هل تدرّب بريطانيا جنوداً إسرائيليين على أرضها؟

01 أكتوبر 2024
عناصر من جيش الاحتلال على الحدود مع لبنان، 1 أكتوبر 2024 (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -

رفضت وزارة الدفاع في بريطانيا طلباً للحصول على معلومات من شأنها أن تلقي الضوء على التدريب الذي تقدمه لأفراد القوات المسلحة الإسرائيلية في بريطانيا، بحسب ما نشره اليوم الثلاثاء، مدير موقع "ديكلاسيفايد" البريطاني مارك كورتيس في مقال له في الموقع. ويأتي الرفض في الوقت الذي بدأت فيه قوات جيش الاحتلال بما قالت إنه غزو محدود لجنوب لبنان، ضمن العدوان الإسرائيلي المستمرّ على كامل البلاد، والذي أدّى حتى الآن إلى سقوط مئات الشهداء، وآلاف الجرحى، ومئات آلاف النازحين.

واعتبر مارك كورتيس الرفض أولَ إشارة إلى أن "حكومة حزب العمال الجديدة برئاسة كير ستارمر قد تبنت النهج السري للمحافظين تجاه التدريب". وفي فبراير/ شباط الماضي، اعترفت وزارة الدفاع في بريطانيا، في إجابة عن سؤال برلماني، بوجود ستة ضباط عسكريين إسرائيليين في المملكة المتحدة. وقالت إن "إسرائيل ممثلة بأفراد القوات المسلحة في سفارتها في المملكة المتحدة، وباعتبارها من المشاركين في دورات تدريبية بقيادة الدفاع في المملكة المتحدة". وعندما سُئل وزير الدفاع البريطاني في حينه في البرلمان في مايو/ أيار، عن تفاصيل تلك الدورات التدريبية، قال "يتم حجب هذه المعلومات من أجل حماية المعلومات الشخصيّة، وتجنب الإضرار بالعلاقات بين المملكة المتحدة ودولة أخرى".

وسأل طلب الحصول على المعلومات "ما هي الدورات التدريبية التي يقودها الدفاع، التي يتلقاها أفراد القوات المسلحة الإسرائيلية في بريطانيا حالياً وموقع هذه الدورات". ورداً على ذلك، قالت وزارة الدفاع إن "كل المعلومات" في نطاق هذا الطلب "محتجزة". واعتبر كورتيس رفض الكشف عن التفاصيل من أجل "حماية المعلومات الشخصية"، أو "لأن بعض المعلومات لديها القدرة على التأثير سلباً على العلاقات مع حلفائنا"، بوصفها دليلاً واضحاً يشير إلى إسرائيل. وقال كورتيس في مقاله إنه من المؤكد أن استعداد وزارة الدفاع البريطانية لحماية تحالفها مع إسرائيل سوف يخضع لمزيد من التدقيق مع غزو القوات البرية الإسرائيلية للبنان.

وأضاف "ليس من الواضح ما إذا كان التدريب البريطاني يساعد تلك القوات بشكل كبير في العمليات القتالية. لقد نزح أكثر من مليون شخص في لبنان منذ تصعيد إسرائيل لغاراتها الجوية على لبنان الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل المئات من الناس". وأشار إلى أن تدريب القوات الإسرائيلية في بريطانيا يحصل في الوقت الذي يُعتبر فيه وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطلوبَين من قبل المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

ورأى الكاتب أن حكومة حزب العمال "مستمرة في فرض التعتيم على تقديم الكثير من المعلومات إلى الجمهور والبرلمان حول دعمها لإسرائيل، في ظل استمرارها في شن هجماتها الجماعية على الفلسطينيين في غزة". يُذكر أن الحكومة البريطانية السابقة رفضت تقديم معلومات حول الطائرات العسكرية الإسرائيلية التي هبطت أخيراً في بريطانيا، كما فشلت في تقديم تفاصيل حول عشرات الرحلات الجويّة لسلاح الجو الملكي التي توجهت إلى إسرائيل في الأشهر الأخيرة، مع أن وزارة الدفاع كانت تجيب بشكل روتيني على طلبات حرية المعلومات حول التدريب البريطاني للدول الأجنبيّة، بما في ذلك إسرائيل، قبل الحرب الأخير في غزة.

وعزا مدير موقع "ديكلاسيفايد" سبب التعتيم على المعلومات، إلى حماية الوزراء البريطانيين من الملاحقة القضائيّة بتهمة التواطؤ في جرائم الحرب، على حد قوله. يذكر أيضاً أن الجيش البريطاني منخرط في الحرب في غزّة، من خلال طلعات جوية استخبارية يقوم بها منذ بداية الحرب فوق القطاع، يقوم بها من القواعد العسكرية البريطانية في قبرص. وشهدت قبرص عدداً من التظاهرات في العام الأخير، التي تطالب بإغلاق هذه القواعد كونها تؤجج نزاعات إقليميّة في غزّة واليمن.

المساهمون