رحبت واشنطن، اليوم السبت، بموقف "طالبان" حيال عملية إجلاء الأفغان من أفغانستان، مؤكدة أن ذلك موقف إيجابي مرحب به، بينما بقيت عملية الإجلاء شبه متوقفة بعد أن أغلقت حركة "طالبان" الطرق المؤدية إلى مطار كابول، بعد الهجوم الانتحاري.
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، في سلسة تغريدات على "تويتر"، إنّ قيادياً بارزاً في "طالبان" قد أعرب عن موقف الحركة حيال عملية الإجلاء، وذكر أنها لن تمنع أي أفغاني يريد الخروج من أفغانستان جواً أو براً.
وأضاف خليل زاد أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الملا شير محمد عباس ستانيكزاي قد أكد، في كلمة له وجهها إلى الشعب، أنّ الأفغان يمكنهم أن يغادروا البلاد إذا شاؤوا، سواء أولئك الذين عملوا مع القوات الأجنبية أو الذين لم يعملوا معها، وأن جميع المطارات الأفغانية ستكون مفتوحة أمامهم.
3/3 The statement is positive. We, our allies, and the international community will hold them to these commitments.
— U.S. Special Representative Zalmay Khalilzad (@US4AfghanPeace) August 28, 2021
Partial translation of statement of the relevant section on travel.👇🏾 pic.twitter.com/glr6xCeLAo
وذكر خليل زاد أنّ تصريح عباس ستانيكزاي خطوة إيجابية وأنّ الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها يساعدون "طالبان" في تنفيذ ما تعهدت به.
وكان عباس ستانيكزاي قد قال، أمس الجمعة، إنّ الأفغان الذين يحملون وثائق سليمة سيكون بمقدورهم السفر في أي وقت في المستقبل، وذلك في كلمة متلفزة جاءت بهدف تبديد المخاوف من اعتزام الحركة تشديد القيود على الحريات.
وأضاف: "ستُفتح الحدود الأفغانية وسيتمكن الناس من السفر في أي وقت من أفغانستان وإليها".
وواصلت قوات "طالبان" لليوم الثاني على التوالي إغلاق الطرق المؤدية إلى المطار من كل الجهات. وتحدث "العربي الجديد" مع العديد من الأفغان الذين لديهم تراخيص الإجلاء، وأوضح محمد كبير، الذي حصل على تأشيرة دولة غربية، لـ"العربي الجديد"، أنّ المؤسسة التي كان يعمل فيها أبلغته أن سفارة تلك الدولة الغربية قالت له إنّ كل من بقي من موظفيها في كابول ولديهم التأشيرة وتراخيص الإجلاء عليهم أن ينتظروا لما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، المقرر انتهاؤه في 31 أغسطس/آب الحالي، وسيخرجون من أفغانستان عبر رحلات تجارية.
وكان داخل مطار حامد كرزاي الدولي صباح اليوم حوالي 5400 شخص كانوا قد دخلوا إلى المطار خلال الأيام الماضية، وتصر القوات الأميركية على إجلائهم أولاً، فيما قال مصدر في "طالبان"، لـ"العربي الجديد"، إنّ إجلاء هؤلاء سيتم، وإن الحركة تسعى إلى ألا يدخل أحد غيرهم إلى المطار.
في غضون ذلك، قال الناطق باسم "طالبان" ذبيح االله مجاهد، في تغريدة له بعنوان "التوضيح"، إن التصريحات المنسوبة إليه والتي نشرتها وكالة "رويترز" قد حُرّفت، لكنه لم يشر إلى الجزء الذي حرف من التصريحات وما نوع وكيفية التحريف.
#وضاحت:
— Zabihullah (..ذبـــــیح الله م ) (@Zabehulah_M33) August 28, 2021
رويټرز آژانس زما سره مرکه کړې او زما خبرې يې تحريف کړی دي، له رسنيو او خبريالانو څخه هيله کوم چې خبروته يې اهميت ورنکړي.#توضيحات:
آژانس خبری رويترز با من مصاحبه داشت و سخنان من را تحريف کرده است، از رسانه ها و خبرنگاران می خواهیم که به ان اعتنا نه ورزند.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد قوله إنّ مطار كابول سيكون تحت السيطرة الكاملة للحركة "قريباً جداً"، فور انسحاب القوات الأميركية، مشيراً إلى أنّه من المبكر أن تقرر الحركة إن كانت بحاجة لتركيا أو قطر لإدارة المطار.
وأضاف ذبيح الله، حسب وكالة "رويترز"، أنّ الحركة سوف تعلن حكومة كاملة في غضون أيام، مشيراً إلى أنّه من الصعب توقع ما إذا كانت النساء ستكون جزءاً من الحكومة، مؤكداً أنّ القرار النهائي بهذا الشأن سيتخذه كبار القادة في الحركة.
كما نقلت وكالة "رويترز" عن مجاهد قوله إنّ الحركة تندد بالغارة الجوية الأخيرة على شرق أفغانستان، التي شنتها أميركا بطائرة مسيرة على عناصر من تنظيم "داعش"، في أعقاب الهجوم الانتحاري على مطار كابول يوم الخميس، ووصف مجاهد العملية بأنها "هجوم صارخ على أفغانستان".
وكان الجيش الأميركي ذكر أنه وجّه ضربة بطائرة مسيَّرة شرقيَّ أفغانستان، أمس الجمعة، إلى عضو في تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤول عن التخطيط، وذلك بعد يوم من هجوم خارج مطار كابول أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص بينهم 13 جندياً أميركياً.