هجمات إسرائيلية في الأراضي السورية لمحاصرة حزب الله

05 أكتوبر 2024
مناورات إسرائيلية في الجولان، 8 مايو 2024 (عمير ليفي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مراقبة الأراضي السورية، مستهدفاً التحركات المشبوهة لمنع نقل الأسلحة والأنشطة المرتبطة بحزب الله، حيث استهدفت قواته الطرق الرئيسية في القنيطرة دون إصابات مدنية.

- شنّت طائرات الاحتلال غارات على مواقع عسكرية في درعا والسويداء، مما أدى إلى إصابة جنود وتدمير رادارات، وتوغلت القوات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية لجرف الأراضي وحفر الخنادق.

- يوضح المحلل محمد جزار أن حزب الله يستخدم طرقاً غير رسمية عبر الجبال بالتعاون مع النظام السوري، ويواجه تحديات بسبب الانكشاف الأمني أمام إسرائيل، التي تتبع سياسة عدوانية في سورية.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مراقبته اللصيقة للأراضي السورية، خصوصاً تلك القريبة من الحدود، ولا يتردد في إطلاق النار على أي جسم يتحرك بدعوى الاشتباه في أنه قد يكون متصلاً بنقل أسلحة أو أنشطة إلى مجموعات مرتبطة بحزب الله. في هذا السياق، استهدفت قوات الاحتلال، مساء أول من أمس الخميس، بنيران الدبابات والمدفعية، الطرق الرئيسية في الريفين الأوسط والجنوبي لمحافظة القنيطرة، قرب الحدود السورية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكر الناشط أيمن أبو محمود من "تجمع أحرار حوران" المحلي المعني بتغطية أخبار المنطقة الجنوبية، لـ"العربي الجديد"، أن القصف طاول طرقاً رئيسية رابطة بين بلدات ريف القنيطرة الأوسط، مثل الطريق بين بلدتي بريقة وبيرعجم، والطريق الواصل بين بلدتي كودنة والرفيد في الريف الجنوبي، قرب الشريط الفاصل بين الأراضي السورية ومنطقة الجولان المحتل، إضافة إلى الطريق بين بلدتي الرفيد والمعلقة جنوبي محافظة القنيطرة، فيما سقطت أربعة قذائف أخرى في الأراضي الزراعية جنوب بلدة الرفيد. وأشار إلى أن القصف كان بقذائف الدبابات الإسرائيلية من نقطتي الاحتلال في تل الجلع وتل عكاشة، من دون أن يسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين.


أيمن أبو محمود: قوات الاحتلال تسعى كما هو واضح إلى شل الحركة في المناطق الحدودية

وشنّت طائرات الاحتلال، الثلاثاء الماضي، غارات على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام في درعا والسويداء، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى من قوات النظام، وتدمير عدد من منظومات الرادار والإنذار المبكر. كما تمركزت دبابات إسرائيلية، الأربعاء الماضي، مقابل بلدة حضر في ريف القنيطرة الشمالي، وعمدت إلى شق طرق قرب السياج الحدودي. وسبق ذلك توغل قوة إسرائيلية بعمق نحو 200 متر داخل الأراضي السورية قرب بلدة جباتا الخشب في محافظة القنيطرة، ترافقها جرافات ومعدات لحفر خنادق، حيث عمدت إلى جرف الأراضي الزراعية وحفر خنادق وبناء سواتر ترابية.

حراك حزب الله

وجاء ذلك رغم تأكيد ناشطين محليين أنه لم تلاحظ أي تحركات لحزب الله أو المقاتلين الموالين لإيران في منطقة الحدود في الأشهر الأخيرة، إذ تواروا عن الأنظار خشية استهدافهم من جانب إسرائيل، وذلك بعد أن استهدفت قوات الاحتلال في أوقات سابقة متعاونين مع حزب الله عند الحدود مع الجولان السوري المحتل والحدود السورية ـ اللبنانية، ما أدى إلى تقليص كبير في تحركاتهم خشية أن يطاولهم الاستهداف. وحول هذه السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى مراقبة أنشطة حزب الله في سورية، ومنع وصول أسلحة أو مقاتلين إلى لبنان بحسب الإدعاءات الإسرائيلية، قال المحلل السياسي محمد جزار، لـ"العربي الجديد"، إن إسرائيل تراقب بالفعل من كثب كل ما يجري في سورية عبر المسيّرات التي تنشط بكثافة، إضافة إلى عملائها على الأرض.


محمد جزار: حزب الله لا يعتمد في الواقع على المعابر الشرعية في تنقلاته

استخدام المعابر

وأوضح جزار أن الحزب لا يعتمد في الواقع على المعابر الشرعية في تنقلات أفراده أو استقدام أسلحة ومعدات عسكرية عبر الأراضي السورية، ولديه طرق أخرى "غير رسمية" عبر الجبال بين البلدين، بالتعاون مع سلطات النظام السوري، أو من دون علمها في بعض الأحيان، عندما يتعلق الأمر بتنقلات بسيطة، خصوصاً أن للحزب نفوذاً في بعض المناطق الحدودية على الجانبين السوري واللبناني. ولفت جزار إلى أن الحزب يواجه معضلة حقيقية كما هو واضح جراء "الانكشاف الأمني" الكبير أمام إسرائيل، ليس في ما يخص الحركة عبر الحدود السورية - اللبنانية وحسب، بل داخل الأراضي السورية، إذ نشطت عمليات الاغتيال لأشخاص مرتبطين بالحزب في قلب دمشق، فضلاً عن الانكشاف الأمني في معقل الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت، والذي أسفر حتى الآن عن اغتيال قادة الصف الأول فيه.

وأضاف أن إسرائيل باتت تتبع سياسة أكثر عدوانية وهجومية في سورية، ولا تتردد في ضرب أي هدف لمجرد الشك في أن له علاقة مع حزب الله وإيران، حتى لو تسبب ذلك بسقوط مدنيين سوريين. واستبعد أن يكون للنظام في دمشق أي موقف جدي لمواجهة هذه الاعتداءات أبعد من بيانات الشجب والاستنكار. وتخضع منطقة الحدود بين سورية وفلسطين المحتلة لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سورية وإسرائيل في عام 1974 عقب حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، تحت إشراف قوات الفصل الدولية (أندوف). كما نشرت روسيا أخيراً العديد من نقاط المراقبة قرب الحدود بهدف ضبط أي تجاوزات من الجانب السوري.