أجرى وزير الخارجية الأذربيجاني، جيحون بايراموف، اليوم الإثنين، زيارة إلى طهران ومباحثات مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، تناولت العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية والدولية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، في مؤتمر صحافي بعد لقائه مع نظيره الأذربيجاني "تجاوزنا خلال الربيع الماضي مرحلة سوء الفهم واليوم نعيش مرحلة تطوير متزايد للعلاقات الشاملة في إطار مصالح البلدين".
وأضاف أمير عبداللهيان أن التبادل التجاري بين البلدين شهد "قفزة" خلال الشهور الماضية، مشيراً إلى زيارة وزير الثقافة الأذربيجاني أنار كريم اف إلى طهران قبل أسابيع، وقال إنه أجرى "مباحثات إيجابية" مع المسؤولين الإيرانيين.
وكشف وزير الخارجية الإيراني عن اجتماع ثلاثي قريب بين إيران وجمهورية أذربيجان وتركيا على مستوى وزراء الخارجية في طهران، مؤكداً أنه اتفق على عقد هذا الاجتماع خلال مباحثاته الأسبوع الماضي مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو في أنقرة.
وأوضح أنه سيتفق، اليوم الإثنين، خلال مباحثاته مع الوزير الأذربيجاني على موعد لعقد هذا الاجتماع الثلاثي، مضيفاً أن بلاده تدعم الحل السياسي السلمي للنزاع في منطقة كارباخ بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا على أساس مبادئ القانون الدولي.
من جهته، أكد وزير خارجية أذربيجان أن أولوية بلاده الأساسية في المرحلة الحالية هي إعادة إعمار المناطق المحررة من الاحتلال الأرميني في كاراباخ، مشيراً إلى أن باكو بصدد "التعاون الإقليمي وتنفيذ مشاريع إقليمية مشتركة مع إيران".
وأكد بايراموف أن سياسات بلاده تعتمد "السلام والاستقرار والتعاون المستقبلي" في علاقاتها الخارجية، قائلاً إن أذربيجان تريد تطبيع العلاقات مع أرمينيا واتخذت إجراءات في هذا السياق.
وشهدت العلاقات بين إيران وأذربيجان خلال العام الماضي توتراً كبيراً، بعدما عرقلت أذربيجان عبور الشاحنات الإيرانية المتجهة إلى أرمينيا من أراضيها وقامت باعتقال سائقين إيرانيين، مع وصف العبور بأنه "غير قانوني"، فضلاً عن مناورات عدة مع تركيا في كاراباخ ونخجوان.
كما أجرت إيران من جهتها عدة مناورات على الحدود مع أذربيجان خلال سبتمبر/أيلول الماضي، مع استقدام معدات عسكرية إلى الحدود، وإطلاق اتهامات لباكو باستقدام قوات إسرائيلية إلى الحدود المشتركة مع إيران ومحاولتها تغيير جيوسياسي في الحدود الإيرانية الأرمينية، لكن أذربيجان نفت صحة هذه الاتهامات.
لكن خلال نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين، ظهرت مؤشرات مهمة على طريق توجه البلدين لإنهاء الأزمة، منها وقف الحرب الإعلامية وتبادل الطرفين رسائل إيجابية في تصريحات إعلامية، فضلاً عن اتخاذهما إجراءات عملية؛ فمن جهة أعلنت السلطات الإيرانية، حظر عبور شاحناتها منطقة كاراباخ ولاتشين من جمهورية أرمينيا، بعدما أغضب ذلك الجارة الأذربيجانية، ومن جهة أخرى، أفرجت باكو عن السائقين الإيرانيين المحتجزين بعد ذلك.
كما أجريت اتصالات عدة بين وزير خارجية إيران ونظيره الأذربيجاني، جيحون بايراموف. إلى ذلك، أيضاً زار نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني، شاهين مصطفى، طهران، خلال نوفمبر الماضي وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني ومسؤولين آخرين. كما زار أمير عبداللهيان باكو خلال ديسمبر الماضي.