استمع إلى الملخص
- تم تدمير 32 موقعًا للإرهابيين، مع استمرار العمليات الجوية باستخدام الذخيرة المحلية. القوات التركية تؤكد التزامها بمكافحة الإرهاب مع اتخاذ احتياطات لحماية المدنيين والأصول الثقافية.
- العمليات التركية تركز على مناطق في إقليم كردستان، مستهدفة قيادات حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية.
أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق، في عملية جديدة تأتي بعد ساعات من الاعتداء الذي تعرضت له أنقرة أمس، وأسفر عن سقوط خمسة قتلى و22 جريحاً.
ووفقاً لبيان للوزارة نشرته وكالة الأناضول، فإنّ "قواتها شنّت عملية بما يتماشى مع حق الدفاع عن النفس، وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وأن هدف العملية القضاء على خطر الهجمات الإرهابية التي تستهدف الشعب والقوات التركية وضمان أمن الحدود، عبر تحييد إرهابيي تنظيم حزب العمال الكردستاني والعناصر الإرهابية الأخرى في شمال العراق وسورية".
وأكدت "تدمير 32 موقعاً تابعاً للإرهابيين، وأن العمليات الجوية ما زالت مستمرة بكل حزم"، مبينة أنه "تم تحييد العديد من الإرهابيين باستخدام أكبر قدر ممكن من الذخيرة المحلية والوطنية في العمليات". وأضافت أن "القوات المسلحة التركية، ستواصل الكفاح ضد الإرهاب بكل عزيمة وإصرار حتى القضاء على آخر إرهابي، من أجل ضمان بقاء وأمن بلدنا وأمتنا"، مشيرة إلى "اتخاذها جميع الاحتياطات اللازمة لمنع إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء والعناصر الصديقة والأصول التاريخية والثقافية والبيئة خلال العمليات".
ولا يصدر عن حزب العمال الكردستاني أي توضيحات بشأن حجم الخسائر والأضرار التي يتكبدها خلال اشتباكاته وعمليات القصف التي يتعرض لها من قبل الطيران والمدفعية التركية. من جهته، أكد ضابط في قوات البشمركة الكردية في شمال العراق، أنّ "الهجمات نفذت ليل أمس على مواقع محددة للعمال الكردستاني في دهوك وضواحي سنجار غربي نينوى". وأوضح لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "ألسنة النيران وأعمدة الدخان شوهدت من على مسافات بعيدة من المواقع المستهدفة، إلا أنّ حجم الخسائر والأضرار التي نجمت عنها لم تُعرف بعد".
غير أنّ الناشط السياسي في دهوك كوران حسن تحدث لـ"العربي الجديد"، عن خسائر بشرية بصفوف مسلحي "العمال الكردستاني" خلال هجمات الليلة الفائتة، مضيفاً أنّ "الهجمات طاولت قرى غير مأهولة ويستقر فيها حزب العمال على الحدود مع تركيا، لذا لا خسائر بشرية بالنسبة للمدنيين، والخسائر تركزت بين مسلحي الحزب وهناك جرحى وصلوا لأحد المستشفيات الخاصة بمدينة سنجار".
وتواصل القوات التركية سلسلة من العمليات العسكرية الانتقائية في الشمال العراقي، ضمن نطاق نينوى والسليمانية في إقليم كردستان، تتركز خصوصاً في سنجار وقنديل وسيدكان وسوران والزاب وزاخو. وتضمنت العمليات الأخيرة قصفاً جوياً واغتيالات طاولت قيادات بارزة في حزب العمال الكردستاني المعارض، الذي يُنفذ اعتداءات متكررة داخل تركيا، وتصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية".
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر "العمال الكردستاني" في عدة مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا. وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى قتل المئات من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.