ندوة في لندن لتحالف "الدولة الديمقراطية الواحدة": نحو حلّ عادل للقضية الفلسطينية

عُقدت مساء أمس الأربعاء في مدينة لندن، ندوة لتحالف "الدولة الديمقراطية الواحدة"، حيث استضيف في الندوة ممثلون عن حملة الدولة الواحدة من فلسطين، بمشاركة عدد من الناشطين العرب والأجانب.

وتحدث في الندوة كل من مؤسسي حملة الدولة الواحدة في فلسطين القيادي السياسي والأمين العام للتجمّع الوطني الديمقراطي السابق، عوض عبد الفتاح، ورئيس الحركة الإسرائيليّة ضد هدم البيوت، الباحث الأنثروبولوجي جيف هيلبر. وهدف اللقاء إلى تنشيط حملة الدولة الديمقراطية الواحدة خارج فلسطين، وبناء تحالفات مع حركات ناشطة لتحقيق العدالة في فلسطين حول العالم.

وافتتح الندوة المحامي عدنان الصباح، متحدثًا عن أهمية عقد هذا اللقاء، ليكون فاتحة للقاءات أوسع في الفترة المقبلة، بهدف تسليط الضوء على حل الدولة الواحدة كحل إنساني وعادل للقضية الفلسطينيّة، وطرحه على الرأي العام.

من جانبه، تحدث عوض عبد الفتاح عن حملة الدولة الواحدة وانطلاقها في فلسطين، وعما يميّزها عن حملات مبادرات سابقة حول طرح الدولة الواحدة، مؤكدًا ضرورة أن تتحول الحملة إلى حراك سياسي مستقبلًا، لكون ما تطرحه "هو الحل السياسي الوحيد والممكن في الواقع الحالي"، مشيرًا إلى أن ما تطرحه المبادرة "هو رؤية جديدة وأصلانية وتثير اهتمام الرأي العام العالمي".

وتطرق عبد الفتاح في حديثه إلى تجربة جنوب أفريقيا في إنهاء نظام الأبرتهايد، داعيًا إلى "التعلّم من التجربة الناجحة في إنهاء نظام التمييز العنصري هناك"، وأشار إلى ضرورة عدم الوقوع في الأخطاء نفسها التي حصلت هناك. واعتبر عبد الفتاح أن الحالة السياسيّة الفلسطينيّة الراهنة وما تشهده من انقسامات تتطلب طرح بديل سياسي مختلف.

تطرق عبد الفتاح في حديثه إلى تجربة جنوب أفريقيا في إنهاء نظام الأبرتهايد، داعيًا إلى "التعلّم من التجربة الناجحة

وشرح عبد الفتاح بعضاً من سيرورات عمل حملة الدولة الواحدة في فلسطين وتطورها وأنشطتها والتحالفات التي تقوم ببنائها حول العالم، قائلًا: "قد لا نشهد تحقق الدولة الواحدة في جيلنا، لكن علينا أن نقدم الحل للجيل القادم يشارك فيه الفلسطينيون والإسرائيليون المعادون للصهيونية الداعمين لنضال التحرر الفلسطيني وإنهاء الاستعمار".

وخلص إلى القول: "هناك ضرورة للتوجه والحديث مع الأفراد بشكل شخصي وإقناعهم بالفكرة، ونحن نجد الكثير من القبول لدى قطاعات مختلفة من المثقفين والأكاديميين والناشطين".

ملحق فلسطين

التحديثات الحية

الدولة الواحدة... مشروع مقاومة وليس رؤية فحسب

بدوره، تحدث جيف هيلبر عن دور الإسرائيليين المناهضين للصهيونيّة والمؤيدين لإنهاء الاحتلال والاستعمار، وعن ماذا سيكون مستقبل الإسرائيليين بعد التحرير، مؤكدًا ضرورة أن يكون النضال للدولة الواحدة بقيادة الفلسطينيين وينضم إليهم الإسرائيليون المؤيدون للنضال الفلسطيني.

وتطرق هيلبر إلى مرحلة ما بعد إنهاء الاستعمار، مشيرًا إلى الإرث الذي سيتركه الاستعمار الاستيطاني وكيفية التعامل معه مع نشوء مجتمع متعدد الهويات داخل المجتمع الإسرائيلي والفلسطيني، مستذكرًا بعض التجارب من دول شهدت مرحلة ما بعد الاستعمار الاستيطاني، وهي مرحلة مصحوبة عادة بالعنف بسبب الواقع الجديد.

ودعا هيلبر إلى التفكير بحل عادل للجميع، الفلسطينيين والإسرائيليين، مع حق عودة اللاجئين، معتبرًا سؤال نزع الاستعمار ليس فقط موجهًا للفلسطينيين.

وأكد هيلبر أنّ على مؤسسات المجتمع المدني المناصرة للعدالة حول العالم أن تكون شريكة في نضال حل الدولة الواحدة. واعتبر أن تحول حملة الدولة الواحدة إلى حراك واسع أمر ضروري لأن الناس تتضامن مع حركة تعبّر عن تطلعاتهم المستقبلية، مع التشديد على ربطها مع نزع الاستعمار.

وعن سؤال المحاسبة على الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، والذي طرح من قبل الجمهور، اعتبر هيلبر أن هذا يجب أن يكون من خلال الإعداد لنظام الدولة الواحدة والأخذ بالاعتبار جميع من تضرروا من الاحتلال.

وفي ختام الندوة، قدّم العديد من المشاركين مداخلات قصيرة حول رؤيتهم لتطوير المبادرة والعمل على تعزيز حضور فكرة الدولة الواحدة كبرنامج سياسي.

وسيُنظّم يوم السبت في مكاتب مؤسسة أمنستي في لندن مؤتمر بعنوان "التحرير الفلسطيني: أين نحن من النضال وما هو دور حركات التضامن العالمية؟"، يشارك فيه عدد من الباحثين والناشطين، ضمن حملة بناء التحالف.