أعلن الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله أن حادثة اليوم على الحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة "لا تزال قيد التحقيق، وبعدها يُبنى على الشيء مقتضاه"، مؤكداً أن "أرض الغجر لن تترك للإسرائيلي، وكذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".
وشدد نصر الله على أن الموقف اللبناني يجب أن يكون "حاسماً في قرية الغجر، فهذه بيوت وأرض لبنانية يجب أن تعود إلى لبنان بلا قيد وبلا شرط".
وأصيب اليوم الأربعاء ثلاثة لبنانيين، يرجح أنهم من "حزب الله"، بجروح بنيران إسرائيلية في قرية عند حدود لبنان مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، نقلوا إلى المستشفى وصحتهم جيدة، لكن لم يتطرق نصر الله في كلمته إلى وضعهم.
وكانت "رويترز" قد نقلت عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، قوله إنه أحبط محاولة من "أفراد مجهولين" لتخريب سياج على الحدود مع لبنان.
وتتواصل الاتصالات الدبلوماسية الخارجية لمعالجة التوتر القائم في الجنوب اللبناني بين الاحتلال الإسرائيلي، ربطاً بإجراءاته الأخيرة في القسم الشمالي اللبناني من بلدة الغجر، من جهة، وبين "حزب الله" من جهة أخرى، الذي يتمسّك بدوره بالإبقاء على الخيمتين اللتين أنشأهما في خراج بلدة كفرشوبا، والتي يعتبر الاحتلال أنهما ضمن أراضيه.
وقال نصر الله، في إطلالة مسائية له بمناسبة الذكرى الـ17 لحرب تموز 2006: "وضعنا خيمة داخل الأراضي اللبنانية، وخيمة داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا، ونحن نقول إنها أرض لبنانية، فعندما ندخل إلى مزارع شبعا فنحن نضع خيمة داخل أرض لبنانية، ونحن لدينا الحرية في أن نعمل ما نريد هناك"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن السكوت إذا جرى التعرض للخيم في مزارع شبعا، والمجاهدون لديهم توجيه للتعامل مع أي تعرض إسرائيلي لهم، وعلى الحدود البرية هناك عدد من النقاط لا يزال الإسرائيلي موجود فيها وعليه أن يخرج منها".
وقال الأمين العام لـ"حزب الله" إنه بدءاً من العام الماضي "رفع العدو الإسرائيلي سياجاً لضمّ القسم الشمالي من بلدة الغجر، حاول الجيش اللبناني منعه ولم يتمكن، والأمم المتحدة لم تقم بشيء، وفي الآونة الأخيرة استمرّ ببناء الجدار وأزال الجزء اللبناني والجزء السوري المحتل، وحوّلها إلى منطقة سياحية، وجلب السياح بين 200 ألف إلى 250 ألف، للتفرج على الغجر، والأمم المتحدة صامتة بينما الأرض محتلة، وهذا كلّه قبل وضع الخيم".
ولفت إلى أن الخيم في مزارع شبعا أضاءت كل الوضع على الحدود، لأن أمراً حدث "اعتبره الإسرائيلي مسّاً به، وعندما يمسّه أمر تتحرك الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية والمجتمع الدولي، وحتى بعض اللبنانيين بشكل أو بآخر، عبر مواقف إعلامية سياسية أثارت الموضوع، وبالتالي، فإن العدو لم يضمّ الغجر بسبب الخيم التي أقمناها".
كما شدد نصر الله على أن ما يجري الآن "ليس ترسيماً للحدود البرية مع العدو، بل نحن نطالبه بالانسحاب من النقاط اللبنانية المحتلة".
وفي الملف الرئاسي اللبناني، قال إن ما يعنينا هو "انتخاب رئيس للجمهورية، وشخص رئيس الجمهورية المقبل أساسي بالنسبة إلينا في موضوع ضمانة المقاومة، والوزير السابق سليمان فرنجية يحظى بثقتنا كمرشح للرئاسة، وهو لا يطعن ظهر المقاومة"، مشدداً: "نحن مع الحوار وندعمه، لكن ليس الحوار المشروط".
من ناحية أخرى، قال نصر الله إن "هدف العدو من خلال العملية الكبيرة في جنين كان الحصول على صورة النصر والردع، لكن العكس حصل بفضل صمود أهالي المخيم وشجاعة المقاومين... والدليل على فشل العدوان على جنين هو استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل متزامن خلال العدوان على جنين وبعدها في الضفة الغربية".