وأوضحت المصادر، التي تحدّثت إلى "العربي الجديد"، أنّ هنية سيتوجّه للقاهرة الأسبوع المقبل، والتي ستكون محطة قبل توجهه إلى موسكو لتلبية الدعوة التي وجهتها له وزارة الخارجية الروسية، لبحث مجموعة من الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والمصالحة الداخلية مع السلطة الفلسطينية في رام الله، وملف التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وكان هنية قد تلقى دعوة روسية في الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حملها سفير روسيا لدى دولة فلسطين، حيدر رشيد، خلال لقاء جمعه برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" غربي مدينة غزة.
إلى ذلك، أشارت مصادر مصرية إلى أنّ السلطات في مصر مازالت تدرس الأمور كافة المتعلقة بزيارة هنية للقاهرة، حيث يدرس المسؤولون بجهاز الاستخبارات العامة، تنظيم لقاء بينه وبين اللواء عباس كامل مدير الجهاز، لبحث مستجدات ملف التهدئة مع الاحتلال، والمراحل التنفيذية للاتفاق الذي لم يتم توقيعه حتى الآن، لافتة في الوقت ذاته إلى أنّ القاهرة ستبحث مسألة أن تشمل زيارة هنية دولاً أخرى بخلاف روسيا، في أعقاب السماح له بالمرور عبر الأراضي المصرية.
وأوضحت المصادر أنّ المشاورات ستنحصر في ملف التهدئة، في ظلّ دخول ملف المصالحة مع حركة "فتح" نفقاً مظلماً، بعد فشل الجولة الأخيرة للمفاوضات التي استقبلتها القاهرة، عقب استضافتها وفدين منفصلين من "حماس" و"فتح" على مدار الشهر الماضي، واعتزام السلطة الشروع في إجراءات عقابية جديدة ضدّ القطاع.
واستدركت المصادر بأنّ هناك ملفاً محلياً واحداً من الممكن أن يكون محلّ نقاش، وهو ما أثاره الرئيس محمود عباس بتلويحه بحلّ المجلس التشريعي، إذ من المقرر أن يتم بحث تداعيات ذلك الأمر.
ويأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، أنّ "المقاومة ستظلّ قائمة"، موضحةً في بيان صادر عنها أن "مقاومتنا ستظلّ حاضرةً على امتداد خارطة الوطن، ولا يزال في جعبتنا الكثير مما يسوء العدو ويربك كل حساباته". وأضافت القسام في بيانها: "على العدو ألا يحلم بالأمن والأمان والاستقرار في ضفتنا الباسلة؛ فجمْر الضفة تحت الرماد سيحرق المحتل ويُذيقه بأس رجالها الأحرار من حيث لا يحتسب العدو ولا يتوقّع. وكل محاولات وأْد مقاومتنا وكسر سلاحنا في الضفة ستبوء بالفشل، وستندثر كما كل المحاولات اليائسة للغزاة والمحتلين وأذيالهم على مدار التاريخ".