أعلن منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان العراق ديندار زيباري، اليوم الأربعاء، نزوح حوالي 1400 أسرة من قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، عكسياً، صوب مناطق ومدن الإقليم بسبب نشاطات حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة.
وقال زيباري في مؤتمر صحافي عقده في أربيل إن "الجهة الوحيدة التي عملت على تحرير الأيزيديين من قبضة داعش على مستوى العراق والعالم هي حكومة إقليم كردستان فقط، وجرى تحرير 3552 مختطفاً من الإيزيديين، وذلك بجهود حكومة الإقليم، وأن هذه الإحصائية خاصة بحكومة الإقليم".
وعن التعاون بين أربيل وبغداد في ملاحقة المتهمين بالانتماء لتنظيم داعش، أشار المسؤول الحكومي إلى "وجود تنسيق جيد مع الحكومة العراقية وأن الإقليم سلم أكثر من 900 معتقل من تنظيم داعش إلى الحكومة الاتحادية خلال المدة الماضية لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم في المحافظات التي ينحدرون منها".
وبشأن الأوضاع في قضاء سنجار أكد أن "الاقتتال والصدام اللذين شهدتهما المناطق المحيطة بالقضاء مؤخراً وخاصة بلدة سنوني، أسفرا عن سقوط قتلى وجرحى، وأدت أيضاً إلى نزوح 1347 أسرة مرة أخرى إلى إقليم كردستان"، مؤكداً أن قوات مسلحي حزب العمال الكردستاني "لم تغادر المنطقة رغم توقف الصدام مع القوات العراقية، وأن الحشد الشعبي ما يزال يدعم مالياً تلك القوات".
وينتشر مسلحو العمال الكردستاني في مناطق جبل سنجار ووسط المدينة، ضمن تفاهمات تم التوصل إليها مع فصائل مسلحة حليفة لإيران في المنطقة، أبرزها مليشيات "النجباء"، و"عصائب أهل الحق"، و"كتائب حزب الله"، و"حشد الشبك".
وتتخذ المليشيا من المناطق العراقية الحدودية شمالي البلاد منطلقاً لشن اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.
في السياق، قال قائمقام قضاء سنجار السابق، وعضو مجلس النواب الحالي محمد خليل، إن "النزوح العكسي لأهالي سنجار، وعودتهم إلى إقليم سنجار هو نتيجة طبيعية لسلوك حزب العمال الكردستاني الذي يسيطر على المدينة ويمنع عودة الحياة إلى المنطقة وإعمارها ونزع المظاهر المسلحة عنها"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "العمال الكردستاني لا يقبل تثبيت الاستقرار، كما يمنع التجار عن مزاولة أعمالهم ويتدخل في شؤون المشاريع العمرانية في المدينة".
وأكمل خليل أن "الحشد الشعبي يدعم وجود عناصر العمال بالرواتب والأسلحة والشرعية في الانتشار بأطراف قضاء سنجار"، مشيراً إلى أن "المدينة تشهد تراجعاً على المستوى الأمن والخدمات، وتهديدات تلاحق المواطنين غير المتعاونين مع العمال الكردستاني، وهو ما يدفعهم للعودة إلى مخيمات إقليم كردستان، وأن الحكومة العراقية تعلم بكل ما يحدث لكنها لا تتدخل ولا تتخذ أي إجراءات".
من جهته، بيَّن الناشط من سنجار حسين شنكالي أن "المدينة لم تخرج من الاحتلال منذ عام 2014، وأنها تعاني من سيطرة الجماعات المسلحة، وهناك تراجع في حرية التعبير عن الرأي، إذ إن عوائل اضطرت إلى النزوح مرة أخرى إلى إقليم كردستان بسبب رفضها سياسات العمال الكردستاني، كما أن ناشطين جرى اعتقالهم من قبل قوات مزدوجة ما بين الحشد الشعبي والعمال".
وأضاف، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "حل ملف سنجار وعودة الحياة إلى طبيعتها، ترتبط بشكلٍ مباشر بإبعاد المليشيات المسلحة عن المنطقة، لا سيما وأنها باتت قوات غير شرعية بعد الاتفاقات المعطلة بين بغداد وأربيل، وتعويضها بقوات عراقية رسمية من الجيش والشرطة، وقوات البيشمركة".
وتعثرت الحكومة العراقية في تنفيذ اتفاقية تطبيع الأوضاع في مدينة سنجار، والموقعة مع حكومة أربيل قبل أكثر من عام، بسبب الانتشار الواسع لمسلحي حزب العمال، ورفضهم الانسحاب، مع تلقيهم دعماً من قبل فصائل مسلّحة حليفة لإيران في بغداد.
ويقضي الاتفاق الذي أُبرم في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2020، بتطبيع الأوضاع في البلدة المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل، وإخراج الجماعات المسلّحة منها، تمهيداً لعودة النازحين، إلا أن رفض تلك الجماعات حال دون قدرة حكومة بغداد على تنفيذه.