صاروخ مجدل شمس: الاحتلال يصرّ على اتهام حزب الله ويهدد بالرد

28 يوليو 2024
من مكان واقعة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، 28 يوليو 2024 (ميناحيم كاهانا/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله**: اتهم رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، حزب الله بالمسؤولية عن حادثة مجدل شمس، التي أدت إلى مقتل 12 شخصاً. نفى حزب الله الاتهامات عبر بيان على "تليغرام".

- **دعم أمريكي لإسرائيل وتصعيد عسكري**: أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، دعمه لمزاعم إسرائيل، مما أدى إلى شن جيش الاحتلال غارات على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان.

- **انتقادات داخلية وتحميل نتنياهو المسؤولية**: انتقد محمد بركة الحكومة الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، محملاً إياه مسؤولية استمرار النزف وعدم وقف النار.

جدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، مساء السبت، اتهام حزب الله بالوقوف وراء حادثة مجدل شمس في هضبة الجولان السوري المحتل، التي أدت إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو ثلاثين آخرين. وقال هليفي خلال تفقده ملعب كرة القدم وحديقة الألعاب حيث سقط الصاروخ: "نعرف تماماً من أين أطلق الصاروخ اليوم. فحصنا بقايا الصاروخ هنا على جدار ملعب كرة القدم. (...) إنه صاروخ فلق برأس حربي يزن 53 كيلوغراماً. هذا صاروخ حزب الله"، معتبراً أن من يطلق صاروخاً كهذا على منطقة مبنية يريد قتل المدنيين والأطفال.

وأعرب هليفي عن دعمه للمجتمع الدرزي وسكان مجدل شمس، معلناً أن إسرائيل تعمل على زيادة استعدادها بشكل كبير للمرحلة التالية من القتال في الشمال، قائلاً: "عندما يتطلب الأمر، سنتصرف بقوة"، واعداً سكان شمالي الأراضي المحتلة بإعادتهم سالمين إلى منازلهم. وفي الوقت الذي يتهم فيه جيش الاحتلال حزب الله بالوقوف وراء إطلاق الصاروخ، قال الحزب في بيان نشره عبر قناته في "تليغرام" إنّ "المقاومة الإسلامية في لبنان تنفي نفياً قاطعاً الادعاءات التي أوردتها بعض وسائل إعلام العدو ومنصات إعلامية مختلفة عن استهداف مجدل شمس، وتؤكد أن لا علاقة للمقاومة بالحادث على الإطلاق، وتنفي نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة بهذا الخصوص".

بلينكن يدعم مزاعم إسرائيل

ودعمت واشنطن الادعاءات الإسرائيلية، حيث أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن "كل المؤشرات" تدل على أن حزب الله اللبناني أطلق الصاروخ على الجولان المحتل. وقال بلينكن رداً على سؤال في مؤتمر صحافي في طوكيو اليوم الأحد: "لا يوجد مبرر للإرهاب"، مضيفاً أن "كل المؤشرات تدل على أن الصاروخ كان بالفعل من حزب الله. نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية".

وأعلن جيش الاحتلال صباح اليوم الأحد، ضرب سلسلة أهداف تابعة لحزب الله في جنوب وعمق لبنان، بينها ما زعم أنها مخابئ للأسلحة وبنى تحتية في شبريحا، برج الشمالي، البقاع، كفركلا، رب ثلاثين، الخيام، وطيرحرفا. وفي السياق، قالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية إن الغارة على بلدة برج الشمالي أدت إلى سقوط جرحى من السكان، وإلى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية والمنازل المحيطة بالمكان المستهدف، كذلك أدت الغارة على بلدة طيرحرفا إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات. وتحدثت الوكالة كذلك عن استهداف مسيّرة إسرائيلية بصاروخين منزلاً عند أطراف بلدة طاريا في البقاع، شرقيّ لبنان، في وقت اقتصرت الأضرار على الماديات.

وزعم جيش الاحتلال، بعد تحقيقات أولية، أنّه كان من الصعب على منظومة الدفاعات الجوية التصدّي للصاروخ الذي سقط على مجدل شمس، مضيفاً في بيان: "تقديراتنا الاستخباراتية تشير إلى أن حزب الله يقف وراء إطلاق الصاروخ من منطقة تقع شمال قرية شبعا في جنوب لبنان"، وأكد في بيان آخر أنّه يجهّز رداً على حزب الله الذي توعّده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن "يدفع ثمناً باهظاً". من جانبها، أفادت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" بأن قائدها على اتصال بالسلطات اللبنانية والإسرائيلية بشأن واقعة مجدل شمس، سعياً للحفاظ على التهدئة.

بركة: نتنياهو يتحمّل مسؤولية النزف

إلى ذلك، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في بيان اليوم الأحد: "لا شيء أقسى وأفظع من مشهد الأطفال المقتولين والذين تناثرت أشلاؤهم في ملاعب الطفولة وملاعب الحياة. صحيح أن مشهد قتل الأطفال، ومشهد فظائع تناثر أشلاء الأطفال يرافق حياتنا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، ولكننا نرفض رفضاً قاطعاً أن نعتاد هذا المشهد ونرفض أن يتحوّل إلى جزءٍ من حياتنا". وشدد بركة على أن إسرائيل عموماً وإسرائيل نتنياهو، غير مؤهلة على الإطلاق، ولا تملك الحق الأخلاقي في الحديث عن الإنسانية، ليس بسبب ما ترتكبه من جرائم في غزة وفي الضفة وحسب، إنما أيضاً بسبب الاحتلال الطويل لمرتفعات الجولان السوري المحتل منذ أكثر من 57 عاماً".

وتابع: "مجدل شمس ليست "قرية درزية في شمال إسرائيل" تفتقر إلى الملاجئ ووسائل الحماية كحال قرانا ومدننا العربية، إنما هي قرية شامخة، عربية سورية درزية محتلة، في جنوب سورية"، مؤكداً أن نتنياهو هو الذي يتحمل مسؤولية عدم وقف النار والنزف لأنه هو الذي يعاند ويتهرب ويماطل، بخلاف موقف معظم العالم، وحتى بخلاف رغبة أوساط إسرائيلية.

المساهمون