أفادت مصادر أمنية عراقية، اليوم الجمعة، بأنّ هجوماً صاروخياً استهدف قاعدة للجيش التركي في محافظة نينوى شمالي العراق، فيما تبنى فصيل عراقي مسلح تنفيذ الهجوم.
الهجوم هو الثاني من نوعه اليوم، إذ استهدفت طائرتان مسيّرتان صباحاً، قاعدة عسكرية تابعة للجيش التركي، في بلدة بامرني بقضاء العمادية بمحافظة دهوك، فيما تمكنت دفاعات الجيش التركي من إسقاطهما قبل الوصول إلى أهدافها.
ووفقاً لمصادر نقلت عنها وكالات أنباء عراقية محلية، فإنّ "عدداً من الصواريخ استهدف قاعدة زليكان العسكرية التركية في بلدة بعشيقة في محافظة نينوى"، دون أن يتضح بعد حجم الخسائر والأضرار.
من جهتها، نقلت منصات إخبارية لفصائل مسلحة عراقية، على تطبيق "تيليغرام"، أنّ "14 صاروخاً نوع غراد استهدفت القاعدة التركية في بعشيقة".
وتبنى فصيل عراقي مسلح يطلق على نفسه اسم "المقاومة الإسلامية لواء أحرار العراق" الهجوم، وقال، في بيان له، إنّ "العملية جاءت ثأراً لشهدائنا الذين مستهم صواريخ غدر الاحتلال التركي في محافظة دهوك".
وأضاف البيان: "نتبنى استهداف قاعدة الاحتلال التركي في زليكان برشقة صواريخ نوع غراد 122 ملم، أصابت عمق القاعدة وهذه ما هي إلا البداية".
ويأتي هذا بعدما اتهمت الحكومة العراقية الجيش التركي بتنفيذ القصف الذي أوقع، أول أمس الأربعاء، تسعة قتلى و22 جريحاً من السياح العراقيين في مصيف في زاخو بمحافظة دهوك.
وتواصل أحزاب سياسية وفصائل مسلحة حملة تحريض ضد تركيا، فدعا الأمين العام لمليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، إلى إخراج القوات التركية من العراق فوراً بقرار من البرلمان العراقي، وقال في تصريح صحافي، الجمعة، إنّ "القصف التركي في زاخو جريمة نكراء واضحة الملامح والأدلة عليها كاملة".
وأضاف أنّ "الأجهزة الأمنية أكدت أن السلاح والقذائف المستخدمة بقصف دهوك تركية"، مشدداً على أنّ "أي محاولة تنصل من جانب الحكومة التركية مرفوضة، وعليها الاعتراف وتحمل مسؤولية الجريمة".
واعتبر الخزعلي موقف الحكومة العراقية "ضعيفاً وغير مقبول، ولا يتناسب مع انتهاك سيادة وحرمة الدم العراقي"، متوعّداً أنّ "موقف البرلمان وفصائل المقاومة وموقف أبناء الشعب سيكون بمستوى حدث القصف التركي، وأن فصائل المقاومة حاضرة لتنفيذ قرار الشعب العراقي والبرلمان".
وسلمت وزارة الخارجية العراقية، يوم أمس الخميس، السفير التركي في بغداد علي رضا غوناي مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، وطالبت بانسحاب القوات التركية من العراق.
وكان الجيش العراقي قد أعلن، الخميس، البدء بالتحقيق لمعرفة تفاصيل الهجوم، فيما قرر البرلمان العراقي عقد جلسة، السبت المقبل، لمناقشة القصف.
يتواصل التصعيد سياسياً في بغداد ضد الجانب التركي، على الرغم من نفي أنقرة صلتها بالهجوم المدفعي الذي استهدف المنتجع السياحي وإلقاء المسؤولية على مسلحي "حزب العمال الكردستاني" الذي ينشط في المنطقة.