يزور وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تركيا، اليوم الإثنين، لبحث قضايا ثنائية وإقليمية مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو.
وكانت وزارة الخارجية التركية قد أفادت، في بيان، أول من أمس السبت، بأنّ "ماس سيبحث خلال زيارته القضايا الثنائية والإقليمية".
وأضافت أنه من المنتظر أن يبحث ماس أيضاً العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي مع المسؤولين الأتراك خلال زيارته.
Press Release Regarding the Visit of Minister for Foreign Affairs of the Federal Republic Germany H.E. Mr. Heiko Maas, to Turkey https://t.co/z4RuO89EtM pic.twitter.com/VDD7PAkINq
— Turkish MFA (@MFATurkey) January 16, 2021
وقال ماس في تصريحات صحافية إنه يأمل في تخفيف دائم للنزاع حول الغاز بين اليونان وتركيا، موضحا أن استئناف المفاوضات سيوفر فرصة حقيقية لذلك، وأن الزخم الإيجابي يجب أن يستمر من أجل استعادة الثقة المفقودة وخلق الأساس لحوار ينتج حلاً.
وشدد قبيل مغادرته برلين على أن استئناف المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، والتي كانت معلقة منذ 2016، تعد "خطوة أولى مهمة" في تحقيق الاستقرار شرقي المتوسط.
وأعرب الوزير الألماني عن ترحيبه بإرسال تركيا إشارات إيجابية من خلال أقوالها وأفعالها بخصوص تخفيف التوتر في شرق المتوسط، عبر البدء بالمفاوضات المباشرة مع اليونان، قائلاً إن "عودة المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان توفر فرصة حقيقية للاستقرار المستدام في شرق المتوسط".
وأشار إلى أن ألمانيا دافعت بقوة عن استئناف المحادثات المباشرة بين أنقرة وأثينا خلال ترؤسها مجلس الاتحاد الأوروبي في الأشهر الستة الماضية.
ووصف ماس الإنهاء المبكر لعمليات التنقيب التركية قبالة جزيرة قبرص بأنه "خطوة إيجابية من أنقرة"، مشيراً إلى ضرورة استمرار التطورات الإيجابية التي حدثت في الأسابيع الأخيرة من أجل استعادة الثقة المتبادلة وتشكيل أساس لحوار موجه نحو الحل.
وأبرزت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية، اليوم الإثنين، أن ماس يود معرفة حقيقة ما إذا كانت تركيا مستعدة حقا لبدء مرحلة جديدة من العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنّ نظيره التركي مولود جاووش أوغلو سيزور بروكسل، يوم الخميس المقبل، لإجراء محادثات مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، على أن تكون هناك أيضا زيارة لكل من رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إلى أنقرة أيضاً هذا الشهر.
وعن مدى واقعية احتمالات التقدم الفعلي في المحادثات مع أنقرة، كتبت الباحثة في "مؤسسة برلين للعلوم والسياسة" إيلكه تويغور، أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى خطوات ملموسة من تركيا، فيما أشار مقرر شؤون تركيا في البرلمان الأوروبي ناتشو سانشيز أمور إلى أهمية نزع فتيل قوانين مكافحة الإرهاب في تركيا وإطلاق سراح السياسيين والناشطين المعارضين وتخفيف الضغوط عن المجتمع المدني ووسائل الإعلام والأحزاب المعارضة.
ويأتي هذا المنحى الإيجابي لخلق مسار جديد للعلاقة بين الجانبين الأوروبي والتركي، بعد مرحلة شهدت الكثير من التوترات، وحيث الاستقرار بينهما مفيد لكلا الجانبين سياسيا واقتصاديا، وهناك مصالح مشتركة، بينها سعي الاتحاد الأوروبي لتمديد اتفاقية اللاجئين مع تركيا، في وقت تحتاج تركيا إلى استعادة ثقة المستثمرين بشكل عاجل لتقليص نسبة التضخم.
وينتظر أن يعاود الاتحاد الأوروبي النظر في علاقته مع تركيا، في آذار/مارس المقبل، بعد التوترات الحاصلة مع اليونان شرقي المتوسط، وملفات أخرى عالقة، مثل ملف اللاجئين، وقد تفرض عقوبات على أنقرة بسبب العلاقات المتوترة، في حين عادت التصريحات الإيجابية بين الطرفين في الأيام الأخيرة.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، أن أنقرة تنتظر من سفراء دول الاتحاد الأوروبي دعم فتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الأوروبية على مستويي الاتحاد والدول.
وأعرب أردوغان، في كلمة خلال استقباله سفراء دول الاتحاد الأوروبي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، عن رغبة بلاده في إعادة علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي إلى مسارها وفق رؤية طويلة الأمد. وأضاف أنه من الممكن تحويل 2021 إلى عام النجاحات في العلاقات التركية الأوروبية.