دانت الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، التي قال فيها إن "حق المستوطنين بالحركة في الضفة الغربية يفوق حق العرب".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم، عن وزارة الخارجية الأميركية قولها في بيان: "ندين بشدة تصريحات الوزير بن غفير التحريضية بشأن حرية التنقل للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية"، مضيفة: "نحن ندين كل الخطابات العنصرية، لأن مثل هذه الرسائل تكون ضارة بشكل خاص عندما يتم تضخيمها من قبل أولئك الذين يشغلون مناصب قيادية، وتتعارض مع تعزيز احترام حقوق الإنسان للجميع".
بدوره، دان الاتحاد الأوروبي بشدة تصريحات بن غفير بشأن حرية تنقل الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً في بيان، اليوم الجمعة، أن العلاقات بينه وبين إسرائيل "يجب أن تستند إلى احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية، وأن جميع البشر متساوون، ويجب معاملتهم بنفس الطريقة".
وقال الاتحاد الأوروبي: "إن قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هي في صميم الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، بما في ذلك ما يتعلق بالمواطنين الذين يعيشون تحت الاحتلال في الأراضي الفلسطينية".
وذكر أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتشكل عقبة أمام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين غير قابل للتطبيق.
وأكد الاتحاد الأوروبي، مجدداً، معارضته القوية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، والإجراءات المتخذة في هذا السياق، بما في ذلك قيود التنقل والوصول.
ودعا إسرائيل إلى "السماح بتحسين ملموس في حرية التنقل والوصول للفلسطينيين، والسماح بتسريع البناء الفلسطيني، والسماح بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة (ج)، والتوقف عن تعكير ظروف العيش للفلسطينيين فيها".
ورغم هذه الإدانات، أيد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت لاحق اليوم الجمعة، تصريحات بن غفير، قائلاً إن إسرائيل وضعت تدابير أمنية مشدّدة في الضفة الغربية لأن الفلسطينيين "يستغلون" حرية الحركة لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، بحسب زعمه.
وأضاف البيان أن "هذا ما كان يقصده بن غفير عندما أعلن أن (الحق في الحياة يسبق حرية التنقل)".
وكان بن غفير قد قال في تصريحات صحفية أمس إن حقه وحق زوجته وأولاده بالتنقل في الضفة الغربية المحتلة أهم من حق الفلسطينيين في الحركة، وإن حقه في الحياة يأتي قبل حق الفلسطينيين في الحركة.
واعتبر بن غفير، وهو مستوطن بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، في حديث لقناة "12" الإسرائيلية الأربعاء، أن حقه هو وعائلته بالحركة في الضفة الغربية يفوق حق العرب. وقال: "حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل على طرقات الضفة الغربية، أهم من حق العرب في حرية الحركة".
وأضاف: "هذا هو الواقع، هذه هي الحقيقة، حقي في الحياة يسبق حقهم (العرب) في حرية التنقل".
ويدعو بن غفير إلى فرض قيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية بداعي منع العمليات ضد المستوطنين الإسرائيليين.
واستناداً إلى معطيات حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية الرافضة للاستيطان، وفق ما نقلته "الأناضول"، فإن نحو نصف مليون مستوطن يستوطنون في 132 مستوطنة و146 بؤرة استيطانية في كل الضفة الغربية.
ولا تشمل هذه المعطيات نحو 230 مستوطناً في 14 مستوطنة إسرائيلية مقامة على أراضي القدس الشرقية.
وبحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطينيين، فقد بلغ عدد الفلسطينيين بالضفة الغربية نحو 3.2 ملايين نسمة بنهاية العام 2022.