في مقال بعنوان "وحدة المدرعات في القتال تكشف عدم الجاهزية لحرب جدية"، رأت صحيفة "فزغلياد" الإلكترونية الروسية الموالية للكرملين، اليوم الاثنين، أن الصور ومقاطع الفيديو لقيام القوات الإسرائيلية باقتحام قطاع غزة التي تختارها المكاتب الصحافية للجيش الإسرائيلي بدقة حتى تخلق اللقطات انطباعا بأن جيشا مجهزا بالتكنولوجيا الحديثة ومدربا على القتال يخوض المعارك في القطاع، لا تعكس سوى قسم من الواقع.
أما القسم الآخر الذي ركزت الصحيفة على تحليله، فهو مقاطع فيديو تنشرها حركة "حماس" الفلسطينية وتظهر جميعا تقريبا أنها تستخدم ذخائر ثنائية تتيح إصابة وسائل الحماية الإضافية والدبابات بنجاح. وفي بعض الحالات، يعطل الفلسطينيون منظومات الحماية النشطة التي تعرف بها النسخ الأخيرة من دبابات "ميركافا" الإسرائيلية والقادرة على اعتراض القنابل المضادة للدبابات حتى قبل ملامستها الدرع.
ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن اللافت ليس ما يجري، وإنما كيف يجري، مستشهدة بمقطع فيديو يقترب فيه مقاتل مختبئ من "ميركافا"، ويضع عبوة متفجرة إلى منظومة الدفاع النشط، قبل أن يهرع إلى موقعه الأصلي. وبعد تعطيل المنظومة إثر انفجار، يدمر المقاتل ذاته الدبابة الإسرائيلية بواسطة قاذفة قنابل مضادة للدبابات من مسافة صفر.
ولفت كاتب المقال إلى الهدوء الكامل الذي يشعر به المقاتل الفلسطيني، لأنه طوال كل هذه العمليات لا يراه أحد في ظل محدودية الرؤية من الدبابة وانعدام مرافقة المشاة، خاصة وأن الدبابة لم تكن وحيدة متأخرة عن سربها، بل تلحظ مدرعات إسرائيلية أخرى، ولكن الرؤية منها محدودة للغاية أيضا.
"المشاة لا يسيرون خلف الدبابات"، هكذا لخصت الصحيفة المشكلة الكلاسيكية بأنها لا تقتصر على إسرائيل وعلى الحرب الراهنة، بل تطارد قادة الدبابات منذ ظهور أول دبابة تقريبا، لأنه "إذا كان العدو يتصرف بحرفية، والمشاة لا يبدون حزما، فيواجهون نيراناً مكثفة، ويرقدون ولا يتقدمون".
أما الدبابات، فهي صامدة أمام نيران الأسلحة النارية وقادرة على تحمل نيران الوسائل المضادة للدبابات لبعض الوقت، فتواصل التقدم، ولكنها تصبح وحيدة كما هو حال الدبابات الإسرائيلية في غزة في نهاية المطاف.