أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم السبت، أن "من يستطيع إيقاف العدوان على غزة هو من يدير المعركة، ويخوضها، أي الولايات المتحدة الأميركية"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "كلّ التنديد والشجب يجب أن يوجّه إلى الإدارة الأميركية لأنها صاحبة القرار الأول والأخير بوقف العدوان".
وفي كلمة له بمناسبة "يوم الشهيد"، أشار نصر الله إلى إن "ما يجري في غزة كبير وخطير واستثنائي في منطقتنا والعالم، وهدف العدو الأساسي من جرائمه هو إخضاع أهالي غزة والشعبين الفلسطيني واللبناني وشعوب المنطقة".
وشدد على أن "الهدف الأساسي للعدو هو إسقاط إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة، واليأس من خيار الصمود والمقاومة والدفع إلى الاستسلام وثقافة الاستسلام والقول إنّ كلفة المقاومة والمطالبة بالحق هي غالية جداً وعليكم أن تتوقفوا، وأن يقول لكل الفلسطينيين، من خلال جرائمه في غزة، انسوا أرضكم ومقدساتكم وفلسطين من البحر إلى النهر"، مشيراً إلى أن "العدو وهو يدمّر ويقتل في غزة يخاطب في الوقت نفسه لبنان، ويقول انظروا يا أهل لبنان ما يجري في غزة".
ورأى نصر الله، في إطلالة ثانية له منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن "هناك حدثين يتعاظمان في غزة، الأول، العدوان الإسرائيلي على الناس وأهل غزة، والمستشفيات، وكل ما هو مدني، والحدث الثاني، فهو يتمثل في التصدّي البطولي والعظيم للمقاومة الفلسطينية في مواجهة قوات العدو".
وأكد نصر الله أن "العدو لن يتمكّن من إنجاز هدفه وهو يلحق بنفسه الكثير من الخسائر، من جملتها أن حقيقته الوحشية والهمجية تتضح أكثر لشعوب وحكومات العالم، والأهم أيضاً هو تبدّل الرأي العام العالمي وانكشاف زيف ادعاءات إسرائيل وهي التي تقتل آلاف الأطفال، وهذا في مصلحة مشروع المقاومة والأهم كذلك أن التظاهرات في واشنطن ولندن وباريس تضغط على حكومات هذه الدول".
وتوقف نصر الله عند القمة العربية الإسلامية التي تشارك فيها 57 دولة، مشيراً إلى أن "العالم وشعوب المنطقة والشعب الفلسطيني يتطلعون إلى هذه القمة وبمعزل عن التوقعات، فإن الفلسطينيين لا يطالبون هذه الدول بفك الحصار أو إرسال الجيوش، بل قال الفلسطينيون كلمتهم، فهم يطالبون، بالحدّ الأدنى، بأن يقف العالم الإسلامي والعربي وقفة رجل واحد ويصرخ في وجه الأميركي ويطالبه بحق وجدية بأن يوقف هذا العدوان وهذه الحرب وهذه الجرائم، وأن يتوعّده بإجراءات".
وسأل نصر الله في السياق: "ألا تستطيع 57 دولة عربية وإسلامية أن تفتح معبر رفح لإنقاذ الجرحى وإرسال المساعدات إلى أهل غزة؟".
من جهة ثانية، رأى الأمين العام لحزب الله أن "الرهان الحقيقي على الميدان، حيث إنه منذ 7 أكتوبر إلى الآن والعملية البرية التي حصلت منذ أيام، ولا يزال الإسرائيلي عاجزاً عن تقديم صورة انتصار أو تقديم صورة انكسار أو استسلام لدى مجاهدي المقاومة الفلسطينية في غزة"، لافتاً إلى أن "اليوم في غزة، أقوى ألوية النخبة تقاتل، وهذا دليلٌ على عجز إسرائيل، ورغم ذلك لم تحقق إنجازًا كما هو مطلوبٌ من أهدافها".
كما لفت نصر الله إلى أن "الوقت ليس لمصلحة العدو، وهناك فشل ميداني في إخضاع غزة وتحوّل في الرأي العالمي، وخشية من توسّع الجبهات"، مشيراً إلى أن "المشهد العام من غزة إلى الضفة إلى اليمن إلى إيران إلى العراق إلى سورية وإلى لبنان يدلّ على أننا في معركة الصمود ومعركة تراكم الإنجازات وجمع النقاط والوقت لمصلحة حركات المقاومة وهزم الغزاة، وهكذا كان عبر التاريخ".
ورأى نصر الله أن "كل العوامل ومن بينها ملف الأسرى وفشل العدو في تحقيق أهدافه، ستجعل الوقت ضاغطاً عليه ويجب أن يفشل العدو في تحقيق أهدافه".
غالانت: حزب الله يجر لبنان إلى حرب
على الجانب الآخر من الحدود، قيّم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الوضع مع ضباط قوات الاحتلال الموجودين على الحدود مع لبنان، كما تحدث مع الجنود في المكان.
وخلال حديثه وجه غالانت رسالة للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وقال غالانت إن "حزب الله يجر لبنان الى حرب قد تنشب، ويرتكب الأخطاء. إذا ارتكب أخطاء هنا، فإن من سيدفع الثمن في البداية هم المواطنون اللبنانيون".
وأضاف أن "سكان بيروت قد يرفعون الأعلام البيضاء مثل سكان غزة. ما نقوم به في غزة، نستطيع القيام به في بيروت أيضاً". وأشار إلى أن "سلاح الجو يوجّه نحو الشمال وقوته كبيرة جداً. لم نستخدم حتى 10% من القوات الجوية في غزة".