يبدأ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم الاثنين، زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأميركية، وصفت بأنها "تندرج في إطار المشاورات الدائمة الهادفة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية" بين الرباط وواشنطن.
وينتظر أن يعقد وزير الخارجية المغربي، خلال زيارته، مباحثات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، لا سيما مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تنصب بدرجة أولى على الشراكة الاستراتيجية الثنائية، والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وعرفت علاقات البلدين خلال السنتين الماضيتين توالي زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى العاصمة المغربية الرباط، كان من أبرزهم وزير الخارجية في مارس/آذار 2022، ونائبته ويندي شيرمان، خلال الشهر ذاته، ثم نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، في مايو/ أيار الماضي.
كما شهد المغرب توالي زيارات مسؤولين عسكريين وأمنيين أميركيين، خلال الأسابيع الماضية، من أبرزها الزيارة التي قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي، وقبله قائد القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" مايكل لونغلي، الذي قام بأول زيارة رسمية له إلى المملكة في 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وتعتبر الولايات المتحدة الأميركية المغرب حليفا استراتيجيا خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتجمعهما علاقات قوية على مستوى "التعاون العسكري ومحاربة الإرهاب والفكر المتطرف"، كما يعتبر المغرب من زبائن السلاح الأميركي.
وإلى جانب الزخم الذي تعرفه العلاقات على المستويين السياسي والعسكري، استطاعت الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة أن تحقق تعاوناً اقتصادياً وثيقاً، حيث تخطى حجم المبادلات التجارية الثنائية في عام 2020 حوالي 3.3 مليارات دولار، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي الذي عرفه العالم بسبب أزمة كورونا.
وساهم اتفاق التبادل الحر بين المغرب والولايات المتحدة، الموقع في عام 2004، في جذب عدد من الاستثمارات الأميركية، حيث تنشط حاليا حوالي 150 شركة أميركية في المملكة.