يجري نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، زيارة رسمية لروسيا، ومن المقرّر أن يعقد الأربعاء مباحثات في موسكو مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف.
واجتمع وزير الخارجية القطري، الثلاثاء، مع كل من نائب رئيس الحكومة الروسية، يوري بوريسوف، وسكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، ورئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي.
وذكرت الخارجية الروسية، في بيان لها، أنّ المحادثات، في شقّها السياسي، ستتطرق إلى "الجوانب الرئيسية للأجندة الإقليمية، مع التشديد على مهام الحل السياسي الشامل للأزمات في سورية وليبيا، ومع الحفاظ على سيادة هذه الدول واستقلالها ووحدة أراضيها"، فضلاً عن "التشديد على الحاجة إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وكذلك الحل السريع للخلافات بين حركتي فتح وحماس".
وأورد البيان أنّ المناقشات ستتناول كذلك "قضايا الاستقرار الدائم للوضع في منطقة الخليج العربي من خلال تنسيق خطوات عملية محددة من قبل الدول الواقعة في هذه المنطقة، التي تهدف إلى تعزيز الثقة المتبادلة، وخلق ظروف مواتية لإقامة الحوار وتخفيف التوتر"، في ظلّ الأجواء الإيجابية التي أعقبت إعلان الكويت مطلع هذا الشهر عن محادثات بنّاءة جرت من أجل حلّ الأزمة الخليجية.
وفي المجال الاقتصادي، أوضح بيان الخارجية الروسية أنه سيكون التركيز على "إعطاء دفعة لتطوير التبادل التجاري والاقتصادي الثنائي"، مشيراً إلى أن هذا التبادل ازداد، في الفترة الواقعة بين يناير/ كانون الثاني وأكتوبر/ تشرين الأول من العام الحالي، بنحو 38% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغ 87 مليون دولار.
وشدد البيان أيضاً على ضرورة "العمل لتحقيق نمو نوعي لمؤشرات التجارة التي لم تصل بعد إلى الإمكانات الكبيرة المتاحة"، مشيراً إلى أنه تقرر من أجل ذلك "رفع مستوى الرؤساء المشاركين للجنة الروسية القطرية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني إلى (مستوى) نواب لرئيس الوزراء، وبموجب هذه الاتفاقية، عُيِّن يوري بوريسوف، نائب رئيس وزراء روسيا، رئيساً للجزء الروسي من اللجنة الحكومية الدولية، وأصبح محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نظيره من الجانب القطري".
وأشار البيان إلى أن "أحد العوامل المساهمة في تنشيط العلاقات التجارية والسياحية الروسية القطرية، دخول حيّز التنفيذ في 23 فبراير من هذا العام، اتفاقية حكومية دولية بشأن الإلغاء المتبادل لمتطلبات التأشيرة لمواطني دولتينا"، مردفاً: "من الواضح أننا نتحدث أساساً عن فترة ما بعد فيروس كورونا، حيث ستُرفع قيود الحجر الصحي".
كذلك أبدى لافروف، وفق البيان، "استعداد الإدارات والمنظمات الروسية المهتمة لمواصلة التعاون في التحضير لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم - قطر 2022 وإقامتها، حيث اكتسبت روسيا خبرة واسعة في تنظيم مثل هذه الأحداث الكبيرة".
وأكدت الخارجية الروسية أن البلدين "يحافظان على حوار منتظم على أعلى المستويات"، مشيرة إلى أنه "خلال التواصل بالهاتف في 11 يناير/ كانون الثاني و28 مايو/ أيار من العام الحالي بين رئيس روسيا (فلاديمير بوتين)، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جرى تبادل الآراء في أهم القضايا ذات الأولوية في ما يخص العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية الراهنة. وفي العام الحالي أجريت خمسة اتصالات هاتفية بين سيرغي لافروف ومحمد بن عبد الرحمن آل ثاني".