تستعد إدارة بايدن لإرسال أنظمة صاروخية بعيدة المدى متطورة إلى أوكرانيا، حيث تعاني البلاد من خسائر في الشرق بسبب تقدم القوات الروسية، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وموظفين في الكونغرس.
وتتضمن الخطوة، التي من المتوقع إعلانها في بداية الأسبوع المقبل، توفير نظام إطلاق الصواريخ المتعددة (MLRS)، وهو سلاح أميركي قادر على إطلاق عدد من الصواريخ من مسافة أبعد بكثير مما تفعله القوات الأوكرانية حالياً.
وكان هذا النظام الصاروخي أحد الطلبات الرئيسة التي تقدّم بها المسؤولون الأوكرانيون. وكانت شبكة "سي أن أن" أول من كشف عن استعداد الولايات المتحدة لإرسال هذا النظام، على أن يخضع النقل لقرار نهائي من البيت الأبيض.
وحذر الكرملين، في وقت سابق، من أن أي دولة ستقدم أسلحة متطورة لأوكرانيا ستواجه تداعيات قاسية. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الجمعة، إن الغرب "أعلن حرباً شاملة" على روسيا.
وتأتي هذه الخطوة ضمن محاولات إدارة بايدن لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها دون إثارة ردّ انتقامي روسي من القوات الأميركية أو الحلفاء. وفي جلسة مغلقة في مبنى الكونغرس هذا الأسبوع، قال مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية إن بعض مسؤولي البيت الأبيض لديهم مخاوف من أن تزويد أوكرانيا بنظام (MLRS)، الذي يزيد مداه على 180 ميلاً (290 كلم)، قد يؤدي إلى إطلاق القوات الأوكرانية صواريخ على الأراضي الروسية، والتسبب في تصعيد كبير، وفقاً لمصادر مطلعة على ما دار في الجلسة تنقل عنها "واشنطن بوست".
وتضيف الصحيفة نقلاً عن مسؤول أميركي كبير، لم تكشف اسمه، أن البيت الأبيض مرتاح لتزويد أوكرانيا بنظام (MLRS)، لكنه سيسعى لإدارة مخاطر التصعيد من خلال حجب الصواريخ طويلة المدى المتوافقة مع هذا النظام.
ويبلغ مدى الصواريخ النموذجية التي تطلقها هذه الأنظمة حوالى 43 ميلاً (70 كلم)، وفقاً لبيانات الجيش. ولكن يمكن بعض الأنواع التكتيكية من هذه الأنظمة أن تطلق صواريخ لمسافة أبعد بكثير، تصل إلى 186 ميلاً (300 كلم). وقد استُخدِمَت هذه الصواريخ خلال حرب الخليج واحتلال العراق عام 2003، وهي تستخدم لتدمير البنية التحتية الحيوية، مثل مواقع الدفاع الجوي والقواعد الأمامية.
وبحسب "واشنطن بوست"، فمن المتوقع أن تحقق هذه الصواريخ، بما فيها ذات المدى الأقصر منها، نقلة نوعية في القدرة النارية الأوكرانية، تفوق الضعف على الأقل، حيث تستخدم كييف مدافع "هاوتزر M777"، التي سلمتها لها الولايات المتحدة، والتي يبلغ مداها حوالى 18 ميلاً (29 كلم)، إلى جانب أسلحة أخرى أرسلت إلى أوكرانيا سابقاً، ومن بينها آلاف من صواريخ "ستينغر" و"جافلين" التي تُطلق من على الكتف.
وعلى الرغم من تدفق الأسلحة الأميركية والغربية إلى أوكرانيا، لا تزال موسكو متفوقة في القدرة النارية، التي يقول المسؤولون الأوكرانيون إنها تسبب خسارتهم على الأرض، في دونباس.
وكان البيت الأبيض قد تعرّض لانتقادات من بعض الجمهوريين، يوم الجمعة، بدعوى "عدم تحركه بشكل أسرع لتسليم نظام الصواريخ"، حيث كتب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام على "تويتر": "إدارة بايدن تتقاعس عن (تلبية) طلب أوكرانيا للحصول على أسلحة بعيدة المدى".
So frustrated.
— Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) May 27, 2022
The Biden Administration has been dragging their feet on Ukraine’s request for long range weapons like the Multiple Launch Rocket Systems (MLRS) which have longer range than Howitzers and the ability to hit Russian forces in the east.
https://t.co/G7aCH9c77k
وقد رد على ذلك المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، نافياً وجود أي تقاعس، وأضاف أن واشنطن "تنقل أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا كل يوم، وتساعدهم حرفياً في القتال، بما في ذلك مدافع "هاوتزر"، التي لا تزال تصل".
وعندما طُلب منه تأكيد النقل الوشيك لأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، قال كيربي: "لن أستبق القرارات التي لم تُعلَن".