ونشرت الصحيفة مقالاً للكاتب، ديفيد كيركباتريك، أكد فيه أنه "اضطرت اسرائيل في الجولة الماضية من الحرب، عام 2012، إلى الانصياع إلى الضغوط، التي مورست عليها، لإنهاء القتال مع الفلسطينيين، نظراً لانعدام وجود حلفاء لها في المنطقة".
وأضاف الكاتب أنه "في الجولة الحالية للصراع، بات الأمر مختلفاً تماماً، فالقاهرة شهدت منذ أكثر من عام الإطاحة بالرئيس المعزول، محمد مرسي، ومنذ ذلك الحين عقدت القيادة المصرية تحالفاً، مع كل من الأردن، والسعودية، والإمارات، ضد الاسلام السياسي".
وأشار إلى أن "هذه الدول تحالفت مع إسرائيل في حربها ضد حركة (حماس)، ولعلّ هذا هو السبب وراء فشل المفاوضات، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء القتال الدموي".
من جهته قال الباحث في مركز "ويلسون"، في واشنطن، وأحد المفاوضيين السابقين في عملية السلام في الشرق الأوسط، ديفيد آرون ميلر، إن "قوة البغض والخوف من الإسلام السياسي، عند بعض قادة الدول العربية، جعلهم يتغلبون على كرههم لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والوضع الحالي يُعدّ حالة فريدة من نوعها، لم يسبق أن شهد مثلها التاريخ، إذ تواطأت الكثير من الدول العربية في سحق وتدمير قطاع غزة، لتقضي على حماس، عن طريق صمتها وغضّها الطرف عمّا يحدث بشكل فج".
كما رأت الصحيفة أن "القاهرة كانت عادة تلعب دور الوسيط بين (حماس) من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، ولكن هذه المرة انتهجت أسلوباً جديداً، وقامت بطرح اتفاق لوقف إطلاق النار يلبي جميع مطالب إسرائيل، ولا يلبي أي مطلب من مطالب (حماس)، مما جعل الأخيرة ترفضه فوراً".
وأوردت الصحيفة تعليق المستشار السابق للمفاوضين الفلسطينيين، الذي يعمل حالياً في معهد "بروكينغز" في واشنطن، خالد الجندي، الذي رأى أن "هناك تقارباً في المصالح بين هذه النظم وبين إسرائيل، حيث اتفقت مساعي السلطات المصرية للقضاء على قوى الاسلام السياسي، مع مساعي إسرائيل للقضاء على (حماس). ويبقى السؤال مَن يحارب بالوكالة عمّن؟".
وأشارت الصحيفة إلى أن "السلطات المصرية استخدمت الإعلام الرسمي، لتعبئة الرأي العام المصري ضد حماس، بوصفها جزءاً من مؤامرة إرهابية إقليمية، لزعزعة استقرار مصر والمنطقة، وهي الوسيلة نفسها، التي استخدمتها السلطات المصرية للاطاحة بمرسي، منذ ما يزيد قليلاً عن العام".
وأضافت أن "الإدارة المصرية واصلت سياستها بإغلاق المعابر وهدم الأنفاق بين مصر وغزة، مما أدى إلى تصاعد السخط والغضب تجاه مصر بين أهل غزة، ودفع بعض سكان غزة إلى اعتبار الرئيس، عبد الفتاح السياسي، أسوأ من نتنياهو، وأنه ينوي القضاء على (حماس)، بعد أن قضى على الاخوان المسلمين في مصر".
وأوضحت الصحيفة أن "السبب الآخر وراء تحالف مصر ودول الخليج مع اسرائيل، هو رغبتهم في الحدّ من نفوذ إيران، التي تريد أن تلعب دوراً كقوة إقليمية خاصة".
وقالت إن "كل هذه الأسباب جعلت الإدارة الأميركية تُعيد التفكير في سياستها في المنطقة، خصوصاً بعد رفض المقترح المصري (ما يُسمّى بالمبادرة المصرية)، واتّضاح محدودية الدور، الذي من الممكن أن تلعبه مصر، بعد استحكام العداء بينها وبين (حماس)، مما جعل واشنطن تلجأ إلى تركيا وقطر، كوسيطين جديدين بعد تعاظم دورهما مع صعود نجم التيار الاسلامي في المنطقة. وظهرت واشنطن وكأنها تساند (حماس) على حساب إسرائيل، بينما تظهر بعض الدول العربية وكأنها متحالفة مع إسرائيل".
وفي هذا الإطار، قال رئيس كلية "شاليم" في القدس، وأستاذ السياسة العربية والإسلامية فيها، المحلل الإسرائيلي، مارتن كرامر، إنه "بصرف النظر عن (حماس) وقطر، فمعظم الحكومات العربية، إما أنها غير مبالية بما يحدث في غزة، أو أنها تؤيد مصر، بمعنى أن أيّاً منها لن تمارس أي ضغوط على واشنطن من أجل وقف القتال، وهو ما يعني إعطاء الضوء الأخضر للإسرائيليين بقتل الفلسطينيين".
وأشار كرامر، إلى أن "الإدارة المصرية وحلفاءها، مثل السعودية، حريصون على هزيمة (حماس)، حتى لا تظهر بمظهر اللاعب القوي".