والمؤقت من خلال دعوة الأمناء العامين واللجنة التنفيذية ورئيس المجلس الوطني للاجتماع، ما الذي يمنعه من اتخاذ هذه الخطوة؟ فليشرح لنا فربما لديه أسباب وجيهة، وحينها سنقدرها بمسؤولية وطنية".
وتابع العكر: "هناك كم هائل من الإنجازات والتحولات الاستراتيجية لصالح قضيتنا، نكون مجرمين بحق القضية وبحق أنفسنا والشهداء والجرحى والدمار والعذاب إن لم نستغلها".
المصري: لا لفصل غزة عن الضفة
بدورها، حذرت نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، ماجدة المصري، من الانزلاق لأي مسار أو سيناريو من شأنه أن يؤسس لفصل غزة عن الضفة، ويؤسس لإدارة ذاتية في غزة، ويستكمل لإدارة ذاتية في الضفة وهو أساس المشروع الصهيوني برأيها، مشيرة إلى ما قالت إنها "لحظة يجري فيها الحديث عن اليوم التالي لغزة، وتقدم فيها سيناريوهات خطيرة، من مشروع أميركي ومشروع إماراتي تتقاطع معها مشاريع من دول عربية أخرى"، على حد تعبيرها.
وقالت المصري: "على هذا الأساس تصبح الحاجة إلى اجتماع الإطار القيادي الموحد، أو بالحد الأدنى الأمناء العامين للفصائل، حاجة ملحة جداً لبحث التوحد والبحث في طبيعة تلك المشاريع والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني، وتوحيده في مواجهة المشاريع الإسرائيلية، بما في ذلك في الضفة الغربية على وجه الخصوص، لمواجهة مشروع الضم وحسم الصراع، نحن بحاجة لمؤتمر شعبي وحوارات جادة فلسطينية تخوضها القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والحراكات، لنتحمل مسؤوليتنا لمواجهة مخططات ما يسمى اليوم التالي".
غنيم: استعصاء لدى الجهات التي بيدها المفتاح
بدوره، اعتبر أحمد غنيم عضو لجنة المتابعة لمبادرة نداء فلسطين ومدير الحملة الشعبية لإطلاق سراح القيادي مروان البرغوثي من سجون الاحتلال؛ أنه لا يمكن الاستمرار للقوى الوطنية للمناشدة لمحاولة تطبيق إعلان بكين، ولا يمكن مواصلة مناشدة القيادة الفلسطينية لتطبيقه، لأن الأمر أصبح واضحاً برأيه بأن "هناك تعطيلا للوحدة الوطنية، وهناك استعصاء لدى الجهات التي بيدها المفتاح"، حسب وصفه، دون تحديد تلك الجهات بشكل صريح.
وقال غنيم: "الفصائل والأمناء العامون والمكاتب السياسية للفصائل عليها اتخاذ قرارات لتطوير أدواتها لجعل بيان بكين حقيقة تنفذ بإرادة وطنية عالية، هناك إجراءات يمكن أخذها على مستوى اللجنة التنفيذية، والفصائل حاضرة في تلك اللجنة، ومراجعة كل التواجد في النظام السياسي الفلسطيني"، معتبرا أن الحركة الوطنية الفلسطينية تتعايش مع الانفصال الحالي، وهي مطالبة بوضع حد لذلك باتخاذ قرارات أخرى. وحول البحث لإقامة لجنة تدير قطاع غزة، قال غنيم، إنه "لم ير نظاماً سياسياً في العالم ولا قيادة أو حكومة في العالم تتجاوز نفسها، أو تقبل بتجاوزها"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية.
وأضاف غنيم: "القوى التي تحضر لليوم التالي بما فيها إسرائيل مضطرة للتعامل مع عنوان فلسطيني إن تم الإعلان عنه بشكل موحد، وهو متاح بإعلان حكومة توافق وطني مستندة إلى الإجماع الوطني"، معتبراً "الحديث عن لجنة إدارية بمثابة نكوص سياسي، لم يقبله الفلسطينيون حين لم تكن المقاومة ومنظمة التحرير داخل فلسطين برفض روابط القرى، فكيف يتم القبول به الآن، داعيا الرئيس عباس للخروج من الملعب الأميركي". وأشار إلى أن الخطة الأميركية تتحدث عن مرحلتين؛ الأولى هي لجنة إدارة لغزة ممن تم تسميتهم محليين، دون أي ذكر لتفاصيل المرحلة الثانية ما يعني عدم وجود مرحلة ثانية.
وحول الإعلان الدستوري الصادر أمس، عن عباس بإحالة منصب رئاسة السلطة الفلسطينية في حال شغوره إلى رئيس المجلس الوطني قال غنيم: "إن المشكلة قد لا تكون في الإعلان ذاته، بل إنه مؤشر على خلل في النظام السياسي الفلسطيني"، متسائلا؛ لماذا يتم اللجوء لإعلان دستوري لو وجدت المؤسسات الفلسطينية التي تفرز بشكل طبيعي حالة الشغور، مطالبا بإعادة النظر في الشرعيات الفلسطينية لتأكيد الأساس الدستوري للميثاق الوطني الفلسطيني ونظام منظمة التحرير وتحديد كيفية إجراء الانتخابات، والعودة إلى الشعب الفلسطيني لاختيار قيادته بشكل ديمقراطي.
رأفت: مطلوب وقف حرب الإبادة أولاً
وقال أمين عام حزب فدا (الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني) صالح رأفت: "إن فدا أبلغ عباس وفتح وحماس الرفض التام لمجرد البحث بتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، معتبرا كل مشاريع تبحث تشكيل مثل تلك اللجنة سواء من الأميركان، أو باقتراحات مصرية أو اقتراح إماراتي ستؤدي لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتبقي قطاع غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي".
وتابع رأفت: "مطلوب وقف حرب الإبادة أولاً، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كل قطاع غزة، وتولي حكومة توافق وطني فلسطيني المسؤولية عن قطاع غزة والضفة، وألا يتاح المجال لا للإسرائيليين أو الأميركيين ولا لبعض الدول العربية التي تتلقى تعليمات من الإدارة الأميركية للبحث بما يسمى اليوم التالي"، حسب وصفه.