أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أن الاتفاق مع واشنطن هو على محاربة تنظيم "داعش"، لكنه حذر حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) من أية خطط لدخول المنطقة الآمنة.
وأشار جاووش أوغلو في مقابلة تلفزيونية، اليوم الخميس، أن تركيا على توافق كامل مع الحلفاء على أنه لن يدخل المنطقة الآمنة سوى "قوات المعارضة السورية المعتدلة"، مفضلا استخدام مصطلح "منطقة أمنية" على مصطلح "منطقة آمنة"، قائلاً: "إن هجومنا الأول على داعش، كان هجوما من طرف واحد، ولم يكن من ضمن الاتفاق مع واشنطن"، مضيفا: "سنستمر بالحرب على داعش في الأيام المقبلة بالتعاون مع واشنطن وباقي الحلفاء. إن الاتحاد الديمقراطي ليس هدفاً لنا الآن، ولا وجود للحرب على الأخير في الاتفاق الموجود حاليا مع واشنطن. ولكن هذا لا يعني أننا ندعم الاتحاد الديمقراطي".
وتابع جاووش أوغلو: "لقد حاز الاتحاد الديمقراطي الدعم خلال معركته مع داعش، وإن لم يقم داعش بالهجوم على كوباني لما قام الاتحاد الديمقراطي بقتاله، إنهم يحاربون لإقامة إدارتهم الخاصة، وليس لأجل الحرية. إن الاتحاد الديمقراطي ليس عدوا في الاتفاق الموجود حاليا، لكن تحذيراتنا له كانت واضحة تماما، عليه أن يتعاون مع القوى التي تعمل على تحرير سورية".
وأشار جاووش أوغلو إلى أن أمر حظر الطيران فوق المنطقة الأمنية في هذه المرحلة موجه ضد احتمال قيام طيران النظام السوري بتوجيه غارات عليها، قائلا: "هدف العمليات المقبلة هو تطهير المنطقة من داعش، لتصبح منطقة أمنية، حيث سيتم تأسيسها وحمايتها من قبل الجيش السوري الحر، وسيتم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع النظام السوري من توجيه ضربات جوية للمنطقة، كما لن يتم السماح لباقي العناصر بالدخول إليها، وسيقوم التحالف بمنع أية محاولة للنظام بتوجيه ضربات لهذه المنطقة".
من جهة أخرى، أكد جميل بايك، الرئيس المشارك لاتحاد المجتمعات الكردستانية (المظلة التي تعمل تحتها جميع التنظيمات التابعة للكردستاني) بأن قوات الكردستاني لن تنسحب من تركيا ولن ترمي السلاح، ما دام الطيران التركي مستمراً في ضرب مقار ومعسكرات الحزب في كل من تركيا وشمال العراق.
وأشار بايك في لقاء مع قناة "ميد نوجة"، التابعة للحزب والتي تبث من بروكسل، إلى أنه لا أحد يستطيع إجبار الكردستاني على إلقاء سلاحه أو سحب عناصره خارج تركيا، قائلا: "لقد قمنا في وقت سابق بسحب قواتنا من تركيا، لكن ذلك لم يأت بأية نتيجة إيجابية فيما يخص القضية الكردية".
من جانبه، أكد كالكان دوران، عضو اللجنة المركزية للحزب بأن السلام لا يمكن أن يتحقق ما لم تسمح أنقرة لممثلين عن قنديل (مقر الكردستاني في شمال العراق) باللقاء مع عبد الله أوجلان، زعيم الكردستاني في سجنه في جزيرة إمرالي بشكل مباشر، مشددا على أنه "هناك حاجة ماسة لتطوير شكل جديد لعملية السلام وحل القضية الكردية، حيث أن الأنموذج الحالي لم يؤدّ إلى أية نتيجة إيجابية لحل القضية الكردية".
يأتي ذلك بعد أسبوعين من تحدي مراد كرايلان، قائد قوات حماية الشعب التابعة للكردستاني، قدرة الجيش التركي بالنجاح بتدمير قواته، قائلا: "إنهم الآن يريدون تدميرنا بالحرب، فليفعلوا ذلك إن استطاعوا، إنهم يعتقدون بأنهم سيستطيعون تدميرنا بقدراتهم الاستخباراتية المتطورة والتكنولوجيا العالية، التي يستخدمونها، فليحلوا ضيوفاً علينا".
في غضون ذلك، سربت قناة "سي إن إن" التركية معلومات من تقارير استخباراتية، تحدثت عن أن غارات سلاح الجو التركي أدت إلى تدمير أكثر من 80 بالمائة من معسكرات الكردستاني في شمال العراق في كل من خاكورك وقنديل وغارا ومتينة وأفشين، وأيضا أدت إلى مقتل ما يقارب 300 من مقاتلي الكردستاني وجرح 500 آخرين.
وأشار التقرير إلى أن مراد كرايلان فر إلى إيران، أما جميل بايك فيختبئ الآن في سورية في مناطق سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للكردستاني) .
اقرأ أيضاً: اشتباكات بين المعارضة السورية و"داعش" قرب الحدود التركية