هاجم وزراء ونواب من الائتلاف الحاكم، وقيادات عسكرية في الاحتياط، ورؤساء مجالس استيطانية، اليوم الأربعاء، طابع الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على مستوطنات "غلاف غزة"، فيما عمّت حالة من خيبة الأمل على أداء "القبة الحديدية" في الرد على صواريخ المقاومة.
وقالت وزيرة "الاستيطان والمهام القومية" أوريت ستروك، في تصريح يبدو التطرف واضحاً فيه، إنّ "سكان غزة كان يجب أن يستيقظوا وقد دمرت عدة بنايات واغتيل عدد من كبار المسؤولين".
واتهمت ستروك في مقابلة مع الإذاعة العبرية، اليوم الأربعاء، الحكومة التي تشارك فيها بأنها "تواصل سياسات الحكومة السابقة، حيث إنّ غزة لا تدفع ثمناً مقابل الإرهاب الذي تمارسه حركة حماس"، على حد تعبيرها.
من جانبها، أعلنت حركة "المنعة اليهودية" التي يقودها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنّها لن تصوت إلى جانب الحكومة على مشاريع القوانين التي ستطرح اليوم في الكنيست، احتجاجاً على طابع ردود جيش الاحتلال على إطلاق الصواريخ من غزة.
ونقل موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" عن "المنعة اليهودية" البرلمانية قولها إنّ الرد على إطلاق الصواريخ كان "ضعيفاً".
وانضمت قيادات من حزب الليكود الحاكم إلى دائرة المنتقدين لسلوك الحكومة والجيش.
وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم الأربعاء، قال القيادي في حزب الليكود، النائب داني دانون، إنّه "عندما نقصف مخيمات عسكرية فارغة في ساعات متأخرة من الليل، فإننا نعمل فقط على تأجيل المواجهة القادمة".
وكان قادة المستوطنات اليهودية في منطقة "غلاف غزة" أكثر حدة في توجيه الانتقادات للحكومة والجيش.
ففي مقابلة مع الإذاعة الرسمية، طالب رئيس المجلس الاستيطاني "أشكول" جادي يركوني، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس هيئة أركان الجيش هرتسي هليفي، بالاستقالة إن لم يتمكنوا من استعادة الهدوء في المنطقة.
وانتقد رئيس بلدة "سديروت" ألون دفيدي، عدم إقدام الجيش على اغتيال قادة حركات المقاومة في قطاع غزة.
وفي مقابلة مع إذاعة جيش الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، أضاف دفيدي أنّ سلوك الحكومة والجيش "يبعث برسالة سيئة" لكل من الفلسطينيين والمستوطنين، و"خصوصاً رسالة أسوأ لإيران".
أما المدير السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية الجنرال عاموس مالكا، فقد عزا ضعف الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ إلى ما أسماه "الانقلاب على النظام السياسي" الذي تنفذه حكومة نتنياهو.
ورأى المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهشوع، في تغريدة على حسابه على "تويتر"، أنّ إسرائيل "أهدرت فرصة" ولم تعمل على توظيف الرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في ترميم قوة ردعها، ليس فقط إزاء حماس، بل أيضاً إزاء إيران، تحديداً في اليوم الذي يزور فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سورية.
إلى ذلك، قال المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم" يوآف ليمور، إنّ الأصوات الداعية للرد بشكل قوي تتعالى داخل الحكومة.
وفي تحليل نشرته الصحيفة، اليوم الأربعاء، أشار ليمو إلى أنّ نتنياهو معروف بأنه "محافظ ويتجنب أي عملية يمكن أنّ تفضي إلى التصعيد والتورط"، على حد تعبيره.
خيبة أمل من أداء "القبة الحديدية"
تسود في إسرائيل حالة من خيبة الأمل من أداء منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدة" وفشلها في اعتراض عدد من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، أمس الاثنين، وسقطت داخل التجمعات الاستيطانية في منطقة مستوطنات "غلاف غزة".
في السياق، قال المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوسي يهشوع، إنّ منظومة القبة الحديدية نجحت في اعتراض 67% فقط من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة.
وكتب يهشوع على حسابه على "تويتر"، أنّ أداء "القبة الحديدية" في أثناء إطلاق الصواريخ قبل شهر من جنوب لبنان كان أقل نجاحاً.
وأعاد يهشوع إلى الأذهان حقيقة أنّ "القبة الحديدية" تمكنت من إسقاط 96% من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة في أثناء الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على حركة "الجهاد الإسلامي" قبل حوالى عام.
من جانبه، حذر المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" طال لفرام، من تداعيات الاعتماد على منظومة "القبة الحديدية".
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة "103 أف أم"، لفت لفرام إلى أنّ الاعتماد على منظومة دفاعية ينطوي على مخاطر كبيرة، رغم إسهام "القبة الحديدية" في تأمين الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
وقد أبلغ الناطق بلسان جيش الاحتلال المراسلين العسكريين في إسرائيل أنه فتح تحقيقاً في أداء "القبة الحديدية" بعد إخفاقها في اعتراض صواريخ أطلقت من قطاع غزة.
ويُشار إلى أنّ بعض دول العالم أبدت اهتماماً بالحصول على "منظومة القبة الحديدية"، ولا سيما أوكرانيا، التي طالبت بالحصول على المنظومة في إطار سعيها لتقليص تأثير الصواريخ الروسية التي تسقط على مدنها.