قالت هيئة رقابية حكومية أميركية، يوم الاثنين، إن خفض الولايات المتحدة ومانحين آخرين لمزيد من المساعدات لأفغانستان قد يسبب انهيار الحكومة وإعادة البلاد إلى حالة فوضى، كما كانت في تسعينيات القرن الماضي.
ويأتي تحذير المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان، جون سوبكو، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى إلى بدء محادثات السلام الأفغانية المتوقفة، بينما يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن مهلة غايتها أول مايو/ أيار لسحب جميع القوات الأميركية الباقية هناك.
وقال سوبكو، في مقابلة مع "رويترز": "80% من ميزانية أفغانستان تمولها الولايات المتحدة والجهات المانحة (الدولية الأخرى)... إذا واصل المانحون، لأي سبب من الأسباب، خفض التمويل، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار مفاجئ للحكومة الأفغانية كما نعرفها".
وحذّر من أن "التاريخ يعيد نفسه"، في إشارة إلى الفوضى التي عصفت بأفغانستان بعدما أنهى الاتحاد السوفييتي احتلاله بين عامي 1979 و1989 وقطع مساعدته لحكومة كابول.
ومهدت الفوضى الطريق لسيطرة حركة "طالبان". وقدمت الحركة لأسامة بن لادن الملاذ الذي خطط فيه "تنظيم القاعدة" لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، وأنهى الغزو الأميركي لأفغانستان حكم "طالبان" فيما بعد.
وانخفضت المساعدات التنموية السنوية الدولية لأفغانستان من 6.7 مليارات دولار في 2011 إلى 4.2 مليارات دولار في 2019، بحسب بيانات البنك الدولي.
ويدلي سوبكو بشهادته، اليوم الثلاثاء، أمام لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب بشأن تقريره الأخير. وأشار التقرير إلى أنّ المانحين تعهدوا في مؤتمر نوفمبر/ تشرين الثاني بتقديم 3.3 مليارات دولار على الأقل مساعدات مدنية لمدة عام. وقال التقرير إنّ الالتزامات السنوية إذا ظلت عند هذا المستوى حتى عام 2024، فسيكون التمويل أقل بـ 15% من تعهدات 2016.
وتعهدت الولايات المتحدة التي تخفض مساعداتها لأفغانستان باطراد، بما يصل إلى 600 مليون دولار لمدة عام، لكنها جعلت نصف هذا المبلغ مرتبطاً بإحراز تقدم في محادثات السلام بين "طالبان" ووفد يضم مسؤولين حكوميين.
وقال سوبكو إنه "في حالة اختفاء هذا التمويل، ستتعرض الحكومة الأفغانية لضغوط شديدة لمواصلة القتال ضد "طالبان" والمتطرفين الآخرين في غياب اتفاق سلام".
وأشار إلى أنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق سلام، فإن البلاد ستحتاج، حسب البنك الدولي، إلى 5.2 مليارات دولار أخرى من المساعدات المدنية حتى عام 2024 للحفاظ على السلام. وقال: "حتى طالبان تدرك أنهم بحاجة فعلاً إلى دعم أجنبي... بدونه ستنهار الحكومة".
(رويترز)