قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة إن وحدات عسكرية خاصة دخلت مدينة خيرسون.
وأوضح زيلينسكي في خطاب عبر شاشات بعد ساعات من إعلان روسيا أنها استكملت سحب قواتها من مدينة خيرسون الاستراتيجية الرئيسية "من الآن يقترب مدافعونا من المدينة. بعد قليل، سندخل. لكن وحداتنا الخاصة موجودة في المدينة بالفعل".
وأظهرت صور ومقاطع تداولها مستخدمون على وسائل الإعلام الاجتماعي السكان المحليين وهم يخرجون مهللين إلى الشوارع ورفرفة العلم الأوكراني فوق نصب في ساحة بوسط خيرسون لأول مرة منذ بداية مارس/ آذار، وكان بعض السكان المهللين يهتفون تحية لرجال يرتدون الزي العسكري، ويعانقونهم.
وحثت الاستخبارات الأوكرانية الجنود الروس الذين قد يكونون ما زالوا في المدينة على الاستسلام تحسباً لوصول قوات كييف.
وقال البيان الاستخباراتي: "قيادتكم تركتكم تحت رحمة القدر. قادتكم يحثونكم على تغيير ملابسكم لملابس مدنية وأن تحاولوا النجاة بأنفسكم من خيرسون. من الواضح انكم لن تتمكنوا من ذلك".
من جهته، أعلن الجيش الروسي انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، تاركين الضفة اليمنى لنهر دنيبرو للانتشار على ضفته اليسرى.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه "سُحب أكثر من 30 ألف جندي روسي وحوالى خمسة آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكرية" من الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
وكان رئيس الإدارة الإقليمية فيتالي كيم، قد قال على تطبيق "تلغرام" إن "ميكولاييف كانت مجدداً هدفاً لصواريخ معادية"، وأضاف أن "أحد الصواريخ أصاب مبنىً سكنياً من خمس طبقات ودمره"، مشيراً إلى حصيلة مؤقتة تبلغ أربعة قتلى على الأقل وجريحين.
وفي غضون ذلك، نقلت هيئة البث العامة الأوكرانية عن سكان قولهم إن جسر أنتونيفسكي، وهو الطريق الوحيد القريب الذي يعبر من مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى الضفة الشرقية التي تسيطر عليها روسيا لنهر دنيبرو، قد انهار.
ونشرت الهيئة صورة تظهر أجزاءً كاملة من الجسر منهارة. ويقع الطريق التالي الذي يعبر نهر دنيبرو على بعد أكثر من 70 كيلومتراً من مدينة خيرسون.
ولم يتضح بعد سبب انهيار الجسر.
وفي وقت لاحق، أعلنت روسيا أنها استكملت سحب قوّاتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بعدما أكدت أنها اتّخذت "قراراً صعباً" بالانسحاب في ظل تقدّم القوات الأوكرانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: "اليوم عند الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت موسكو (02.00 ت غ)، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو. لم تُترك قطعة واحدة من المعدات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمنى".
وقال الكرملين إن انسحاب القوات الروسية من خيرسون لن يغير وضع المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها من أوكرانيا.
وضمت روسيا خيرسون وثلاث مناطق أوكرانية أخرى بعد إجراء ما وصفته بالاستفتاءات في سبتمبر/ أيلول، التي نددت بها كييف والحكومات الغربية ووصفتها بأنها غير قانونية وقسرية. لكن موسكو أعلنت، يوم الأربعاء، سحب قواتها من مدينة خيرسون في مواجهة هجوم مضاد أوكراني كبير.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف للصحافيين، إن وضع المنطقة "ثابت"، وإنه لا يمكن إجراء أي تغييرات عليه، وأضاف أن روسيا لم تندم على إعلان ضم خيرسون والمناطق الثلاث الأخرى في 30 سبتمبر/ أيلول.
وفي أول تصريحات علنية للكرملين منذ أن أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القوات الروسية ستنسحب من مدينة خيرسون إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، قال بيسكوف إن القرار اتخذته وزارة الدفاع، وليس لديه "ما يضيفه".
وقال إن روسيا ما زالت ملتزمة تحقيق أهداف ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، وأضاف أن الصراع "لا يمكن أن ينتهي إلا بعد تحقيق أهدافه أو تحقيق تلك الأهداف من خلال مفاوضات السلام"، وتابع: "لكن نظراً للموقف الذي اتخذه الجانب الأوكراني، فإن محادثات السلام مستحيلة".
البيت الأبيض يشيد بـ"النصر الاستثنائي" لأوكرانيا في خيرسون
إلى ذلك، أشاد البيت الأبيض السبت بما اعتبر أنّه "نصر استثنائي" لأوكرانيا بعد استعادة قوّاتها مدينة خيرسون (جنوب) إثر الانسحاب القسري للجيش الروسي.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحافة: "يبدو أنّ الأوكرانيّين حقّقوا لتوّهم انتصاراً استثنائياً: العاصمة الإقليميّة الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب عادت الآن تحت العلم الأوكراني، وهذا أمر رائع جداً".
(أسوشييتد برس، فرانس برس، رويترز)