أكّدت الولايات المتحدة، الاثنين، أنها لم ترصد أي "تغيير ملموس" في الوضع النووي الروسي منذ أن وضع الرئيس فلاديمير بوتين قوته الرادعة في حالة تأهّب.
وقال مسؤول كبير في البنتاغون لصحافيين، غداة إعلان بوتين: "لا نزال نراقب ونرصد الوضع من كثب".
وتابع: "لا أعتقد أننا رأينا نتيجة ملموسة لقراره. ليس بعد، في أيّ حال".
واعترف المسؤول بأنه من "الصعب معرفة ماذا وراء أمر بوتين"، لكن "مجرّد تطرّقه" إلى مسألة "استخدام القوات النووية" أو "التهديد بها" هو أمر "يُشكّل تصعيدًا مهمًا"، مؤكدًا أن روسيا لم تُهدّد "أبدًا" من قبل حلف شمال الأطلسي.
واعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن هذا "الخطاب الاستفزازي حول الأسلحة النووية (...) خطير".
ولم تغيّر الولايات المتحدة من وضعها النووي ردًا على قرار فلاديمير بوتين.
إلى ذلك، نظّمت بيلاروسيا، الأحد، استفتاءً لصالح إجراء تعديلات اقترحها الرئيس ألكسندر لوكاشنكو على الدستور، أتى في النسخة المعدّلة منه أن ليس هناك ما ينص على التزام بيلاروسيا بالبقاء "منطقة خالية من الأسلحة النووية".
وندد الغربيون بهذا التغيير، ويعتقدون أنه قد يسمح لموسكو بنقل أسلحة نووية إلى بيلاروسيا. وقال المسؤول في البنتاغون إنه لم تتمّ ملاحظة تحركات في هذا الاتجاه بعد.
وأكّد أنه لا يبدو أن الجنود البيلاروس دخلوا إلى أوكرانيا لدعم القوات الروسية في هذه المرحلة. وقال: "لم نرَ أي دليل على تلقي الجنود البيلاروس أمراً بخوض معركة لدخول أوكرانيا، وبالتأكيد لا مؤشر إلى أنهم دخلوا بالفعل أو أنهم بصدد الدخول إلى أوكرانيا".
وأضاف: "وفق علمنا، فإن القوات التي دخلت أوكرانيا كلها روسية"، مضيفًا أن موسكو أدخلت إلى الأراضي الأوكرانية حتى الآن "نحو 75%" من القوات القتالية التي حشدتها في الأشهر الأخيرة على الحدود.
في السياق، قلل الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الاثنين، من احتماية اندلاع حرب نووية، قائلًا إنه ينبغي ألا يشعر الأميركيون بالقلق حيال ذلك.
مقاومة "خلّاقة"
واعتبر المسؤول ذاته أن "الجهد" الروسي الأساسي ينصب في التقدم نحو كييف، لكنه لا يزال "بطيئًا" في اليوم الخامس من الغزو. وخلال الساعات الـ24 الأخيرة، تقدّمت المجموعة الروسية الأساسية المتّجهة إلى العاصمة الأوكرانية "بنحو خمسة كيلومترات"، وباتت موجودة على بعد "نحو 25 كيلومترًا" من المدينة.
وشدّد على "أنهم أُبطئوا بالتأكيد وأُحبطوا بسبب عدم تقدّمهم على جبهة كييف"، مضيفًا: "يبدو الأوكرانيون خلّاقين جدًا في مقاومتهم وهم يفجّرون الجسور ويهاجمون بأعداد صغيرة، وأحيانًا مزودين أسلحة خفيفة، ولكن بشكل فعال جدًا".
وأكد أنهم "يستخدمون كل ما لديهم في ترسانتهم من الأسلحة الصغيرة إلى الصواريخ أرض-جو لمحاولة إبطاء الروس".
وأكّد البنتاغون أن الروس يواجهون أيضًا الحاجة إلى تزويد آلياتهم البرية بالوقود "في وقت أقرب" مما كانوا يتوقعون.
ويعتقد الجيش الأميركي أن موسكو، الساعية إلى "تطويق كييف"، بحسب واشنطن، قد تُغيّر التكتيك وتفرض "حصارًا" على العاصمة الأوكرانية.
(فرانس برس)