أعلنت عمدة باريس الاشتراكية آن هيدالغو، اليوم الأحد، ترشحها رسمياً للانتخابات الرئاسية لعام 2022، من أجل "تقديم مستقبل لجميع أبنائنا"، في مواجهة ما وصفته بـ"الانقسام" الذي يسيطر على فرنسا.
واستهلت هيدالغو إعلان ترشحها بانتقادات حادة للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، معتبرة أن "فترة الخمس سنوات التي تقترب من نهايتها"، كان من المفترض أن "توحد الفرنسيين، لكنها قسمتهم بشكل لم يسبق له مثيل".
وأضافت هيدالغو التي دارت أقاويل كثيرة في السابق عن عزمها الترشح، إلا أنها حافظت على صمتها لأشهر، أنه "كان لا بد من حل المشاكل الاجتماعية التي تفاقمت. كان على (الولاية الرئاسية الحالية) حماية كوكبنا، لكنها أدارت ظهرها للبيئة".
وأكدت هيدالغو في خطاب ترشحها، أنها ترغب في "استعادة الاحترام ووحدة البلاد"، بعدما أضعفتهما الأزمات المتعددة التي اتسمت بها ولاية الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، مشددة على ضرورة إعادة "صنع نموذجنا الفرنسي".
وقالت عمدة باريس التي تذكرت أصولها الإسبانية، وحصلت على الجنسية الفرنسية وهي تبلغ من العمر 14 عاماً: "أريد أن يحصل جميع أطفال فرنسا على نفس الفرصة التي أعطيت لي (..) أنا مرشحة لتقديم مستقبل لأطفالنا. لجميع أطفالنا".
وأضافت أنها أرادت "أن تبدأ بوضع حد للازدراء والغطرسة والازدراء وتعالي أولئك الذين يعرفون القليل عن حياتنا، ولكنهم يقررون بعيداً عنا، عن كل شيء، طيلة الوقت".
وكانت آن هيدالغو خلال خطابها محاطة بجزء من فريق حملتها ورؤساء بلديات وبرلمانيين من جميع أنحاء فرنسا.
وتعطي استطلاعات رأي مختلفة عمدة باريس ما بين 7 إلى 9% من الأصوات، وهي نسبة ما زالت متواضعة، لكن بمجرد إعلان ترشحها رسمياً قد ترتفع هذه النسبة، بالإضافة إلى الدعم الذي قد تحصل عليه من حلفائها في أحزاب البيئة، الذين شكلوا معها فريقاً يمكن الاعتماد عليه في مواقف كثيرة، ولاسيما آخرها في الانتخابات البلدية.
وكانت أول إشارة لهيدالغو حول إمكانية ترشحها للانتخابات الرئاسية قد صدرت قبل عام بالضبط، عندما قالت في مقابلة مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، التي خصصت لها ثماني صفحات تحت عنوان "الرئاسة: ماذا لو كانت هيدالغو؟": "دعونا أولاً نحدد المشروع الذي يجب أن يعمل عليه الاشتراكيون وأنصار البيئة" لمرشحهم المقبل.
وقالت: "أستطيع أن أرى أن النظرة إليّ قد تغيرت. أستمع إلى التعليقات، وأرى ردود الفعل الدافئة من الباريسيين، وردود فعل الفرنسيين الذين التقيت بهم هذا الصيف. إنهم يحبون السياسيين المقاتلين الذين يعانون من ندوب وقد واجهوا تحديات كبيرة، خاصة عندما تكونين امرأة. نحن لسنا كثيرين ممن اشتركوا في المشهد السياسي".
ويواجه معسكر اليسار انقساماً كبيراً بين أحزابه، يجعل المشهد ضبابياً إلى حد كبير، حول فرص فوز مرشح يتم الإجماع عليه من قبل هذه الأحزاب. وقد حاول اليسار لملمة صفوفه في إبريل/نيسان الماضي من خلال اجتماع، كانت هيدالغو على رأسه، إلا أنه لم يشهد أي خطوات لاحقة لتقريب وجهات النظر.