وزير الخارجية المصري من بيروت: لوقف التصعيد وعدم انجرار المنطقة إلى أتون حرب إقليمية

16 اغسطس 2024
نبيه بري خلال استقباله وزير الخارجية المصري في بيروت، 16 أغسطس 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **دعم مصر للبنان ووقف التصعيد في غزة**: أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي دعم مصر للبنان وضرورة وقف التصعيد في غزة لمنع حرب إقليمية شاملة.

- **التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصر**: شدد نبيه بري ونجيب ميقاتي على تطابق وجهات النظر حول القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وأهمية الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غزة.

- **التحذيرات من مواجهة واسعة وجهود دبلوماسية**: زار مسؤولون دوليون بيروت للتحذير من مواجهات واسعة، وأكدوا على ضرورة ضبط النفس ووقف إطلاق النار في غزة لتحقيق السلام.

نقل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الجمعة، رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين تؤكد دعم مصر لأمن واستقرار لبنان ووقوفها إلى جانبه حكومة وقيادة وشعباً، مع التشديد على أهمية وقف التصعيد وعدم انجرار المنطقة إلى أتون حرب إقليمية شاملة. وقال عبد العاطي في تصريح بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في بيروت إنّ "مصر تتضامن مع لبنان، وتؤكد أنّ أمن واستقرار لبنان هما مصلحة مصرية في المقام الأول ومصلحة عربية نعمل على صيانتها ونحرص على الحفاظ عليها".

وأكد أن "مصر تبذل كلّ الجهد الممكن لوقف التصعيد والعمل قدر الإمكان وبأسرع وقتٍ ممكنٍ للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "لبّ الصراع في المنطقة هو استمرار القضية الفلسطينية من دون حلّ واستمرار عدم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة الدولة المستقلة على كامل ترابه الوطني على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وذكر الوزير المصري للرئيس بري أنّ "استمرار العدوان على قطاع غزة واستهداف وقتل المدنيين الأبرياء هو السبب الأساسي وراء التصعيد في المنطقة، وأنّه لا بدّ من التوصّل لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة حتى نوقف التصعيد".

وأشار عبد العاطي إلى "إدانة مصر الكاملة لكافة السياسات الاستفزازية بما في ذلك انتهاك سيادة لبنان"، مؤكداً "دعم مصر الكامل لوحدة لبنان وسلامة أراضيه وسيادته"، معتبراً أنّ "أيّ انتهاك للسيادة اللبنانية أمرٌ مدانٌ تماماً والعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت أمرٌ مرفوضٌ تماماً وأدنّاه بشدّة وأيضاً سياسة الاغتيالات مرفوضة تماماً". وشدد على "تضامننا ووقوفنا إلى جانب لبنان في هذه المحنة وهذا الظرف العصيب، ولن نألو جهداً في سبيل التوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة باعتباره الأساس لوقف التصعيد وتخفيف حدة التوتر".

في المقابل، أكد بري خلال لقائه عبد العاطي "التطابق في وجهات النظر بين لبنان ومصر باعتبار أن الجذر الحقيقي للصراع في المنطقة هو القضية الفلسطينية ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة"، معتبراً أنّ "نجاح الجهود التي تبذل في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار هو المدخل الأساس لعودة الاستقرار والحلول في المنطقة".

وخلال لقائه الوزير المصري، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إن "لبنان يقدر الجهود الدولية والعربية التي تبذل من أجل وقف إطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان"، وشدد على أنّ "لبنان يجدد التزام تطبيق القرار الدولي الرقم 1701 بالكامل، والمطلوب الضغط على إسرائيل لتطبيق القرار ووقف عدوانها على لبنان". من جهته، قال الوزير المصري إنّ "زيارته هي رسالة دعم قوية للبنان، وإنّ الجهود مستمرة لوقف إطلاق النار في غزة لسحب فتيل التوترات".

ومن المقرر أن يلتقي وزير الخارجية المصري خلال الزيارة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، وذلك للتباحث بشأن مختلف ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتبادل الرؤى والتقديرات تجاه التحديات المتزايدة التي يواجهها لبنان في تلك المرحلة الدقيقة، والتشاور بشأن جهود خفض التصعيد في المنطقة، بحسب المتحدث المصري. كما أنه من المقرر أن يزور المستشفى الميداني المصري، وكذا جامعة بيروت العربية، فضلاً عن تفقد مقر السفارة المصرية، بينما تشير معلومات توفرت لدى "العربي الجديد"، أن الزيارة تحمل رسالة غير مباشرة لأطراف فاعلة في المشهد اللبناني، بشأن تجنب التصعيد المتزايد في المنطقة.

تحذيرات من مواجهة واسعة

وقال مصدرٌ مقرّبٌ من بري لـ"العربي الجديد"، إنّ "اللقاء كان جيداً، ويأتي في إطار الحراك الدولي الخارجي تجاه لبنان بمحاولة وقف التصعيد ومنع انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة، والتطرق طبعاً إلى مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة التي تعد أساسية وستنعكس على الجبهة اللبنانية". وأشار المصدر إلى أنّ "رئيس البرلمان أكد أمام الوزير المصري التزام لبنان بالقرارات الدولية ومنها القرار 1701 بعكس إسرائيل التي تواصل خروقاتها، كما شدد على حق لبنان في الدفاع عن أرضه ومواجهة جرائم العدو، مؤكداً أيضاً أهمية أن تصب الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة، ما ينعكس على جبهة لبنان".

ويتزامن الحراك الدولي الخارجي تجاه لبنان مع مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة المنعقدة بيومها الثاني في الدوحة، وقد انطلق عشيتها مع زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة والاستثمار عاموس هوكشتاين بيروت ولقائه المسؤولين اللبنانيين، وتبعه أمس الخميس وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه. وتلتقي مواقف الموفدين على ضرورة ضبط النفس في هذه الفترة الصعبة، والتحذير من مغبة الانزلاق نحو مواجهات واسعة ما يجرّ المنطقة بأكملها إلى حرب إقليمية، وضرورة السير بحلّ دبلوماسي لوقف إطلاق النار. كما تشدد على أنّ وقف إطلاق النار في غزة هو العنصر الأساسي والضروري الذي لا بد منه لبحث السلام في المنطقة.

وبالتزامن مع الحراك الخارجي ومفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، نشر الإعلام الحربي في حزب الله اليوم مقطع فيديو بعنوان "جبالنا خزائننا" يظهر منشأة أسلحة باسم "عماد 4" واسعة المدى تحت الأرض، تحتوي على راجمات صاروخية وتجهيزات عسكرية، موجهاً رسالة للعدو بأنّ "المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات". وقال مصدر نيابي في حزب الله لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المنشأة العسكرية مجهزة بكل شيء بشرياً وعسكرياً ولوجستياً وهي واحدة من المنشآت العسكرية العديدة التي يمتلكها حزب الله تحت الأرض، وهي تظهر جزءاً من قدراته العسكرية وترسانته الصاروخية القادرة على الوصول إلى جميع الأهداف الإسرائيلية".

وأشار المصدر إلى أنّ "الرسالة التي يريد الحزب إيصالها من خلال هذا الفيديو واضحة، وتؤكد للعدو أننا جاهزون لكل الاحتمالات والسيناريوهات ولا نخشى الحرب والمواجهة، حتى لو أننا لا نحبّذ هذا الاتجاه، لكن إذا فرضت علينا فنحن في أعلى الجهوزية للدفاع عن أرضنا"، لافتاً إلى أنّ "قدرات المقاومة كبيرة وتفوق تلك التي كانت تمتلكها في حرب يوليو 2006، والعدو يعلم ذلك جيداً".

المساهمون