عرض موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، شريط إرشاد قصيرا يعممه جيش الاحتلال على جنوده في الضفة الغربية المحتلة، يوضح كيفية استخدام برنامج "الذئب الأزرق" الذي كانت صحيفة "واشنطن بوست" كشفت النقاب عنه الشهر الماضي، وبيّنت أن البرنامج يتيح لجنود الاحتلال التعرف على هوية الفلسطينيين من خلال صورهم، عبر إجراء تشبيك للصورة التي تلتقطها كاميرات الحراسة، المزروعة عند الحواجز العسكرية، وفي نقاط كثيرة في الضفة الغربية، على الطرقات الرئيسية وعلى امتداد الجدار الفاصل، مع رقم بطاقة الهوية أو أرقام لوحة السيارة.
وبيّن الشريط المصور ما كانت أكدته "واشنطن بوست" من أن الاحتلال كان قد بنى نظام معرفات شخصية للفلسطينيين شبيها بنظام وصفحات "فيسبوك"، ويرد البرنامج وشريط الفيديو الجنود إلى كيفية تحديد وربط أكبر عدد ممكن من آلاف الصور للفلسطينيين مع أصحابها، عبر اختراق واضح لخصوصية المواطن الفلسطيني. وينتهي الشريط الإرشادي القصير، بالتأكيد على أن الجيش يجري باستمرار إحصاء لعدد الصور أو "الأشخاص" الذين تمكن جنود الوحدة من تحديد هوياتهم.
وكان جيش الاحتلال عقّب على تقرير "واشنطن بوست"، الشهر الماضي، زاعمًا أن هذا البرنامج يساعد على تقليل الاحتكاك بين جنود جيش الاحتلال وبين الفلسطينيين.
وبحسب تقرير الصحيفة الأميركية، فإن عشرات آلاف الفلسطينيين، إن لم يكن مئات الآلاف منهم، وقعوا ضحية لهذه التقنيات، التي تعتمد على نشر آلاف الكاميرات في مختلف أنحاء الضفة الغربية. ويشكل هذا البرنامج "الذئب الأزرق" إحدى الوسائل التكنولوجية الأكثر تطورا التي تحدث الجيش الإسرائليي عن امتلاكها واستخدامها دون الإفصاح عن حقيقتها.
ويحدد شريط الفيديو، الذي نشره موقع "معاريف" مصحوبا بشرائح مصورة، كيفية الربط بين وجه الفلسطيني على الحاجز وبين رقم بطاقة هويته، أو بينه وبين سيارته: "يمكن التعرف على شخص ما بثلاثة طرق: "رقم بطاقة هويته، والتعرف على الوجه، وصورة لبطاقة الهوية".
ويلفت الموقع إلى أن شركات دولية مختصة في مجال صناعة الكاميرات ووسائل تكنولوجية أخرى أوقفت تعاملها مع جيش الاحتلال على أثر تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الشهر الماضي.