استمع إلى الملخص
- **مواقف متباينة حول الانسحاب**: ترفض القاهرة بقاء القوات الإسرائيلية، وتصر حماس على الانسحاب الكامل، بينما يعارض نتنياهو الانسحاب لأسباب سياسية وأمنية، ويعارضه وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت.
- **تهديدات داخلية وضغوط خارجية**: هددت وزيرة الاستيطان بتفكيك حكومة نتنياهو إذا انسحب الجيش، بينما أبدى مبعوثون إسرائيليون استعداداً للانسحاب بشروط، رغم نفي المسؤولين المصريين والإسرائيليين وجود هذه المحادثات.
انسحاب الاحتلال من شأنه إزالة إحدى أكبر العقبات أمام اتفاق غزة
الاحتلال قد ينسحب من المحور في حال موافقة مصر على بعض التدابير
بقاء جيش الاحتلال في المحور يعني إطباق الحصار البري على قطاع غزة
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنّ القاهرة وتل أبيب تجريان محادثات سرّية بخصوص الانسحاب المحتمل لجنود الاحتلال الإسرائيلي من محور فيلادلفيا على الشريط الحدودي بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية، وذلك نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين ودبلوماسي غربي كبير، معتبرة أن من شأن الانسحاب أن يزيل واحدة من أهم العقبات في وجه إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
ولفتت الصحيفة الأميركية، أمس الاثنين، إلى أنّ مفاوضات وقف إطلاق النار اكتسبت على ما يظهر زخماً أكبر خلال الأيام الأخيرة، رغم بقاء عدد من النقاط الخلافية، التي يظل على رأسها مدة وقف إطلاق النار، حيث تطالب "حماس" بإنهاء الحرب بشكل دائم، فيما يصرّ الجانب الإسرائيلي على التمسك بوقف إطلاق نار مؤقت.
وفي 29 مايو/ أيار الماضي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إتمام سيطرته الكاملة على محور فيلادلفيا، وادعى وقتها "اكتشاف ما لا يقل عن 20 نفقاً تعبر من غزة إلى أراضي سيناء" المصرية، وفق القناة "12" العبرية الخاصة. غير أن مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى نفى آنذاك وجود أنفاق تعبر من غزة إلى سيناء، وعدّها "أكاذيب تروجها تل أبيب بهدف التعتيم على فشلها عسكرياً في غزة"، وفق ما أوردته قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الخاصة. وترفض القاهرة بشكل قاطع أي بقاء للقوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، كما تصرّ حركة حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بما يتضمن معبر رفح ومحور فيلادلفيا، شرطاً أساسياً للتوصل إلى صفقة معه تتضمن تبادل الأسرى والمحتجزين ووقف الحرب.
وبهذا الخصوص، أوردت "نيويورك تايمز" أنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي ترفض الانسحاب من محور فيلادلفيا، في ظل زعمها أنّ ذلك سيسمح لحماس بسهولة بإعادة تسليح نفسها وعودتها إلى تولي السلطة في غزة. وأمس الاثنين، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه على إبقاء جيشه في محور فيلادلفيا، مشيراً إلى أنّ القرار بشأن ذلك ستقرره نتيجة تصويت بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر "الكابينت". ويخالف هذا موقف وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي يعارض البقاء في المحور.
وفي مقابلة أجرتها معه القناة "14" العبرية الخاصة، قال نتنياهو إنّ "إسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا"، مدعياً أنّ البقاء في هذا المحور "له مزايا سياسية وأمنية". ولم يوضح نتنياهو ماهية هذه المزايا، لكن إبقاء الجيش في هذا المحور يعني إطباق الحصار البري على قطاع غزة، وعزله تماماً عن العالم الخارجي. وتابع: "مسموح للجميع التعبير عن رأيه، كما يُسمح لرئيس الوزراء بالتعبير عن رأيه، وفي النهاية سنتخذ القرار (بشأن بقاء الجيش في محور فيلادلفيا) حسب رأي الأغلبية في الكابينت، وأنا متأكد من أن الأغلبية تؤيد موقفي لأنه الموقف الصحيح"، على حد زعمه.
واليوم الثلاثاء، هددت وزيرة الاستيطان من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف أوريت ستروك بتفكيك حكومة نتنياهو إذا انسحب الجيش من محور فيلادلفيا. ونقلت صحيفة معاريف العبرية عن ستروك قولها خلال زيارة لمعبر كرم أبو سالم: "نحن في معبر كرم أبو سالم وعلى بعد 50 متراً منا يوجد (معبر) رفح". وأضافت: "قلنا بوضوح إنه إذا أزالوا الجيش الإسرائيلي من طريقي نتساريم (يقسم قطاع غزة إلى قسمين) وفيلادلفيا، فسنقوم بتفكيك الحكومة". وشددت في حديثها على أن نتنياهو "يعرف ذلك جيداً"، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول.
ومع ذلك، قالت "نيويورك تايمز" إنه خلال محادثات سرية جرت الأسبوع الماضي مع الحكومة المصرية، أشار مبعوثون إسرائيليون كبار إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي قد ينسحب من المحور في حال موافقة مصر على تدابير من شأنها الحدّ من تهريب الأسلحة عبر الحدود. وكشفت، نقلاً عن مصادرها، أنّ التدابير التي طُرحَت تهمّ وضع نظام مراقبة إلكتروني لرصد أي محاولات في المستقبل لحفر أنفاق، وكذا إقامة حواجز لمنع إنشاء أي أنفاق. في المقابل، أوضحت الصحيفة أن الجانبين الإسرائيلي والمصري يرفضان بشكل رسمي تأكيد خوض تلك المحادثات.
ويوم الجمعة الفائت، نفى مصدر مصري رفيع المستوى ما جرى تداوله عن مباحثات مصرية إسرائيلية بخصوص ترتيبات أمنية تتعلق بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح. وكانت وكالة رويترز قالت، في وقت سابق من الجمعة، إنّ مفاوضين إسرائيليين ومصريين يجرون محادثات بشأن نظام مراقبة إلكتروني على محور فيلادلفيا، وهو ما نفاه مكتب نتنياهو أيضاً.