قال مشرّع فرنسي من أصول أفريقية، اليوم الجمعة، إنه "أصيب بجرح عميق"، بعد أن أدلى عضو يميني متطرف في البرلمان الفرنسي بتصريح عنصري خلال جلسة تشريعية، وأثار إدانات من جميع الأطياف السياسية.
صدم التعليق الكثيرين، ومنهم الرئيس الفرنسي، وأثار تساؤلات حول كراهية الأجانب في أقصى اليمين، وأطياف أخرى من المجتمع الفرنسي.
وسمع غريغوار دي فورنا من حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، وهو يهتف بعبارة "العودة إلى أفريقيا" في وجه النائب كارلوس مارتينز بيلونغو، الذي كان يستجوب الحكومة يوم الخميس بشأن المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في البحر.
وأثارت عبارة دي فورنا ضجة في المجلس التشريعي على الفور، ما دفع رئيس الجمعية الوطنية إلى تعليق الجلسة وفتح تحقيق. وجرى تحديد اجتماع للهيئة الإدارية للجمعية بعد ظهر الجمعة، لاتخاذ قرار بشأن فرض عقوبة محتملة.
وصوّتت الجمعية الوطنية الفرنسية الجمعة على استبعاد نائب من اليمين المتطرّف مدة 15 يوماً، بعدما أطلق تصريحات اعتُبرت عنصرية وأثارت موجة من الغضب، كما حُرم النائب دي فورنا من نصف البدل البرلماني لمدة شهرين.
ولم يتضح ما إذا كان دي فورنا قد قال إن على بيلونغو العودة إلى إفريقيا، أم أنه ينبغي على المهاجرين القيام بذلك.
Sickening and worrying. A French far-right MP yelled at NUPES MP Carlos Martens Bilongo to "return to Africa". The Assembly was shocked. The session was suspended. pic.twitter.com/xh9DnlcyLF
— Rim-Sarah Alouane (@RimSarah) November 3, 2022
وشددت جماعات فرنسية مناهضة للعنصرية على أنه بغض النظر عن المستهدف، فإن التعليق يعكس إهانة عنصرية تجاه ملونين يطلب التعليق منهم العودة إلى أفريقيا.
ووصفته جماعة "أس أوس أس راسيزم" المناهضة للعنصرية بأنه "الوجه الحقيقي لليمين المتطرف: وجه العنصرية".
وقال رئيسها، دومينيك سوبو "من الواضح أنه تعليق عنيف للغاية"، بغض النظر عما قاله دي فورنا تحديداً.
وفي حديثه يوم الجمعة إلى قناة "بيه إف إم" التلفزيونية الإخبارية دعا بيلونغو إلى إقالة دي فورنا.
وأضاف أنه تلقى آلاف الرسائل في أعقاب الواقعة من أشخاص أخبروه بأنهم يسمعون تعليقات مماثلة في حياتهم اليومية.
وقال بيلونغو إن الكلمات "تلقى صدى لدى العديد من الفرنسيين الذين شعروا بالأذى".
كما أشاد بيلونغو، النائب من حزب "فرنسا لا تنحني" اليساري المتشدد، برد الفعل الفوري الغاضب من غالبية المشرّعين من مختلف الأطياف السياسية.
كذلك نددت الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية بالتعليق، ووصفته بأنه "مثير للاشمئزاز"، ويظهر "وحشية صارخة".
من جانبه، قال دي فورنا مدافعاً عن نفسه إنه كان يشير إلى المهاجرين في البحر، وليس -كما فهم البعض- إلى زميله في البرلمان. وكتب على "تويتر" يوم الجمعة "ما زلت متمسكاً بتعليقي حول سياسات الهجرة الفوضوية لبلدنا".
ودعا حزب "فرنسا لا تنحني" إلى احتشاد يوم الجمعة قرب الجمعية الوطنية دعماً لبيلونغو.
وجاء في بيان من قصر الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون مصدوم بالتعليق "غير المقبول داخل أو خارج" المجلس.
(أسوشييتد برس)