- أشتياني ونظيره الصيني ينتقدان السياسات الأمريكية ودعمها لإسرائيل كأسباب لعدم الاستقرار في المنطقة، مع تأكيد الصين على حق إيران في الرد ودعوة لتعزيز التعاون الدفاعي.
- المحادثات بين إيران وروسيا تبرز التأكيد على توسيع التعاون العسكري والتقني، مع إشادة روسيا بالتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب ودعم إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب.
تطرق وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، اليوم الجمعة، خلال اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي بأستانة في كازاخستان، إلى التوتر الأخير بين بلاده وتل أبيب على خلفية استهداف السفارة الإيرانية في دمشق، قائلاً إنّ رد بلاده على هذا الهجوم الإسرائيلي كان بمثابة "إطلاق تحذير محدود".
وأضاف أشتياني أن الهدف من هذا التحذير هو "خلق الردع وفي الوقت نفسه تجنب اتساع المواجهة"، مؤكداً أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى إلى الحرب والتصعيد في المنطقة". غير أن وزير الدفاع الإيراني شدد على أنها "رغم ذلك، ستواجه أي اعتداء وحسابات خاطئة للأعداء برد مناسب وباعث على الندم".
وشن الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع الجيش الإيراني، مساء السبت الموافق 13 إبريل/ نيسان الجاري، هجمات مركبة على أهداف داخل إسرائيل باستخدام مجموعة متنوعة من المسيّرات والصواريخ محلية الصنع، تراوحت أعدادها بين 250 و300، وذلك رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق في الأول من الشهر ذاته.
وعلى هامش مؤتمر وزراء دفاع أعضاء منظمة شنغهاي، أكد وزير الدفاع الإيراني، خلال لقائه نظيره الصيني دونغ جيون، أن "التوتر الأخير في المنطقة وأوضاع غزة المؤسفة هي نتيجة التصرفات المزعزعة للاستقرار للولايات المتحدة في المنطقة ودعمها الكيان الصهيوني". وبحسب التلفزيون الإيراني، فإن وزير الدفاع الصيني بدوره أدان الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، مؤكداً "حق إيران المشروع في الرد عليه".
وفيما دعا جيون نظيره الإيراني إلى زيارة الصين للمشاركة في مؤتمر بكين الأمني، أكد استمرار التعاون وتوسيع العلاقات الدفاعية والعسكرية بين البلدين. وشدد جيون على ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات إليها.
تعزيز التعاون العسكري بين إيران وروسيا
إلى ذلك، شكلت محادثات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مع نظيره الإيراني في أستانة، حلقة جديدة للتأكيد على استمرار التعاون العسكري والعسكري - التقني بين موسكو وطهران. وشدد شويغو على استعداد موسكو لتوسيع التعاون العسكري "الثنائي الرابح" مع طهران.
وقال شويغو: "العمل المشترك على مكافحة الإرهاب في سورية يشكل نموذجاً رائعاً لعلاقات الصداقة الممتدة بيننا منذ مدة طويلة. في الفترة الأخيرة، تكتسب العلاقات طابع الثقة وتتطور بنجاح. ازدادت بأضعاف كثافة الاتصالات سواء على أعلى مستوى أو على مستوى وزارتي الدفاع". وأكد أن التعاون بين روسيا وإيران تميز دوماً بالديناميكية وتعدد الجوانب، مضيفاً: "هذا ما يفرضه علينا الوضع العسكري - السياسي الراهن والتهديدات لبلدينا، وكذلك المقاربات المشتركة حيال إقامة نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب يستند إلى التكافؤ بين كافة أطراف المجتمع الدولي".
وتابع قائلاً: "نؤكد استعدادنا لمواصلة تطوير وتوسيع التعاون العسكري والعسكري - التقني، وسنركز على ذلك بشكل خاص". من جهته، تقدم أشتياني لشويغو بالشكر على "الدعم في النزاع مع إسرائيل" قائلاً: "أود أن أنتهر هذه الفرصة حتى أشكركم على موقفكم العادل والأمين حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعلى دعمكم وقت الهجوم على قنصليتنا في دمشق، وكذلك رد فعلكم المتزن على ردنا التناسبي".
وأشاد، وفق بيان صدر عن وزارة الدفاع الروسية، بالارتقاء بمستوى العلاقات بين موسكو وطهران إلى مستوى جديد.
ويأتي إعلان شويغو استعداد بلاده لتوسيع التعاون العسكري مع طهران، في وقت تواجه فيه إيران اتهامات غربية مستمرة بتزويد روسيا بأسلحة ومسيّرات انتحارية تستخدم في الحرب على أوكرانيا. وفي حين تنفي طهران هذه الاتهامات، تواجه عقوبات أميركية وأوروبية على أشخاص وكيانات لدورهم في صناعة المسيّرات الحربية وإرسالها إلى روسيا.
في غضون ذلك، أجرى كبير المفاوضين الإيرانيين نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني، اليوم الجمعة، لقاءين منفصلين مع المبعوث الخاص للرئيس الصيني ليو قوه تشونغ والمبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو على هامش مؤتمر نواب وزراء خارجية مجموعة بريكس. ووفق وكالة ميزان الإيرانية، بحث باقري كني في هذه اللقاءات العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية، مع تأكيده التوصل إلى حلف متعدد الأطراف ومهم بين أعضاء "بريكس".