هل تتحول مولدوفا إلى ساحة حرب جديدة؟

12 مارس 2023
انفصاليان يحملان علماً روسياًَ في مولدوفا، 3 مارس الحالي (فلاديسلاف باشيف/رويترز)
+ الخط -

وسط مخاوف من جرّ مولدوفا إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، تواصل السجال الحاد بين موسكو وكيشيناو مع دعوة وزير الدفاع المولدوفي أناتولي نوساتي روسيا إلى سحب أو إتلاف مخزن هائل للأسلحة السوفييتية القديمة يقع على أراضي "جمهورية بريدنيستروفيا (ترانسنيستريا)" الانفصالية عن مولدوفا، المعلنة من جانب واحد.

وجاءت الدعوة بعد يوم من إعلان سلطات الجمهورية الانفصالية عن إحباط مخطط اعتداء، ادّعت فيه أن الأجهزة الأمنية الأوكرانية أعدته في عاصمة "الجمهورية الانفصالية" تيراسبول لتصفية عدد من المسؤولين فيها.

وتوترت العلاقات بين موسكو وكيشيناو منذ انتخاب مايا ساندو ذات التوجهات الأوروبية رئيسة لمولدوفا في 2020. وارتفعت حدة الخلافات والسجالات منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا وموقف مولدوفا الداعم لأوكرانيا. ومنذ بداية الحرب تردد اسم مولدوفا وترانسنيستريا أكثر من مرة كهدف عسكري محتمل للجيش الروسي تارة، وللجيش الأوكراني تارة أخرى.

وفي بداية الشهر الماضي، ولدى سؤاله عمن هو البلد التالي الذي يمكن أن يتحول إلى بلد معاد لروسيا، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن مولدوفا يمكن أن تؤدي هذا الدور.

وعزا ذلك إلى شخصية الرئيسة مايا ساندو التي "نُصبت على رأس البلاد من خلال أساليب محددة بعيدة كل البعد عن الحرية والديمقراطية". وادّعى أنها "تحمل الجنسية الرومانية، وهي مستعدة للاندماج مع رومانيا والقيام بأي شيء تقريباً، كما أنها تندفع نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي".


كيربي: واشنطن تكثف تعاونها مع كيشيناو حول النشاطات الروسية

لكن تعثر العملية العسكرية الروسية (الاسم الروسي لغزو أوكرانيا)، وإخفاق الجيش الروسي في التقدم في جنوب غربي أوكرانيا، قلّل من خطر دعم روسيا للانفصاليين في ترانسنيستريا بشكل مباشر، عن طريق ربط الجمهورية الانفصالية بالبرّ الروسي عبر شريط طويل يمتد من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا أو تطمح إلى احتلالها، ويبدأ من دونيتسك ولوغانسك ويمر عبر ماريوبول وزابوريجيا وأراضي شبه جزيرة القرم (التي ضمّتها روسيا بالقوة في عام 2014) وصولاً إلى خيرسون وميكولايف وأوديسا.

واتهمت الولايات المتحدة أول من أمس الجمعة روسيا بمحاولة زعزعة استقرار مولدوفا، خصوصاً عبر استخدام الاحتجاجات في الشوارع، للإتيان بحكومة موالية لموسكو في نهاية المطاف.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: "نعتقد أن روسيا تتبع خيارات لإضعاف حكومة مولدوفا، على الأرجح بهدف رؤية إدارة صديقة لروسيا". وأضاف: "يسعى لاعبون روس، بعضهم لديه صلات حالية بالاستخبارات الروسية، لتنظيم احتجاجات في مولدوفا واستخدامها أساساً لإثارة تمرد مصطنع ضد حكومة مولدوفا".

وتابع كيربي: "نحن نثق بالمؤسسات الديمقراطية والاقتصادية في مولدوفا وقدرتها على مواجهة هذه التهديدات، وبالطبع، سنواصل تقديم دعم ثابت". وأشار إلى أن الولايات المتحدة تكثف عملية تبادل المعلومات حول النشاطات الروسية في البلاد مع مولدوفا "حتى تتمكّن من إجراء مزيد من التحقيقات وتعطيل الخطط الروسية".

هيروشيما كامنة

وجدد وزير دفاع مولدوفا أناتولي نوساتي في حوار أول من أمس الجمعة مع قناة "جورنال تي في" المولدوفية دعوة روسيا إلى سحب أو التخلص من الذخيرة المخزنة في "جمهورية ترانسنيستريا" الانفصالية في البلاد على الفور.

وأوضح الوزير أن "مستودع الأسلحة في كولباسنا يعود إلى روسيا، ويجب إخلاؤه، لكن يجب أن يتم ذلك على أساس تحليل واضح. ما يمكن إخراجه، يجب أن ينقل، وما يشكل خطراً، يجب التخلص منه بطرق محددة".

ومعلوم أن روسيا تحتفظ بمخزن كبير للأسلحة في قرية كولباسنا في أراضي ترانسنيستريا. وجمعت روسيا في هذه القرية أسلحة وذخائر سُحبت من بلدان أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي (1991) وتفكك حلف وارسو (حلف ضم الدول الدائرة في فلك السوفييت بين عامي 1955 و1991).

وتضمّ المخازن حالياً ما بين 19 و21 ألف طن من الذخائر، تشير تقديرات إلى أن نحو 57 في المائة غير صالحة للاستخدام. وتصرّ مولدوفا على سحب هذه الذخائر، لكن السلطات الانفصالية أوقفت عملية السحب التي بدأت في عام 2001، بعد توتر العلاقات بينها وبين السلطة المركزية في مولدوفا.

وبالإضافة إلى الذخيرة، توجد هناك أكثر من 100 دبابة، وحوالي 50 مركبة قتال مشاة، وأكثر من 100 ناقلة جند مدرعة، وأكثر من 200 نظام صاروخي مضاد للطائرات، ومركبات قتالية، وأنظمة راجمات صواريخ "غراد"، وقطع مدفعية، ومدافع هاون، ومركبات استطلاع، وما يقرب من 35 ألف مركبة، وحوالي 500 وحدة من المعدات الهندسية، و130 عربة من المعدات الهندسية و1300 طن من الذخيرة الهندسية، و30 ألف بندقية آلية، ومدافع رشاشة ومسدسات.

ويحذر خبراء من أن انفجار الذخائر في المخزن سوف يتسبّب في انفجار تعادل قوته قوة القنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية (6 أغسطس/ آب 1945) في نهاية الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945).

وتحتفظ روسيا بنحو 1500 جندي روسي في ترانسنيستريا. وتحمّل روسيا الحكومة المركزية في مولدوفا مسؤولية عدم استكمال سحب الذخائر أو إتلافها، وفي الشهر الماضي اتهم أكثر من مسؤول روسي الجانب الأوكراني بمحاولة الهجوم على ترانسنيستريا من أجل الحصول على ذخائر، الأمر الذي نفاه الأوكرانيون.

حرب هجينة بوسائل متعددة

وفي الشهر الماضي، اتهمت رئيسة مولدوفا مايا ساندو روسيا بالتخطيط لاستخدام "مخربين" أجانب للإطاحة بحكومتها. وقالت في مؤتمر صحافي يوم 13 فبراير/ شباط الماضي إن مخطط "المؤامرة" كان يشمل تنظيم "احتجاجات من قبل ما يسمى بالمعارضة" بهدف "قلب النظام الدستوري".

وذكرت ساندو أن روسيا كانت تخطط لاستخدام "مخربين لهم خبرة عسكرية، متخفين بملابس مدنية، للقيام بأعمال عنف، وشن هجمات على مؤسسات الدولة وأخذ رهائن". وزادت أن المؤامرة شملت وصول مواطنين من روسيا ومونتينيغرو وبيلاروسيا وصربيا إلى مولدوفا.

وحضت ساندو برلمان مولدوفا على تبني قوانين تمنح جهاز المخابرات والأمن في البلاد والنيابة العامة: "الوسائل الضرورية لمواجهة التهديدات للأمن القومي بشكل أكثر فعالية"، وخلصت إلى أن "محاولات الكرملين لنشر العنف في بلادنا ستفشل".

وجاءت تصريحات ساندو بعد أيام من إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أجهزة الاستخبارات في بلاده كشفت عن مخطط روسي لخلق الفوضى في مولدوفا عقاباً على موقفها الرافض للحرب، وأعلمت السلطات المولدوفية بالتفاصيل. ونفت موسكو الاتهامات الأوكرانية والمولدوفية بشأن سعيها لزعزعة الاستقرار في مولدوفا.


يضم جيش ترانسنيستريا 8 آلاف جندي مدعوم بـ1500 روسي

وكانت كيشيناو قد اتهمت موسكو أكثر من مرة بشن حرب هجينة باستخدام المعارضة الداخلية، وتشجيع حركات انفصالية، والضغوط الاقتصادية، خصوصاً استخدام سلاح الغاز، إضافة إلى حرب إعلامية وحملة منهجية لتشجيع الاحتجاجات باستخدام الكنيسة ووسائل الإعلام الناطقة بالروسية وغيرها.

وفي خريف العام الماضي حمّلت كيشيناو موسكو المسؤولية عن تأليب المتظاهرين للخروج إلى الشوارع عبر الأحزاب المقربة منها. وشهدت شوارع مدن مولدوفا تظاهرات في مطلع الخريف الماضي على خلفية خفض روسيا إمدادات الغاز إلى مولدوفا بنحو الثلث، ولاحقاً أوقفت "غازبروم" ضخ الغاز الطبيعي نهائياً إلى مولدوفا بحجة عدم الإيفاء بالعقود الموقعة، ما تسبب في ارتفاع كبير في أسعار الغاز والكهرباء قرابة 2.7 مرة.

وفي بداية الشهر الماضي خرجت تظاهرات جديدة أدت إلى إطاحة رئيسة الوزراء السابقة ناتاليا غافريليتا بعد ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية منذ أكثر من 20 عاماً وبلوغه 30 في المائة، وتراجع الاقتصاد المولدافي بنحو 4 في المائة في العام الماضي متأثراً بتبعات الحرب الروسية على أوكرانيا.

وازدادت مشكلات مولدوفا في مجال الكهرباء بعد استهداف روسيا محطات الطاقة الأوكرانية، ومعلوم أن مولدوفا تحصل على الكهرباء من أوكرانيا منذ الحقبة السوفيتيية. كذلك عانت مولدوفا ضعيفة الموارد أصلاً من استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين.

وتواصل وسائل الإعلام الروسية المتابعة بشكل كبير في مولدوفا مهاجمة الرئيسة ساندو وتوجهاتها الأوروبية، وتقاربها مع حلف الأطلسي.

 إمرأة في كومرات عاصمة غاغاوزيا، 2 مارس الحالي (فلاديسلاف كوليومزا/رويترز)
إمرأة في كومرات عاصمة غاغاوزيا، 2 مارس الحالي (فلاديسلاف كوليومزا/رويترز)

ترانسنيستريا وغاغاوزيا

وبدا واضحاً في السنوات الأخيرة أن روسيا تراهن على دعم "جمهورية ترانسنيستريا" الانفصالية من أجل إضعاف الحكومة المركزية في مولدوفا وإجبارها على تغيير مسارها للتقارب مع الاتحاد الأوروبي، والتوجه شرقاً نحو الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي أنشأه الكرملين.

وتواظب بروباغاندا الكرملين على اتهام مايا ساندو بأنها تسعى إلى دمج مولدوفا برومانيا من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والأطلسي بشكل سريع، ما يثير حفيظة الروس والناطقين باللغة الروسية في ترانسنيستريا، الذين لوحوا أكثر من مرة بالانفصال في حال التقارب مع رومانيا والاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن أكثر من 85 في المائة من تجارة الجمهورية الانفصالية، البالغة قرابة مليار دولار سنوياً، تتم مع رومانيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا. وتملك ترانسنيستريا جيشاً قوامه 8 آلاف عسكري حسب تقديرات موقع "ميليتاري بالانس" و40 دبابة، و240 مدرعة، و40 راجمة من نوع "غراد".

وإضافة إلى ترانسنيستريا المعروفة على نطاق واسع، والتي لوّح قائد عسكري روسي في إبريل/ نيسان الماضي بالوصول إليها بعد احتلال مناطق جنوب غربي أوكرانيا، توجد منطقة أخرى في مولدوفا يمكن أن تتفجر الأوضاع فيها، وهي منطقة غاغاوزيا الواقعة في جنوب غربي مولدوفا، وتبلغ مساحتها 1800 كيلومتر تقريباً، ويقطنها قرابة 200 ألف من معتنقي الديانة المسيحية الأرثوذكسية ويتبعون الكنيسة الروسية.

وعلى الرغم من أن الأوغوز أقرب ثقافياً إلى الأتراك، لكنهم يعيشون ضمن المجال الإعلامي الروسي ويدعمون أيديولوجياً العالم الروسي، وهم إثنية منفصلة لا علاقة لها بالمولدوفيين والسلافيين، وينتمون إلى مجموعة الشعوب التركية، إلا أنهم يعتمدون على اللغة الروسية كثيراً.

ونتيجة اختلاف اللغة، يعيش الأوغوز خارج الفضاء الإعلامي المولدوفي. ويدعم الأوغوز "العالم الروسي"، فحسب استطلاع للرأي نظم في العام الماضي فإن 90 في المائة منهم يثقون بروسيا. ويرفض معظم الأوغوز الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وفي عام 2014، أعرب معظم سكان المنطقة عن رغبتهم في الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، في استفتاء استشاري، رافقه استفتاء تشريعي ملزم أكد فيه 95 في المائة من الأوغوز أن منطقتهم تحتفظ بالحق في الانفصال عن مولدوفا، إذا فقدت الجمهورية استقلالها أو قررت الانضمام إلى دولة أخرى. المقصود الانضمام إلى رومانيا.

ومعلوم أن غاغوزيا تحظى منذ 1994 بالحكم الذاتي، تلافياً للمشكلات التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي. وفي نص الحكم الذاتي يوجد بند ينص على أنه "في حالة حدوث تغيير في وضع جمهورية مولدوفا كدولة مستقلة، فإن شعب غاغوزيا له الحق في تقرير مصيره والخروج من جمهورية مولدوفا".

من له مصلحة بجرّ مولدوفا إلى الحرب؟

تتضارب التصريحات الروسية والأوكرانية بشأن الطرف الراغب في جرّ مولدوفا إلى الحرب. وبنظرة أولى فإن روسيا غير قادرة على احتلال مولدوفا أو زيادة قواتها في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية، فبعد عام من الحرب أخفقت روسيا في السيطرة على ميكولايف وأوديسا واضطرت في خريف العام الماضي إلى الانسحاب من خيرسون والضفة الغربية لنهر دنيبر، في أوكرانيا.

ولا توجد لدى روسيا قدرات طيران لوجستية أو حتى فائض من القوات لتنفيذ انزالات جوية في مولدوفا، نظراً لعدم وجود حدود مشتركة والحاجة إلى احتلال كامل شواطئ أوكرانيا على البحر الأسود للوصول إلى "جمهورية ترانسنيستريا" الانفصالية المدعومة من روسيا.

ولا يمكن للبحرية الروسية توجيه ضربات لمولدوفا خشية أن تسقط قذائف في رومانيا، والأهم وجود قدرات لدى أوكرانيا على توجيه ضربات قاسية للسفن والزوارق الحربية الروسية في حال اقتربت من الشواطئ.


تتهم روسيا رئيسة مولدوفا بالسعي للانضمام إلى رومانيا

في المقابل، فإن أوكرانيا تركز على إعداد عشرات آلاف الجنود في داخل البلاد وفي بلدان الأطلسي للتحضير لهجوم من المرجح أن يبدأ في الشهر المقبل، حين تصبح الظروف المناخية ملائمة لشنه بعد جفاف الأراضي في جنوب أوكرانيا، والتي لا تكون مناسبة في الشتاء وبداية الربيع لتحرك الدبابات والمدرعات لأن الأراضي هناك ذات تربة سوداء هشة تتحول إلى طينية يصعب التحرك فوقها.

كما أن أوكرانيا لا تريد توزيع قواتها على عدة مناطق، خصوصاً في حال عدم وجود أهمية استراتيجية لذلك. وهنا فإنه لا أهمية كبيرة لترانسنيستريا مقارنة بشن هجوم على جنوب زابوريجيا مثلاً، لقطع القوات الروسية المحتلة لخيرسون وكذلك شبه جزيرة القرم عن مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك المتصلتين بالبرّ الروسي.

ومع تكرار التهديدات الأوكرانية بشن هجوم معاكس باتجاه زابوريجيا أو القرم، يبدو أن موسكو تريد تسخين الجبهة في الضفة اليسرى لنهر دنيستر في ترانسنيستريا، وتوجيه رسائل بأنه مقابل أي هجوم على القرم أو زابوريجيا، فإن روسيا ستكون مضطرة لشن هجوم باتجاه أوديسا من البحر ومن جهة مولدوفا، في تكتيك لا يخلو من شَبه واضح بلعبة رقعة الشطرنج التي أبدع بها الأوكرانيون حتى الآن من جهة إحداث عامل المفاجأة باختيار جهة الهجوم والتغطية على النوايا الحقيقة.

والأرجح أن الأوضاع ستبقى ساخنة حول مولدوفا على الجبهة الإعلامية، ولكن كلا الطرفين الروسي والأوكراني يدركان أن احتلال أجزاء من مولدوفا هو خيار غير وارد بالنسبة لأوكرانيا لاعتبارات كثيرة، وهو مجرد خيار "شمشوني" تلوّح به موسكو لترهيب داعمي كييف من توسع رقعة الحرب، وكيشيناو من التقرب إلى بروكسل وواشنطن ومواصلة دعم أوكرانيا، ولو على مستوى المواقف والتصريحات الإعلامية واجبارها على الاقتداء بمواقف بلدان الاتحاد السوفييتي السابق المحايدة علناً.