هل تنجح روسيا بلعبة مؤتمر اللاجئين؟

08 نوفمبر 2020
تحاول روسيا استغلال ورقة اللاجئين (أحمد الأطرش/فرانس برس)
+ الخط -


بالتوازي مع محاولات روسية لتحقيق المزيد من المكاسب وحرف مسار الحل السياسي للقضية السورية، الذي أقر في جنيف، إلى مسار أستانة، قدّمت موسكو منتجاً جديداً تحت مسمى مؤتمر اللاجئين، كمسار جديد يهدف إلى كسب المزيد من الوقت من أجل تمييع الحل السياسي، وتمرير الانتخابات الرئاسية في سورية بانتخاب بشار الأسد لولاية أخرى، وتعطيل عمل اللجنة الدستورية إلى ما بعد تلك الانتخابات.

وبعد لقاءات ممثلي الحكومة الروسية مع شخصيات سورية تمثل أطيافاً مختلفة في المشهد السوري، يبدو أن موسكو لم تجد بديلاً للأسد خلال المرحلة المقبلة، فبدأت بالعمل على تعطيل عمل اللجنة الدستورية من خلال ممثلي النظام في تلك اللجنة، ومن خلال اختراع مسار آخر من بوابة اللاجئين. إلا أن طريقة طرح هذا المؤتمر وعدم وجود جدول أعمال أو أهداف محددة له، وعدم دعوة تركيا، المُستضيف الأكبر للاجئين السوريين، يشير إلى أن هدف هذا المؤتمر هو فقط اللعب على وتر الوقت، من أجل تمرير انتخابات رئاسية في سورية بعيداً عن الأمم المتحدة، وقبل أي استحقاق يتعلق بالعملية السياسية في سورية.

ويبدو من توقيت المؤتمر أن روسيا استغلت انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية، وبدأت الترويج لهذا المؤتمر بالتوازي مع محاولة تحقيق المزيد من المكاسب، من خلال جولة جديدة من جولات أستانة التي لا تزال موسكو تقود النظام خلالها، لقضم مناطق سيطرة المعارضة تدريجياً وتحاول تثبيتها كأمر واقع. إلا أن موقف الدول الغربية بشكل عام يبدو أكثر حزماً تجاه المسار الجديد الذي تسعى موسكو لفرضه، إذ أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة عدم اعترافها بأي انتخابات في سورية لا تسير ضمن إطار الأمم المتحدة. كما أعلنت الولايات المتحدة عن رفضها المشاركة بمؤتمر اللاجئين مشجعة على مقاطعته، معتبرة أن من يريد حل مشكلة اللاجئين فجنيف هي المكان الأنسب، وقرارات مجلس الأمن هي التي تحدد طريقة حل هذه المشكلة.

يبدو أن موسكو التي تسعى لإنتاج حل سياسي في سورية وفق رؤيتها الخاصة، وذلك بإعادة إنتاج النظام وتأهيله، لم تعد تمتلك من مفاتيح الحل في سورية سوى اللعب على أمرين، الأول موضوع الوقت من خلال تمييع مسار الحل السياسي القائم على قرارات مجلس الأمن والمعتمد على الأمم المتحدة كمرجعية له، وإدخال هذا المسار بتفاصيل تحرفه عن مساره، وهو ما أكده المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن الذي اتهم النظام بعرقلة عمل اللجنة الدستورية. أما الأمر الآخر فهو خلق مسارات جديدة للحل من شأنها المساهمة بتأجيل تطبيق قرارات مجلس الأمن وعرقلة مسار الحل السياسي. إلا أن نجاح أو فشل المساعي الروسية يبقى مرتبطاً بالجدية الكافية لدى المجتمع الدولي، وبشكل خاص بجدية الولايات المتحدة في إيجاد حل سياسي عادل في سورية تكون مرجعيته الأمم المتحدة.

المساهمون