يسود هدوء حذر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، صباح اليوم الثلاثاء، مع استمرار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مساء أمس الاثنين، والتي تخرقها بعض الرشقات النارية بين الفترة والأخرى.
ويسيّر الجيش اللبناني دوريات مكثفة وينفذ إجراءات أمنية مشدّدة على مداخل عين الحلوة، محذراً المواطنين من الاقتراب أو التواجد في محيط المخيم، حيث يسود الترقب المشهد وسط مخاوف من تجدّد الاشتباكات.
وقال مدير مستشفى الهمشري رياض أبو العينين، لـ"العربي الجديد"، إن عدد الجرحى وصل لغاية أمس إلى 41 جريحاً، وذلك منذ بدء الاشتباكات يوم السبت الماضي، مضيفاً أن هناك 7 ضحايا ضمنهم اللواء أبو أشرف العرموشي، الذي قُتل يوم الأحد في كمين مسلح بحي البساتين في مخيم عين الحلوة، مع أربعة من مرافقيه.
وأشار أبو العينين إلى أن الإصابات تتراوح بين المتوسطة والخفيفة، وقد تمت معالجة غالبية الجرحى الذين عادوا إلى منازلهم، وهناك 4 جرحى حالياً يتلقون العلاج في المستشفى لحاجتهم لعمليات جراحية.
ولفت مدير المستشفى إلى أن الوضع "حالياً هادئ"، وقرار وقف إطلاق النار مستمر منذ ليلة أمس، مع العلم أن هناك رشقات نارية تطلق، لكن لم تسجل اشتباكات ميدانية.
وبينما تخلو الطرقات من الناس، يجلس فلسطينيون أمام محالهم ودكاكينهم وأفرانهم يتحدثون عن الأحداث الأمنية ويترقبون ما ستؤول إليه الأوضاع.
ويقول أحد الفلسطينيين، بينما كان يجلس أمام فرنه، في حديثه مع "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن الوضع حالياً هادئ، لكن التخوف من ساعات الظهر، ولا سيما بعد دفن وتشييع الضحايا، إذ إن من المتوقع أن تتجدّد الاشتباكات رغم تمسك القوى الفلسطينية بتثبيت قرار وقف إطلاق النار.
ويلفت إلى أن غالبية الذين تركوا المخيم، وهم بأعداد كبيرة جداً، توجهوا إلى المساجد، بالإضافة إلى توجه البعض إلى مسبح مخصص للنساء فتح أبوابه للاجئين.
وقال القيادي في حركة "فتح" العقيد أبو إياد شعلان، لـ"العربي الجديد"، أمس الاثنين، إنّ "غالبية محاور مخيم عين الحلوة تشهد هدوءاً شاملاً، باستثناء محور حي الطوارئ الذي يعدّ معقل (الجهاديين)".
وأكد شعلان أنّ "حركة "فتح" التزمت بوقف إطلاق النار في جميع المحاور منذ أن تلقينا التعليمات بذلك، وتم التوصل إلى اتفاق حول الموضوع مع القوى الفلسطينية، لكن محور حي الطوارئ يخرق الاتفاق".
وعيّنت قيادة حركة "فتح" و"الأمن الوطني الفلسطيني – لبنان" العقيد أبو إياد شعلان، الاثنين، قائداً للأمن الوطني في منطقة صيدا، خلفاً للواء أبو أشرف العرموشي.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في بيان لها مساء أمس الاثنين، أن المواجهات في مخيم عين الحلوة أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وجرح 40 آخرين، فيما تضررت مدرستان تابعتان لها، بينما اضطر أكثر من 2000 شخص إلى مغادرة المخيم، هرباً من الاشتباكات.
وبدأت اشتباكات عنيفة في مخيم عين الحلوة، منذ مساء السبت الماضي، بين حركة "فتح" وآخرين من مجموعات إسلامية متشدّدة، لم توقفها كل الاتصالات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والقوى اللبنانية وفعاليات منطقة صيدا السياسية، رغم إعلان وقف إطلاق النار في أكثر من مرة، والتأكيد على تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية من أجل تسليم المرتكبين والمتورطين في الأحداث.