هدم منشآت واعتداءات للمستوطنين في الضفة وسط اعتقالات في بيرزيت

10 يناير 2022
تستمر اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الفلسطينيين في مناطق الضفة (ناصر اشتية/غيتي)
+ الخط -

اعتقلت قوات الاحتلال عدة طلبة من جامعة بيرزيت، شمال رام الله، وأصابت أحدهم، بينما هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي أسواراً إسمنتية وبركسات، في المنطقة الشرقية من بلدة العيسوية في القدس المحتلة، في أراض أعلنت وضع يدها عليها لصالح إقامة "الحديقة الوطنية".

وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات، في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس، ونفذ مستوطنون اقتحامات للمسجد الأقصى واعتدى آخرون منهم على فلسطينيين قرب رام الله. 

كما عززت قوات الاحتلال مساء اليوم، من تواجدها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة في أعقاب التوتر الشديد الذي تسببت به الجولة الاستفزازية التي قام بها عضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير، وتستحي مامو من قادة جمعية "نحلات شمعون" الاستيطانية للحي.

وحدث خلال ذلك مشادة كلامية كادت أن تتطور إلى اشتباك بالأيدي بين بن غفير ومرافقه وعدد من أهالي الحي بعد إطلاق بن غفير تهديدات للأهالي هناك بالاستيلاء على منازل الفلسطينيين في الحي.

وأفاد المواطن صالح دياب أحد أهالي حي الشيخ جراح في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن شرطة الاحتلال "لم تحرك ساكنا خلال محاولة بن غفير الاعتداء عليه؛ وأمنت الحماية للمستوطنين الذين قاموا برفقة بن غفير بنصب شبكة كاميرات مراقبة متطورة فوق سطح بناية تطل مباشرة على منازل أهالي الحي".

"المستعربون" يقتحمون "بيرزيت"

واقتحمت فرق "مستعربون" (قوات خاصة من جيش الاحتلال)، عصر اليوم الاثنين، مدخل جامعة بيرزيت، شمال رام الله، واختطفت طالبين من الجامعة، وأصابت أحد الطلبة بالرصاص واعتقلته، وفق ما أكده منسق القطب الطلابي محمد فقها لـ"العربي الجديد".

وأوضح فقها أن الطلبة الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال من جامعة بيرزيت هم: محمد الخطيب، وهو أحد كوادر القطب الطلابي، ووليد حرازنة وهو منسق كتلة الوحدة الطلابية، ومنسق الكتلة الإسلامية، إسماعيل البرغوثي، وهو مصاب في القدم إصابة طفيفة بالرصاص، ونقل إلى مستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي، وقسام نخلة، وهو أحد كوادر الحركة الطلابية، وعبد الحافظ شرباتي، وهو منسق كتلة "الاتحاد" التابعة لحزب الشعب.

من جانبها، قالت جامعة بيرزيت في بيان صحافي، "جريمة جديدة ترتكبها قوات الإجرام الصهيوني تجاه جامعة بيرزيت وطلبتها، حيث اقتحمت قوات المستعربين وجيش الاحتلال مدخل الجامعة الشمالي وأطلقت الرصاص الحي على الطلبة، فأصابت واعتقلت عدداً منهم".

ودانت الجامعة هذا الاعتداء السافر، وطالبت المؤسسات الدولية والحقوقية بالتدخل من أجل حماية المؤسسات التعليمية، وأكدت أن محاميها يعمل على معرفة أوضاع الطلبة ومتابعتهم.

سياسة الهدم متواصلة

وفتشت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدداً من منازل الفلسطينيين في قرية الكرمل، جنوب الخليل في الضفة الغربية، وعبثت بمحتوياتها.
كما هدمت طواقم من بلدية الاحتلال في القدس اليوم، توسعة لحدود مقبرة "أم طوبا" جنوب مدينة القدس، بحجة بنائها دون ترخيص.
وقال جمال أبو طير، عضو لجنة بلدة أم طوبا، لـ"العربي الجديد"، "إن الأهالي فوجئوا اليوم، بهدم أسوار المقبرة وتجريف ما فيها من قبور، علماً بأن المقبرة الجديدة كانت عبارة عن توسعة للمقبرة القائمة حالياً، والتي لم تعد تستوعب موتى جددا، وأمهلت طواقم الهدم اللجنة مدة ثلاثة أيام لإزالة أنقاض ما تم هدمه تحت طائلة فرض المخالفة والغرامة عليهم".

من جانب آخر، أفاد محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في بلدة العيسوية، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن جرافات تابعة لبلدية الاحتلال، في القدس، ووزارة الداخلية وسلطة الطبيعة الإسرائيليتين، تواصل التجريف في تلك الأرض البالغة مساحتها أكثر من 400 دونم، والعائدة لأهالي البلدة، لصالح إقامة "الحديقة الوطنية" والتي تمتد أيضاً على أراضي الطور والعيزرية.

على صعيد آخر، أجبرت سلطات الاحتلال عائلة أبو كف المقدسية على هدم منزلها، في قرية صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، بحجة البناء دون ترخيص.
من جانب آخر، اقتحمت طواقم الهدم التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، اليوم الاثنين، بلدة سلوان جنوبي البلدة القديمة من القدس، وسلمت مزيداً من أوامر هدم المنازل لمواطنين في البلدة، بعضها قيد الإنشاء، وفق ما أفادت به مصادر محلية "العربي الجديد".

وسلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، إخطارات بوقف البناء بمنشأتين زراعيتين، شرق قلقيلية شمال الضفة، بحجة البناء دون ترخيص، وفق ما صرّح به مسؤول ملف الاستيطان في قلقيلية، محمد أبو الشيخ، لـ"العربي الجديد".

اقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم

على صعيد آخر، استأنف المستوطنون اليوم، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأٌقصى بحماية شرطة الاحتلال الخاصة، التي واصلت تشديد تدابيرها المشددة داخل الباحات، خاصة ضد حراس الأقصى، وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

واقتحم عشرات المستوطنين يتقدمهم عضو الكنيست الإسرائيلية المتطرف إيتمار بن غفير، ونائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس آريه كينج، مساء اليوم الإثنين، حي الشيخ جراح في مدينة القدس، بحماية شرطة الاحتلال، وحاولوا اقتحام أرض عائلة سالم المهددة بالإخلاء من منزلها وأرضها في الحي، وتصدى لهم الأهالي ومنعوهم من الدخول.
إلى ذلك، أصدرت سلطات الاحتلال اليوم، قرارًا بحق الأسير المحرر، محمد حمد، من شعفاط شمال القدس، بمنع دخوله الضفة الغربية لمدة 6 أشهر، وعدم التواصل مع بعض الأشخاص، علمًا بأنه قضى 7 سنوات في سجون الاحتلال.

واليوم أيضا، هاجم مستوطنون بالحجارة، مركبات الفلسطينيين، قرب مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أفادت به مصادر محلية "العربي الجديد".

وأشارت المصادر إلى أن المستوطنين هاجموا منازل الفلسطينيين بالحجارة في قرية بيتين شرق رام الله وسط الضفة الغربية، على مرأى من قوات الاحتلال، لكن الأهالي تصدوا لهم، وحينها تدخلت قوات الاحتلال لحماية المستوطنين، الذين انسحبوا لاحقا.

من جانب آخر، جرَف مستوطنون، اليوم الاثنين، عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين القريبة من مستوطنة "يتسهار"، المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس شمال الضفة، وفق تصريحات لمدير عام النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية قاسم عواد.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر محلية وصحافية بأن مستوطنًا اعتدى على المقدسية، عبير أبو جمل، من بلدة جبل المكبر جنوب القدس، أثناء ذهابها إلى رام الله عن طريق حاجز الجيب المقام شمال غرب القُدس، ما أدى لإصابتها إصابة طفيفة، ونقلت على أثرها للمستشفى لتلقي العلاج.

اعتقالات في مناطق متفرقة

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، شابين من بلدة بيت عنان شمال غرب القدس، ومخيم قلنديا شمال القدس، بعد اقتحام منزليهما، فيما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، 3 فلسطينيين من مدينة القدس، وثلاثة فلسطينيين من بلدة بيتا، جنوب نابلس شمال الضفة، وشابين من مخيم الجلزون شمال رام الله، وشابا آخر من مخيم الأمعري في جنوبها.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عبد الرحمن صدقة من قرية عنزة جنوب جنين، ودهمت عدة منازل في قرية بير الباشا جنوب جنين شمال الضفة، بينها منزل الأسير يعقوب قاداري أحد الأسرى الذين تمكنوا من الفرار من سجن جلبوع قبل أربعة أشهر وأعاد الاحتلال اعتقالهم، وفق ما أفاد به لـ"العربي الجديد"، مدير نادي الأسير الفلسطيني منتصر سمور.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، ستة فلسطينيين من بلدة بيت فجار، جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، واعتقلت شابًا من مدينة بيت لحم، وشابًا آخر من بلدة الخضر جنوب الضفة، فيما كانت اعتقلت الليلة الماضية، شابًا من بلدة سلواد، شرق رام الله، أثناء مروره بحاجز "بيت إيل" العسكري، على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، الملاصقة لمدينة رام الله.

في حين، أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في صدره، الليلة الماضية، قرب قرية خربثا المصباح غرب مدينة رام الله، أثناء وجوده قرب جسر القرية، فيما اقتحمت قوات الاحتلال، اليوم الاثنين، المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، وفتشت عدة منازل.

على صعيد آخر، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس عشر على التوالي، حصار قرية برقة شمال نابلس شمال الضفة الغربية، بعدما تصدى الأهالي لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على قريتهم، ورفضًا لمحاولات المستوطنين العودة لمستوطنة "حومش" المخلاة المقامة على أراضيهم، حيث تواصل قوات الاحتلال إغلاق جميع مداخل برقة بالسواتر الترابية المرتفعة، باستثناء مدخلها الرئيس الغربي الذي تغلقه بحاجز عسكري لمراقبة تحركات أهالي القرية.

ومنذ السادس عشر من الشهر الماضي، تواصلت اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على القرى المحيطة بنابلس، وخاصة برقة، بعد عملية إطلاق النار التي نفذها مقاومون فلسطينيون وقتل فيها مستوطن وأصيب آخران.
 

المساهمون