على الرغم من تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه يرفض عودة الاستيطان الإسرائيلي إلى قطاع غزة، إلا أن 12 وزيراً و15 نائباً في الكنيست الإسرائيلي على الأقل قرروا المشاركة، مساء الأحد، في مؤتمر يقام بمشاركة الآلاف، في مدينة القدس المحتلة، يدعو إلى الاستيطان في قطاع غزة.
ويأتي المؤتمر، الذي ينظمه ائتلاف المنظمات للاستيطان في غزة، تحت عنوان "الاستيطان يحقق الأمن والنصر". ويشارك في المؤتمر، الذي يقوده رئيس المجلس الاستيطاني في شمال الضفة، يوسي داغان، وحركة "نحلاة" الاستيطانية، ووجوه معروفة في حكومة نتنياهو، بالإضافة إلى عدد من الحاخامات.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن داغان قوله: "فقط الاستيطان يحقق الأمن والانتصار. يجب علينا تقديم إجابة حول اليوم التالي (للحرب على غزة) واستعادة الكرامة الوطنية. لا يعقل أن يقتل جنودنا في غزة من أجل هل نقدمها للسلطة الفلسطينية الداعمة للإرهاب على طبق من ذهب؟"، وفق تعبيره.
وأبدى نتنياهو على الملأ معارضته لعودة الاستيطان في مستوطنات "غوش قطيف"، التي أخلاها الاحتلال في إطار خطة "فك الارتباط" أحادي الجانب عام 2005، لكنه لم يمنع الوزراء وأعضاء الكنيست من حزب الليكود بزعامته من المشاركة في المؤتمر.
ولم يتوقف الأمر عند حضور المؤتمر، ولكن بعض الوزراء، أمثال وزير الثقافة ميكي زوهر، ووزير السياحة حايم كاتس، وغيرهما، دعوا إلى المشاركة في المؤتمر.
وقال زوهر، العضو في الحكومة التي تعتبر من الأكثر تطرفاً في تاريخ دولة الاحتلال: "الاستيطان وحده يجلب الأمن. الأمر الواضح بعد المجزرة الوحشية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هو أن حماقة اقتلاع المستوطنات من غوش قطيف وشمال الضفة (الغربية المحتلة) يجب تصحيحها. لقد أدى الانسحاب إلى خلق الوحش النازي في قطاع غزة، وموجة الإرهاب التي خرجت من شمال الضفة في السنوات الأخيرة"، على حد زعمه.
وأضاف: "إلغاء قانون فكّ الارتباط في شمال الضفة والعودة إلى حومش (إحدى مستوطنات الضفة المُخلاة أيضاً عام 2005)، هي بداية الإجابة. التصحيح وإعادة الأمن يمرّان من خلال توجيه ضربة عسكرية قوية، ومن خلال تجديد الاستيطان في شمال القطاع وشمال الضفة... شعب إسرائيل يجب أن ينتصر".
من جهتها، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن من بين الوزراء المشاركين أيضاً في مؤتمر تعزيز الاستيطان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وأوريت ستروك، وحاييم كاتس وشلومو كرعي، وعميحاي إلياهو وغيرهم.
بن غفير خلال المؤتمر: يجب تشجيع الهجرة الطوعية من غزة
وقال بن غفير، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر: "الآن نفهم أن الهرب يؤدي إلى حرب، وإذا أردنا عدم تكرار 7 أكتوبر يجب العودة إلى الديار والسيطرة على الأرض (أي احتلال غزة والضفة)، وتشجيع الهجرة (للفلسطينيين) وسنّ قانون الموت للمخربين، وإعدام عناصر النخبة الواحد تلو الآخر". وتابع المتطرف بن غفير: "سنعود إلى غوش قطيف، هذه ديارنا".
وردد الجمهور خلال كلمة بن غفير: "فقط الترانسفير يحقق السلام"، ليردّ بن غفير: "أنتم على حق، يجب تشجيع الهجرة الطوعية. تشجيعهم على مغادرة المكان طوعاً".
الوزير حايم كاتس (الليكود) تحدث عن "فك الارتباط" عام 2005 قائلاً: "لقد مررنا بهذه العملية المهينة، واليوم بعد 18 عامًا لدينا الفرصة للنهوض والبناء، لتجديد وتوسيع أرض إسرائيل".
سموتريتش: من دون استيطان لا يوجد أمن
من جانبه، أشار سموتريتش في كلمته إلى اعتقاله في فترة "فك الارتباط" لأنه كان من المحتجين عليها.
وقال سموتريتش إن "شعب إسرائيل يقف على مفترق طرق مهم. يجب أن نقرر ما إذا كنا سنهرب من الإرهاب مرة أخرى، أو ما إذا كنا سنتعلم الدرس، ونستوطن في بلادنا، بطولها وعرضها، ونسيطر عليها ونحارب الإرهاب. من دون استيطان لا يوجد أمن، ومن دون أمن في غلاف إسرائيل لن يكون هناك أمن في كل إسرائيل. سيكون علينا العودة إلى غزة واحتلالها".
وأفاد موقع "يديعوت أحرونوت" بأن الوزراء وأعضاء الكنيست المشاركين في المؤتمر وقّعوا على "معاهدة النصر وتجديد الاستيطان في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية".
لبيد ينتقد المؤتمر: يضرّ بمصلحة إسرائيل
في غضون ذلك، انتقد زعيم المعارضة في إسرائيل، يئير لبيد، الأحد، المؤتمر الذي يدعو لإعادة الاستيطان في غزة وشمال الضفة الغربية.
وقال لابيد، تعليقًا على عقد المؤتمر: "هذا يسبب ضرراً دولياً على إسرائيل، وضرراً لصفقة تبادل أسرى محتملة، هذا المؤتمر يعرّض جنود الجيش الإسرائيلي للخطر". وأضاف في منشور عبر حسابه على منصة "إكس": "تنظيم المؤتمر عبارة عن عدم مسؤولية فظيعة، (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو غير مؤهل، وهذه الحكومة غير مؤهلة".
وتابع: "حكومة نتنياهو هي الأكثر ضرراً في تاريخ البلاد". وزاد: "المؤتمر الاستيطاني لحزب عوتسما يهوديت مع العديد من الوزراء من حزب الليكود، هو وصمة عار لنتنياهو وللحزب الذي كان ذات يوم في قلب المعسكر الوطني، وهو الآن يتخلف بلا حول ولا قوة وراء المتطرفين".